أسانج ينتظر تثبيت إطلاق سراحه.. للانتقال من الزنزانة إلى قصر ناء يعود للقرن الـ18

مضيفه فون سميث يروي كيف يقضي مؤسس «ويكيليكس» معظم وقته مسمرا أمام شاشة الكومبيوتر.. لا يأبه بالنوم أو الأكل

TT

للمرة الثالثة، سيستمع جوليان أسانج اليوم إلى قرار إطلاق سراحه من السجن، في جلسة من المفترض أن تعقد الساعة الحادية عشرة والنصف صباحا، في المحكمة العليا في لندن. وأمضى مؤسس موقع «ويكيليكس» أمس ليلته التاسعة في السجن، بعد أن أوقف بمذكرة توقيف سويدية، حيث يطلبه الادعاء في تهم اغتصاب امرأتين. ويمضي أسانج أيامه في زنزانة انفرادية، في ما يرجح أنها الفترة الأطول التي قضاها أسانج في حياته بعيدا عن شاشة كومبيوتر، في ظروف احتجاز يقول محاميه إنها سيئة جدا.

لكن «معاناة» أسانج لن تستمر طويلا. ففي حال رفض قاضي المحكمة العليا إعادة النظر في القرار، سيعود مؤسس «ويكيليكس» إلى الحرية، خلال أيام.. وإلى مكان لا يشبه بشيء الزنزانة حيث يحتجز، بل عكسه تماما. فهو سيمكث في منزل كبير أشبه بقصر، في منطقة سافولك الواقعة شرق لندن، يملكه فون سميث، الرجل نفسه الذي آواه عندما كان مختفيا عن الأنظار بعيد صدور مذكرة التوقيف بحقه، في ناد يملكه بوسط لندن.

والمنزل الواقع في قرية بانغي، ناء ومحاط بمساحات خضراء واسعة. وتبعد أقرب محطة قطارات نحو نصف ساعة بالسيارة عن المنزل. ولا يمكن الوصول إليه من دون المرور بأراض شاسعة محيطة يملكها سميث. وقد وصف الصحافي ومصور الحرب السابق، سميث، المنزل الذي يملكه أمس، وقال «هو منزل يعود إلى العصر الجورجي من القرن الثامن عشر. وتملكه عائلتي منذ 225 عاما..». يحوي المنزل عشر غرف، وتعمل فيه طاهية، ويعيش فيه سميث مع زوجته وولديه. وسيتعين على أسانج أن يعيش في المنزل، بعد إطلاق سراحه، مع سوار إلكتروني معلق برجله، لتعقبه. وسيكون عليه أيضا أن يحضر كل مساء في الساعة السادسة إلى مركز الشرطة لتسجيل اسمه. وسيفرض عليه منع تجول بين العاشرة صباحا والثانية بعد الظهر، والعاشرة مساء والثانية صباحا. وكتب سميث في صحيفة الـ«إندبندنت» أمس مقالا تحدث فيه عن علاقته بأسانج، وكيف تمكن من بناء علاقة معه في الأشهر الخمسة الأخيرة التي قضاها مؤسس «ويكيليكس» في بريطانيا. وقال «شاهدت كيف سلم نفسه الأسبوع الماضي للسلطات البريطانية، وأخذت القرار أنني سأبذل ما بوسعي لكي أتأكد من أنه لن يحرم من حقه، نتيجة غضب قوى كبرى استاءت منه». وكتب كيف أمضى أسانج 48 ساعة قبل تسليم نفسه من دون نوم، قبل أن يستسلم للنوم على الأريكة في الليل الأخيرة. وقال إن أسانج يمضي معظم وقته أمام شاشة الكومبيوتر، وأنه لا يتهم كثيرا بالأكل. وكشف سميث بعد أن أودع أسانج السجن الأسبوع الماضي، أن مؤسس «ويكيليكس» الذي اختفى بعد أن أصدرت السويد مذكرة التوقيف بحقه، كان يختبئ في نادي «فرونتلاين» للصحافيين الذي يملكه، ويقع في منطقة بادينغتوم بلندن. وأسس سميث النادي الذي يضم 1500 عضو، قبل 7 سنوات، ليكون ملتقى للصحافيين في لندن. ويتضمن عددا من غرف النوم التي يؤجرها، إضافة إلى مطعم للعامة، ومطعم آخر مخصص فقط للأعضاء. وغالبا ما ينظم النادي ندوات سياسية وأخرى مع صحافيين حققوا إنجازات في عملهم.

لكن أسانج سيكون عليه أن ينتظر بضعة أيام أخرى قبل الانتقال إلى المنزل القصر، حتى ولو أصدر قاضي المحكمة العليا اليوم، قرارا إيجابيا لصالحه. إذ تبقى قضية جمع مبلغ الكفالة التي حددها القاضي بـ200 ألف جنيه إسترليني، عقبة أخرى أمام إطلاقه الفوري. وقال محامي أسانج، مارك ستيفنز، أمس، إنه جمع حتى مساء أمس 100 ألف جنيه إسترليني، نصف القيمة المطلوبة. ويتعين دفع المبلغ للمحكمة نقدا، وهو ما يشكل تحديا لفريق أسانج القانوني. وعلق ستيفنز على ذلك بالأمس، بالقول «علينا أن نجمع مبلغ 200 ألف جنيه نقدا، وهذا أمر صعب. لدينا نصف المبلغ حتى الآن، لكن بالطبع الناس سيتفهمون أنه حتى الأثرياء لا يحملون هكذا مبالغ نقدية معهم». وأعلن أنه يتلقى عروضا من عامة الشعب للمساعدة في دفع الكفالة.