الكوسوفيون ينتخبون برلمانهم في هدوء ويأملون تحسن أوضاعهم المعيشية

توقع عودة شريكي الائتلاف السابق للحكم.. و29 حزبا خاضوا السباق

امرأة صربية تتلقى مساعدة لدمغ أصبعها بالحبر بعد تصويتها في بلدة غراكانيتشا في كوسوفو أمس (إ.ب.أ)
TT

توجه الناخبون في كوسوفو أمس إلى صناديق الاقتراع للمشاركة في أول انتخابات تشريعية منذ إعلان الاستقلال عام 2008. وفيما جرت العملية في هدوء، سجلت مراكز الاقتراع في جميع الأنحاء مشاركة واسعة بما فيها المناطق الواقعة في الشمال والتي يشكل فيها الصرب غالبية نسبية.

وشارك الصرب في الانتخابات، بعد انخراط القيادات الأرثوذكسية في الدعوة لعدم مقاطعة الانتخابات. وتشكل نسبة المشاركة عنصرا أساسيا في هذه الانتخابات التي تشهد منافسة شديدة بين أكبر حزبين، الحزب الديمقراطي الكوسوفي بزعامة رئيس الوزراء المنتهية ولايته هاشم تاتشي والرابطة الديمقراطية في كوسوفو بزعامة رئيس بلدية بريشتينا عيسى مصطفى. وأظهرت آخر استطلاعات الرأي أن 30% من الكوسوفيين يرغبون في التصويت للحزب الديمقراطي في حين يريد 28% منهم التصويت للرابطة الديمقراطية. وكان الحزبان شريكين في الحكومة الائتلافية المنتهية ولايتها. وتشير الاستطلاعات إلى أن «الاتحاد من أجل مستقبل أفضل» يأتي ثالثا بينما جاءت منظمة «تقرير المصير» بزعامة أربين كورتي رابعا.

ويتنافس على مقاعد البرلمان البالغة 120 مقعدا 1265 مرشحا ينتمون إلى 29 حزبا سياسيا بينهم 8 أحزاب صربية تتصارع على 10 مقاعد. كما تتمتع بقية الأقليات وهم البوشناق، والأتراك، والمصريون، والغجر، بنسبة مساوية للصرب داخل البرلمان وهي 10 مقاعد. ويحق لنحو مليون و600 ألف ناخب الإدلاء بأصواتهم لاختيار ممثليهم في مجلس الشعب.

وتجري هذه الانتخابات في شكل مبكر بسبب الأزمة السياسية التي يشهدها كوسوفو منذ نهاية أكتوبر (تشرين الأول) والتي أدت إلى انهيار الحكومة الائتلافية. وتعد هذه أول انتخابات برلمانية تجري في كوسوفو بعد الاستقلال في 17 فبراير (شباط) 2008، وكانت حكومة هاشم تاتشي قد فقدت الأغلبية في تصويت على الثقة داخل البرلمان في أكتوبر الماضي، مما دفع باتجاه انتخابات مبكرة جرت أمس. ولوحظ السياسيون والمرشحون خلال انتخابات أمس من دون ربطة العنق، كأغلب المواطنين، وهي ظاهرة لا تتكرر سوى في عطلات نهاية الأسبوع، وفي الأجواء غير الرسمية. وأعرب عدد من الناخبين عن أملهم في تحسين ظروفهم المعيشية، حيث تبلغ نسبة البطالة نحو 40%، ومحاربة الجريمة والفساد، والحصول على حق السفر إلى دول تشنغن من دون تأشيرة أسوة ببقية دول غرب البلقان.

وقال أحد الناخبين ويدعى أجيم حشاني: «منذ 1999 (عندما تم إبعاد الوجود العسكري الصربي عن كوسوفو بفعل تدخل قوات الأطلسي) ونحن ننتظر أن تتحسن أحوالنا، ولكننا لم نحصل سوى على القليل». وتابع: «حصلنا كشعب على الاستقلال ولكن كمن حصل على بيت وليس فيه شيء. نحن نأمل أن يساعدنا العالم على تأثيث هذا البيت». كما ذكرت امرأة خرجت لتوها من قاعة التصويت: «لن أقول لمن أدليت بصوتي، ولكني لم أصوت لصالح الذين تعرفونهم، لقد ربطت أملي بالجيل الجديد من السياسيين، ومن الذين لم نجربهم من قبل».

وعلى الساحة الصربية في كوسوفو (2.5% تقريبا) وجد الصرب أنفسهم على مفترق طرق، فهم إن خرجوا للانتخابات أو لم يخرجوا سيكون هناك 10 ممثلين لهم داخل برلمان كوسوفو، لذلك رغب الكثير منهم أن يكون النواب العشرة يعبرون عن مصالحهم لذلك شاركوا في الانتخابات. وقال أحدهم ويدعى ميركو برانكوفيتش: «عندما لا نخرج للانتخابات سيكون للممثلين الصرب فضل علينا لأنهم يخدموننا، ولكن عندما ننتخبهم نحن يكون لنا فضل عليهم وتكون خدماتهم مقابل الثقة التي منحناها نحن لهم وليس الحكومة».

ويتولى 170 مراقبا من الشبكة الأوروبية لمراقبي الانتخابات مراقبة حسن سير الاقتراع وسيشرف على عملهم أكثر من 120 فريقا دبلوماسيا تحت إشراف الاتحاد الأوروبي. وحشدت شرطة كوسوفو نحو 6 آلاف رجل لضمان حسن سير الانتخابات حسبما أعلنت الشرطة في بيان نشر أول من أمس في بريشتينا.

ويقول مراقبون ومرشحون وناخبون إن هذه الانتخابات تأتي في وقت مفصلي، حيث تتطلع كوسوفو، للانضمام للمؤسسات الدولية، كالأمم المتحدة خلال السنوات الأربع القادمة، وكذلك بدء مسيرة الاندماج في المؤسسات الأوروبية والأطلسية، وحشد المزيد من الاعتراف الدولي بالاستقلال حيث لا يزيد عدد الدول التي تعترف باستقلال كوسوفو حتى الآن عن 72 دولة. وبدأت عمليات فرز الأصوات بعد إغلاق مراكز الاقتراع مساء أمس، على أن تعلن النتائج صباح هذا اليوم.