القذافي يدعو القادة الذين تنقصهم الشجاعة لتحقيق الوحدة الأفريقية إلى التنحي

قال إن عليهم أن يستريحوا في بيوتهم.. ودعا إلى إقامة جيش أفريقي واحد يتكون من مليون جندي

الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي يلقي خطابا خلال الاحتفالية التي خصصت لكبار الضيوف ضمن فعاليات الدورة الثالثة للمهرجان العالمي للفنون الأفريقية في داكار مساء أول من أمس (إ.ب.أ)
TT

دعا الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي القادة الأفارقة الذين تنقصهم الشجاعة لتحقيق الوحدة الأفريقية إلى التنحي. وقال: «عليهم أن يستريحوا في بيوتهم؛ أو في عواصم الاستعمار. لا مكان في موقع القيادة بأفريقيا من دون إيمان بوحدة أفريقيا، والعمل من أجل تحقيقها».

وزاد القذافي قائلا في الاحتفالية التي خصصت لكبار الضيوف ضمن فعاليات الدورة الثالثة للمهرجان العالمي للفنون الأفريقية بالعاصمة السنغالية داكار مساء أول من أمس: «لا بد أن تقوم حكومة اتحادية للقارة الأفريقية، ويكون لأفريقيا جيش واحد للدفاع عنها، ولا بد أن تلغى كل الجيوش الوطنية؛ لأن ليس لها معنى».

وأردف القذافي قائلا: «لا الجيش الليبي؛ ولا السنغالي؛ ولا جيش غينيا بيساو ولا الرأس الأخضر ولا ليبيريا، يستطيع أن يحمي هذه الدول. لا تستطيع جيوشنا الوطنية هذه أن تقف أمام حلف شمال الأطلسي؛ ولا أمام الجيش الأميركي؛ ولا الجيش الفرنسي؛ ولا الجيش الصيني ولا الهندي ولا البرازيلي. كل جيوشنا هذه لا تساوي شيئا ما لم تكن في جيش أفريقي واحد».

وعبر القذافي عن أسفه لإضاعة عشرات السنين من عام 1963 حتى الآن «عندما نادى الزعيم الغاني، كوامي نيكروما، بإقامة حكومة للقارة الأفريقية، وإلا سيحصل لأفريقيا كذا وكذا، وهذا ما حصل بالفعل».

وأشار القذافي إلى أن مرحلة منظمة الوحدة الأفريقية انتهت بتحرير أفريقيا، أما مرحلة الاتحاد الأفريقي فهي مرحلة أخرى؛ مرحلة الوحدة، وإلا لماذا حررنا أفريقيا، هل لكي تتبع الدول المستقلة؛ دول الاستعمار مرة أخرى؟!.

وشدد الزعيم الليبي على القول إن أفريقيا لا بد أن تتوحد «حتى لا نعود عبيدا مرة أخرى، ولا يمكن لأي دولة أفريقية بمفردها أن تعيش من الآن فصاعدا»، مشيرا إلى أن ذلك «معركة حياة أو موت» قبل أن يضيف أن الوحدة لا بد أن تكون ثمرة التحرير، ومن دون وحدة فإن التحرير ليس له معنى.

وتطرق القذافي لثروة أفريقيا البحرية، وقال إنها منهوبة، مشيرا إلى أن كل أساطيل الدول الأجنبية «تأخذ الثروة البحرية من شواطئنا، وتلقي النفايات على شواطئنا، وتأخذ الثروة البحرية غصبا عنا، ولا نستطيع أن نتصدى لها، لأن كل دولة ضعيفة أمام هذه القوى».

وشدد القذافي على القول: «يجب أن يكون هناك جيش أفريقي واحد يتكون من مليون جندي، قادر على حماية أفريقيا، عندئذ لا يستطيعون الاقتراب من مياهنا، ولا نهب ثرواتنا، ولا إلقاء النفايات على شواطئنا».

وتساءل القذافي: «ما هي حجة الذين يعارضون قيام جيش أفريقي واحد؟»، وقال: «إما أن يكونوا عملاء؛ أو من قصيري النظر، أو من الخونة الذين لا يفكرون في مستقبل أفريقيا؛ ولا يفكرون في الدفاع عنها».

وتساءل الزعيم الليبي أيضا: «بأي عقلية يفكر الذين يعارضون قيام الجيش الأفريقي الواحد؟! هؤلاء إلى أين هم ذاهبون، هل يريدون أن نعود عبيدا مرة أخرى؟».

وقال القذافي إن الدراسات التاريخية الأثرية أثبتت أن الإنسان أصله أفريقي، وأن الجميع يعرف عن الفنون التي نقلها الأفارقة إلى العالم، ويعرفون أن الموسيقى الطاغية الآن في أميركا، والتي انتقلت إلى أوروبا، هي موسيقى أفريقية نقلها الأفارقة، وعلى رأسها موسيقى الجاز.

وزاد قائلا: «كلنا نعرف أن هناك مبدعين أفارقة من كل هذه الدول، طمسوا أسماءهم لأن أسيادهم الذين اشتروهم أطلقوا عليهم أسماءهم الغربية»، ووصفهم بأنهم «مبدعون عظام، ولكن أسماءهم استلهمت من أسيادهم». وتحدث القذافي عن مصير مستقبل الشباب الأفريقي، وقال: «نحن عانينا ما عانينا في الماضي، لكن هل نسمح بأن يعاني هؤلاء الشباب مثلما عانى آباؤهم وأجدادهم.. يجب أن لا نسمح بذلك إطلاقا».

وزاد قائلا: «هؤلاء الشباب يجب أن يعيشوا أحرارا؛ لا عبيدا، لكن كيف يتحقق هذا؟ لا يتحقق إلا إذا توحدت أفريقيا».