بارزاني: العراق بلدنا وملكنا.. ولم نقصد بحق تقرير المصير الانفصال

إعادة انتخابه لرئاسة الحزب الديمقراطي الكردستاني.. ونيجيرفان بارزاني نائبا له

TT

سعى مسعود بارزاني رئيس إقليم كردستان العراق، على ما يبدو، أمس إلى تخفيف أثر تصريحاته بشأن حق الأكراد في تقرير المصير، موضحا مع ذلك أن الأكراد لهم الحق في تقرير المصير لكن ضمن عراق فيدرالي.

وقال بارزاني في كلمة بعد إعادة انتخابه رئيسا للحزب الديمقراطي الكردستاني في المؤتمر الثالث عشر لحزبه مساء أول من أمس: «أقولها دائما والآن أيضا بأننا كقومية لنا حق تقرير المصير كباقي قوميات المنطقة، ولكننا هنا في كردستان العراق، قرر برلماننا بأن نبقى ضمن العراق بشرط أن يكون عراقا فيدراليا ونؤدي دورنا». وشدد، إثر تصريحات السبت الماضي أثارت جدلا في العراق بشأن حق الأكراد في تقرير المصير، على أن «مسألة حق تقرير المصير هو حق جميع القوميات وهو حق طبيعي وقصدنا هو كيف نمارس هذا الحق». وهاجم بارزاني ردود الفعل التي صدرت عن قيادات عراقية عربية بالقول: «بعضهم قال إذا كان الكرد يريدون الاستقلال فليذهبوا دون رجعة، ونحن نقول لهم فليذهبوا هم دون رجعة لأن العراق بلدنا وملكنا». ونقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية قوله: «لدينا الكثير من المتحالفين ضمن القوى العربية سواء كانوا من الشيعة أو السنة والكثير الذين فهموا المسألة بالخطأ بدأوا في تصحيح مواقفهم، أما الذين يحملون الحقد في قلوبهم فأعدادهم قليلة».

وأكد بارزاني أنه لم يكن يقصد في حديثه عن حق تقرير المصير للشعب الكردي هو الانفصال عن العراق. وأوضح «في مراسم الافتتاح (مؤتمر الحزب) قدمت كلمة مطولة ارتأيت طرح برنامج الحزب وإظهار خطوط سياستنا لكافة الأطراف وتحدثت عن حق تقرير المصير وهذه المسألة لم نتطرق إليها هذه المرة فقط وإنما تم التطرق إليها وإقرارها في كافة مؤتمرات الحزب». وتابع أن «هذا القول استغل من قبل أشخاص شوفينيين للتهجم على الكرد وفسروا التصريحات بأنها تشير إلى مطالبة الكرد بحق تقرير المصير (بعيدا) عن العراق». ومضى بارزاني قائلا: «على هذا الأساس فقد ساهمنا مساهمة جدية في بناء العراق الجديد، كما جاء في الدستور العراقي والالتزام بهذا الدستور الذي حدد هوية العراق كعراق اتحادي وفيدرالي شرط بقاء العراق موحدا».

وكان بارزاني طالب السبت خلال افتتاح المؤتمر الثالث عشر للحزب الديمقراطي الكردستاني في حضور رئيس الجمهورية جلال طالباني ورئيس الوزراء المكلف نوري المالكي ورئيس مجلس النواب أسامة النجيفي! بمنح الأكراد حق تقرير المصير. وقال بارزاني: «ظلت المؤتمرات السابقة للحزب تؤكد أن الشعب الكردي يملك حق تقرير المصير. اليوم يرى الحزب أن المطالبة بحق تقرير المصير والكفاح العاصي والسلمي لبلوغ الهدف تنسجم مع المرحلة المقبلة». ورأى عدد من القادة السياسيين العرب العراقيين ذلك محاولة من الأكراد للانفصال عن العراق وتقسيمه.

وكان مؤتمر الحزب الديمقراطي الكردستاني المنعقد حاليا في أربيل قرر في جلسته المسائية أول من أمس انتخاب مسعود بارزاني رئيسا للحزب ونيجيرفان بارزاني نائبا له، وبالإجماع. ونقل مصدر خاص بـ«الشرق الأوسط» من داخل المؤتمر «أن المؤتمر انتخب بالإجماع الرئيس مسعود بارزاني رئيسا للحزب والذي رشح نيجيرفان بارزاني نائبا له وقوبل الترشيح بإجماع آخر من قبل المؤتمرين، وبذلك تم حسم رئاسة الحزب، وسيتوجه المؤتمر في غضون الأيام القليلة المقبلة إلى انتخاب أعضاء اللجنة القيادية التي يتوقع أن تتغير تسميتها أيضا من اللجنة المركزية إلى المجلس القيادي».

وبعد إعادة انتخابه، شكر مسعود بارزاني أعضاء حزبه، مؤكدا أنه يشعر بالفخر والاعتزاز لهذه الثقة التي أولاها المؤتمرون به، وقال: «إنه لشرف كبير أن أكون عضوا في الحزب الديمقراطي الكردستاني وهو حزب ثوري ووطني، وأعتقد بأنه على جميع أفراد هذا الحزب أن يعتبروا التحزب واجبا ووسيلة لخدمة الشعب والوطن».

من جهته أشار نيجيرفان بارزاني في كلمته بعد انتخابه لأول مرة نائبا لرئيس الحزب إلى «أنه يشعر بالفخر لانتخابه للمنصب بترشيح من بارزاني» وقدم نيجيرفان في كلمته شكره وتثمينه لدور جميع الكوادر والبيشمركة الذين رافقوا المسيرة النضالية لرئيس الحزب ووالده المرحوم إدريس بارزاني». وكان مسعود بارزاني المنتخب لدورة أخرى برئاسة الحزب الديمقراطي الكردستاني قد انتخب لأول مرة رئيسا للحزب عام 1979 في المؤتمر التاسع المنعقد في نوفمبر (تشرين الثاني) عام 1979.