مشرف: سوف أعود إلى إسلام آباد شرعيا لإنقاذها.. وليس ديكتاتورا

قال: إذا كان هناك فرد مزعج.. فسوف أذهب إلى أبعد الحدود لحماية باكستان

TT

حذر الرئيس الباكستاني السابق برويز مشرف من أن الجيش قد يضطر إلى التدخل مجددا في السياسة، إذا استمرت الدولة في التراجع. وأضاف أن باكستان قد تجبر على أن تتعامل مع المسائل بنفسها - وهو ما قد يشمل العمل مع طالبان - إذا ما استمرت في الشعور بالعزلة من قبل بقية العالم.

وكان مشرف يتحدث حصريا لشبكة «سكاي نيوز» من منزله الجديد في الإمارات العربية المتحدة، حيث يقيم في منفاه الذي فرضه على نفسه.

وقال مشرف: «ليس هناك حظر مفروض على رجوعي إلى باكستان، ولكن الظروف يجب أن تكون مواتية». ويبني الجنرال السابق حزبه السياسي الخاص بنية العودة إلى باكستان من أجل منافسة الحكومة الحالية في محاولة للوصول إلى السلطة.

وقال مشرف: «يجب أن تتم حماية باكستان. وإذا لم يساعد الغرب في هذا الأمر، وإذا لم يساعد أي فرد في هذا الأمر.. فسوف يتعين على باكستان اتخاذ إجراءاتها الخاصة». وسوف تمثل هذه الخطوة تحولا مذهلا لرجل استقال منذ أكثر من سنتين قبل أن يتعرض للعزل بكل تأكيد.

وكان مشرف قد تحدث بشكل موسع في مقابلة واسعة النطاق غطت عودته إلى عالم السياسة وأسفه على الظروف التي أحاطت باستقالته وحديثه عن المستقبل.

وكان مشرف يشعر بأكبر قدر من القلق بشأن التهديد الذي يرى أنه قادم من العلاقات المتنامية بين أميركا والهند وأفغانستان.

وقال: «إنهم يخلقون أفغانستان مناهضة لباكستان، ويتعين على أميركا أن تدرك ذلك. فما الذي يجب أن تفعله باكستان؟ وما الذي يجب أن تفعله وكالة الاستخبارات الباكستانية؟ وماذا يفعل قائد الجيش؟ سوف يضعون استراتيجية لحماية أنفسهم».

وقد سُئل عما إذا كان هذا يعني العمل مع حركة طالبان، فرد بقوله: «لا تعليق، لا تعليق». وقال: «لا بد أن نفهم أن حماية باكستان تتعلق بكل شيء يخصني».

وأضاف مشرف: «إذا كان هناك أي فرد مزعج، فسوف أذهب إلى أبعد الحدود لحماية باكستان، لأن هذا هو ما أعنيه. لذا يمكنك أن ترى الإجابة بنفسك». وقد أصدر مشرف هذا التحذير إلى دول الغرب فقال: «يجب أن تتم حماية باكستان، وإذا لم تساعد في هذا الأمر، وإذا لم يساعد أي فرد في هذا الأمر، وقام بدلا من ذلك بمساعدة الجانب الآخر، الجانب الذي يحاول إزعاج وزعزعة استقرارنا، فسوف يتعين على باكستان أن تتخذ إجراءاتها الخاصة». وقد جلبت الفترة التي قضاها مشرف كرئيس له العديد من الخصوم.

وذكر مشرف أن باكستان تبدو في حالة مريعة - مع تعرض اقتصادها لأزمة وفي ظل ارتفاع معدلات البطالة وزيادة مشاعر السخط العامة - بالإضافة إلى وجود إرهابيين على أراضيها.

وأشار مشرف إلى أن عودته ومحاولته لأن يصبح سياسيا منتخبا سوف تمنحه خلال هذه المرة «الشرعية التي ربما لم أكن أمتلكها خلال المرة الماضية لأنني كنت ديكتاتورا في أعين العالم».

ونوه الرجل، الذي استحوذ على السلطة للمرة الأولى في انقلاب عسكري غير دموي، أيضا، إلى أن الجيش ربما لا يزال يتعين عليه لعب دور في تحديد قيادة المستقبل.

وقال: «يجب أن تتذكروا أن القوات المسلحة في باكستان تلعب دورا كبيرا ومهما جدا. إن جيشنا قوي ويدار بشكل جيد، وعندما تكون هناك فوضى، يهرع الناس إلى الجيش. وقد كنت دائما أرى أن الجيش يجب أن يكون له دور في الدستور، لكي يتمكن من التعبير عن رأيه ويؤثر على ما يحدث في الدولة. ويعتقد العالم بأكمله أن هذا الأمر يضفي صبغة سياسية على الجيش. وهذا ليس صحيحا». ولكن مشرف واصل حديثه ليقول بأن قائد الجيش كان دائما ما يواجه صعوبة في الحفاظ على الأمن الوطني وضمان بقاء الدولة بالإضافة إلى الحفاظ على التوازن، وهو ما يتعارض مع دعم الديمقراطية. وسأل مشرف: «هل الديمقراطية أكثر أهمية من الدولة؟» «هذا هو السؤال الذي تمت إثارته. والجيش يقف موقفا وسطا، حيث إنه هو المخلص. ويمكن للجيش أن ينقذ الدولة، ولكنه لا يمكنه أن ينقذ الديمقراطية».