مجدي يعقوب لـ«الشرق الأوسط»: أمراض القلب في الخليج مختلفة

نصف هذه الأمراض يمكن تجنبها

TT

اعتبر جراح القلب المشهور، السير مجدي يعقوب، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن الشعوب في منطقة الخليج والشرق الأوسط تمتلك نوعيات مختلفة لأمراض القلب، تسببها البيئة أو الجينات الوراثية، معتبرا أن بعض أمراض القلب في هذه المنطقة تختلف في تشخيصها عن بقية الأمراض في بلدان أخرى.

وقال يعقوب، بعد مشاركته في منتدى للبحوث أقامته أمس في الدوحة مؤسسة قطر، إن نصف أمراض القلب التي تحدث في هذه المنطقة يمكن تجنبها، وهي ترتبط أساسا بالنظام الغذائي والحياتي، كما ترتبط بالاستعداد الوراثي.

والسير مجدي يعقوب أستاذ جراحة القلب في المعهد القومي للقلب والرئة، التابع للكلية الملكية في لندن، ومؤسس ومدير قسم الأبحاث في مركز علوم القلب بمستشفى هيرفيلد، وهو عضو في الشبكة المتقدمة للقلب والأوعية الدموية التي ارتبطت بشراكة مع مؤسسة قطر في تأسيس مركز قطر لأبحاث القلب والأوعية الدموية، وهو المشروع الأول من نوعه في شبكة معهد قطر للأبحاث الطبية الحيوية. ويمثل هذا المركز ثمرة التعاون بين مؤسسة قطر، ومؤسسة حمد الطبية، والشبكة المتقدمة للقلب والأوعية الدموية.

يذكر أن الشبكة المتقدمة للقلب والأوعية الدموية من المنظمات غير الربحية، أسسها السير مجدي يعقوب.

وقال البروفسور يعقوب إن أمراض القلب والأوعية الدموية التي تعتبر من الأسباب الرئيسية للوفاة على الصعيد العالمي تبدو الإصابة بها مرتفعة بشكل خاص في منطقتي الشرق الأوسط والخليج. وأضاف أن الحاجة تكمن لتعزيز البيانات الموثوقة والإكلينيكية والوبائية والجينية الخاصة بدراسة هذا المرض في المنطقة. مضيفا أن ذلك يعزز الحاجة لوجود مركز متطور لعلوم القلب والأوعية الدموية والتكنولوجيا البيولوجية.

وقال إن الشراكة مع مؤسسة قطر ومؤسسة حمد الطبية، وإنشاء مركز لأبحاث القلب والأوعية الدموية يدعم محور التركيز الرئيسي لشبكة قطر أسوان لندن المتقدمة للقلب والأوعية الدموية والمتمثل في تخفيف عبء أمراض القلب والأوعية الدموية في مختلف أرجاء العالم، من خلال برنامج للعلوم الأساسية والأبحاث التي يمكن نقلها.

وكان يعقوب قد أسس مركزا عالميا للأبحاث والتدريب والعلاج في مجال أمراض القلب بمدينة أسوان الجديدة في مصر الذي يضم أكبر مدينة علاجية متكاملة لتقديم الخدمات الطبية والإنسانية لغير القادرين بالتعاون مع المؤسسات والمراكز المصرية والعالمية المتخصصة في هذا المجال.

وقال إنه يسعى لتحقيق توأمة بين المراكز الطبية في كل من المراكز في أسوان وقطر. وقال إن مؤتمرا عالميا كبيرا سيعقد في القاهرة في الفترة من 3 - 6 يناير المقبل يحضره علماء من مختلف أنحاء العالم لدراسة أمراض القلب والأوعية الدموية.

وتقدر منظمة الصحة العالمية أن نحو 17 مليون شخص يموتون سنويا بسبب الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، معظمهم من الأطفال، كما تقدم أدلة قوية على أن أمراض القلب والأوعية الدموية تأتي حاليا في مقدمة الأمراض المسببة للوفاة في العالم المتقدم والنامي على حد سواء.

ودعا يعقوب إلى تكثيف التوعية بمخاطر أمراض القلب، وإلى تعزيز التمويل الموجه للأبحاث القلب والأوعية الدموية، مضيفا، أدعو كذلك لتوجيه المصادر البشرية للتخصص في دراسة أمراض القلب والتوجه لإجراء الأبحاث المختصة بشأنها.

وقال: «يسعدني أن تكون هناك طفرة علمية ووجود وعي لدى شعوب العالم العربي بأهمية العلم في تحقيق التقدم، ولذلك ما نحتاجه هو أن يتوجه الشباب والشابات للدخول في الحقول العلمية لأن هذه العلوم هي التي سوف نعتمد عليها في المستقبل».