ساحة جامع الفنا في مراكش استقبلت «طرزان» و«الرجل الذي أراد أن يكون ملكا»

المهرجان الدولي للفيلم بمراكش حول الساحة الشهيرة إلى «قاعة سينمائية»

TT

في الوقت الذي يتزايد فيه حجم التشاؤم من استمرار إغلاق القاعات السينمائية، ويتفكه آخرون، بالقول إن عدد مهرجانات السينما في المغرب في طريقه إلى أن يتجاوز عدد قاعات السينما، تحولت ساحة جامع الفنا في مراكش، خلال فعاليات الدورة العاشرة للمهرجان الدولي للفيلم، إلى قاعة سينمائية مفتوحة في الهواء الطلق، تمنح إمكانية الدخول إليها بالمجان، من دون حاجة إلى التوقف عن التدخين أو إغلاق الهاتف أو عدم التحدث إلى الأصدقاء، أو حتى الجلوس إلى كراسٍ. التجول في الساحة الشهيرة، التي صنفتها «اليونيسكو» تراثا شفويا إنسانيا، لم يعد عاديا، هذه الأيام، بعد أن امتزجت أصوات الممثلين والموسيقى التصويرية للأشرطة السينمائية، المبرمجة في إطار فعاليات المهرجان السينمائي، بأصوات الباعة والحكواتيين وأهازيج الفرق الموسيقية المغربية، ودخان المشويات بأضواء الشاشة العملاقة التي تم نصبها في أحد أجناب الساحة. غير بعيد عن شاشة العرض، جلس سياح المدينة الحمراء إلى موائد المطاعم الشعبية، ليدفعوا الجوع، وبرودة ليل ديسمبر (كانون الأول)، الذي تعيش على إيقاعه مدينة المغرب الحمراء، خلال هذه الفترة من السنة، بينما أعينهم تتابع المشاهد السينمائية التي تتراقص على الشاشة الكبيرة أمامهم.

وإلى جانب فيلمي «طرزان سيد القردة» (1984) و«مترو الأنفاق» (1985)، اللذين تمت برمجتهما ضمن ليلة الممثل الفرنسي كريستوفر لومبير، في إطار فقرة العروض الموازية للمهرجان، استمتع جمهور «قاعة» جامع الفنا، بأفلام غنية بمضمونها ومتنوعة في توجهها، بينها «الرجل الذي أراد أن يكون ملكا» (1975)، من إخراج جون هيوستن، عن رواية لروديارد كيبلينك، وتشخيص شين كونري ومايكل كين وكريستوفر بلومر والعربي الدغمي. ويحكي الفيلم قصة قائدين سابقين في الجيش البريطاني يلجآن، بعد رحلة طويلة محفوفة بالمخاطر، بلدة معزولة، فيجدا ساكنيها في حالة حرب ضد بلدة منافسة. الفيلم الأميركي ذكر المراكشيين بفنان مغربي راحل، أمتعهم في عدد من الأعمال السينمائية والمسرحية. يتعلق الأمر بالعربي الدغمي، الممثل الذي كرمه مهرجان مراكش، في دورة هذه السنة، في لفتة وفاء واعتراف بقيمته الفنية ومساره المتميز. كما تابع جمهور الساحة، التي لا يؤثر في درجة الإقبال عليها لا برد الشتاء ولا حر الصيف، الفيلم الأميركي «أماديوس» (1984)، للمخرج الأميركي ميلوس فورمان، وتشخيص توم هولس، وف. موراي أبراهام، وإليزابيث بيريدج، وسيمون كالو، وهو فيلم يحكي قصة غريبة لوولفكانك أماديوس موزار، أحد أفضل المؤلفين الموسيقيين في العالم.

كما تابع الجمهور فيلم «سرعة» (1994)، للمخرج الأميركي يان دي بونت، من بطولة كيانو ريفز، ودونيس هوبير، وساندرا بولوك، وجيف دانيلس. وهو فيلم يحكي قصة ضابط شرطة يحاول إنقاذ ركاب حافلة تحمل قنبلة ستنفجر في حالة ما إذا قلت سرعة الحافلة عن 80 كيلومترا في الساعة. كما تابع الجمهور فيلم «العميل» (1994)، للمخرج الأميركي جويل شوماخر.