الحكومة الأردنية تفتح تحقيقا في كارثة مباراة الوحدات والفيصلي

الأمير علي بن الحسين وصف المشاهد بالمحزنة.. وخوري يعلق أنشطة ناديه

TT

أعلنت الحكومة الأردنية، أمس (السبت)، أن تحقيقا شاملا بدأ لمعرفة أسباب الحوادث التي تلت مباراة فريقي الوحدات والفيصلي، مساء الجمعة الماضي، في عمان، وأسفرت عن جرح 250 شخصا.

وقال نائب رئيس الوزراء الأردني، أيمن الصفدي، الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية، إن «الحكومة ستتابع نتائج التحقيق». وأضاف الصفدي في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الأردنية الرسمية (بترا)، أن الحكومة الأردنية «ستتخذ جميع الإجراءات القانونية اللازمة بحق كل من يثبت أنه تجاوز القانون وتسبب في هذه الأحداث المؤسفة».

وكانت أعمال شغب اندلعت بعد المباراة التي فاز فيها فريق الوحدات متصدر الدوري الأردني، على الفيصلي (1 - صفر) في ملعب الملك عبد الله الثاني في القويسمة في عمان، بحضور أكثر من 20 ألف شخص. وحسب الدرك، قام أنصار للفيصلي بعد خروج الفريق الخاسر من الملعب أولا حسب القواعد، بإلقاء حجارة من خارج الملعب، مما أدى إلى تدافع جمهور الوحدات ليحاول الخروج من الملعب. وقد أدى التدافع إلى انهيار السياج الحديدي الفاصل بين المدرجات والملعب، مما تسبب في إصابة أكثر من 250 متفرجا بجروح متفاوتة الخطورة، بينهم عشرون من الدرك، حسب المديرية العامة لقوات الدرك. إلا أن الصفدي قال إن «المعلومات الواردة من قوات الدرك» تشير إلى أن «أعدادا من مشجعي الوحدات بقوا في الملعب، وتزامن ذلك مع إلقاء زجاجات فارغة من الجمهور الذي كان يتواجد في المدرجات العليا على مواطنين خارج الملعب، مما دفع قوات الدرك للتدخل». وأشار إلى أن «ذلك أدى إلى تدافع تسبب بانهيار سياج فاصل ما بين المدرجات والملعب، مما أوقع عددا من الإصابات».

وقال الصفدي إن «150 شخصا راجعوا المستشفيات، أدخل منهم 11 لتلقي العلاج»، مشيرا إلى أن بين المصابين «25 شخصا من قوات الدرك والأمن العام والدفاع المدني». وتابع أن «عددا من السيارات، من بينها ثلاث لدوريات النجدة ومحطة أمنية وثماني سيارات دفاع مدني وعدد من السيارات الخاصة تضررت خلال هذه الأحداث المؤسفة». وأعلن رئيس نادي الوحدات طارق خوري تعليق مشاركة ناديه ببطولة الدوري حتى إشعار آخر، وذلك بعد اتهامه قوات الدرك بمهاجمة مخيم الوحدات وإطلاق القنابل المسيلة للدموع لتفريق الحشود.

وأكد أن إدارة ناديه ترفض الرواية الرسمية التي تحمل جمهور الفيصلي مسؤولية قذف الحجارة من خارج الملعب باتجاه مدرجات الوحدات. وقال إن «الجهاز الطبي للنادي الفيصلي كان من بين الجهات التي ساهمت في إسعاف جماهير الوحدات، وهذه لفتة تعبر عن عمق العلاقات بين الناديين.

من جهته، انتقد الأمير علي بن الحسين رئيس الاتحاد الأردني لكرة القدم «المشاهد المحزنة» التي أعقبت هذه المباراة.

وبعد أن أكد أن «هذه الأحداث المؤسفة لا تعبر عن خلق الأردنيين»، قال الأمير علي بن الحسين إن «ما حدث كان مجرد حدث مؤسف وطارئ، وليس معتادا في ملاعب كرة القدم الأردنية».

وأكد ضرورة «تحديد المسؤولين عنها ومعاقبتهم، لضمان عدم تكرارها في الملاعب الأردنية». ويشكل لاعبو ناديي الوحدات والفيصلي العمود الفقري للمنتخب الوطني الأردني.

ومع أن الناديين يضمان الكثير من اللاعبين الأردنيين من أصول فلسطينية، ينظر المجتمع الأردني إلى الفيصلي على أنه ناد يمثل الأردنيين، والوحدات كناد يمثل الأردنيين من أصول فلسطينية.

وأشاد خوري بالعلاقات التي تربط بين الوحدات والفيصلي، مؤكدا أنه «لا خلاف بين الناديين».

من جهته، أكد خليل السالم، أمين السر العام في اتحاد كرة القدم الأردني، أن «الاتحاد يواصل مساعيه مع كل الجهات ذات الصلة والاختصاص لمتابعة القضية واتخاذ ما يلزم من إجراءات لتطويق الأزمة». وقال طارق خوري، رئيس الوحدات في مؤتمر صحافي بعمان، أمس (السبت): «نعلق مشاركتنا بالدوري لحين انجلاء الحقيقة ومحاسبة المتسببين بالاعتداءات على جماهيرنا».