مصر تنصح أبو مازن بالتروي وإمهال واشنطن قبل اللجوء إلى البدائل الأخرى

أبو الغيط: الوقت يضيق لحل الدولتين.. قمة مصرية فلسطينية لبحث التطورات بعد فشل المساعي الأميركية

TT

قالت مصر أمس إن القوى الرئيسية يجب أن تضغط على إسرائيل والفلسطينيين ليوافقوا على مهلة لإقامة دولة فلسطينية مستقلة قبل أن يصبح من المستحيل تحقيق حل الدولتين. ويعقد الرئيسان المصري محمد حسني مبارك والفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) لقاء قمة اليوم بالقاهرة، لبحث الخطوات الفلسطينية والعربية التي ستتخذ في ضوء الرسالة الأميركية التي تلقتها القيادة الفلسطينية بشأن الاستيطان والمفاوضات.

وفي واحدة من أقوى التصريحات التي تصدر عن مصر خلال الفترة الأخيرة، قال وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط إن المباحثات يجب أن تنتقل إلى «تحقيق الهدف النهائي بالنسبة للتسوية الفلسطينية»، بعد أن فشلت واشنطن في دفع إسرائيل نحو وقف البناء في المستوطنات.

وقال: «الأميركيون كانوا يبلغوننا جميعا بأن جهودهم لم تنجح. أرادوا التوصل إلى وقف النشاط الاستيطاني مع إسرائيل. وهذا وصل إلى النهاية الآن». وقال إن قلق مصر كان يتمثل في «أننا نواصل المساومة دون تحقيق أي انفراجة، ثم خلال بضع سنوات لن يكون هناك احتمال لدولتين تعيشان جنبا إلى جنب». وقال أبو الغيط في بيان صحافي أثناء زيارة لبلغاريا: «إما أن تكون هناك دولة ثنائية القومية وإما أن يكون هناك احتلال أو عنصرية. و... الخيار الذي نفضله جميعا هو أن يكون هناك دولتان بدلا من دولة واحدة تقوم على العنصرية».

وقال إن رباعي الوساطة المكون من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة والاتحاد الروسي يجب أن يضع اتفاقية إطار تحدد حدود دولة فلسطينية ووضع القدس الشرقية مع ضمان أمن إسرائيل. وقال وزير الخارجية المصري: «إذا تم تبادل أراض فيجب أن يكون في أضيق نطاق». وقال إن الاتفاقية «يمكن أن يصوغها الأميركيون أو رباعي الوساطة أو مجموعة من الخبراء في صفحتين أو ثلاث صفحات لتفاهم كبير يقدمه المجتمع الدولي لكل من الطرفين»، مع تحديد وقت للتوصل إلى اتفاق.

وعلمت «الشرق الأوسط» أن الرئيس محمود عباس أعطى الضوء الأخضر لمساعديه للتحرك وتفعيل الخيارات الأخرى (الذهاب إلى مجلس الأمن والأمم المتحدة) بعد فشل الإدارة الأميركية في إقناع إسرائيل بوقف الاستيطان، ولكن القيادة المصرية طلبت منه التمهل وإعطاء الولايات المتحدة فرصة أخيرة لإقناع إسرائيل بوقف الاستيطان واستئناف المفاوضات على الأسس والمرجعيات الدولية.

وقال الدكتور بركات الفرا، سفير فلسطين في القاهرة ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إن «الرئيس عباس سيطلع الرئيس مبارك على آخر الاتصالات مع الإدارة الأميركية والجهود التي تبذلها من أجل تجميد الاستيطان واستئناف المفاوضات، والخطوات التي ستتخذها القيادة الفلسطينية في ضوء هذه الجهود».

وأضاف أن المباحثات ستتناول كذلك الجهود والاتصالات التي يقوم بها الرئيس مبارك مع الأطراف المعنية والدولية من أجل تهيئة الظروف التي تساعد على استئناف المفاوضات ودفع عملية السلام قدما للأمام، والجهود المصرية لتحقيق المصالحة الفلسطينية الفلسطينية، ورفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة.

وأكد الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، من أثينا حيث يحضر مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في زيارة رسمية، أن الرئيس الفلسطيني «تلقى فجر أمس (الأربعاء) رسالة رسمية حول الجهود الأميركية في قضية الاستيطان والمفاوضات»، ولكنه لم يعطِ مزيدا من التفاصيل حول طبيعة الرد الأميركي.

وأشار إلى أن الرئيس عباس «أبلغ الجانب الأميركي أننا سنقوم بدراسة الرد الرسمي مع القيادة الفلسطينية والأشقاء العرب لإعطاء الموقف الفلسطيني النهائي على الرسالة الأميركية الرسمية».