أزولاي يشيد بعمدة مدينة شيكاغو لمقاومته الانطواء الذاتي والثقافي

في ختام أشغال المنتدى الثالث للمدن الأميركية والعربية بالدار البيضاء

TT

أشاد أندري أزولاي، مستشار العاهل المغربي الملك محمد السادس، في الدار البيضاء، بعمدة مدينة شيكاغو، ريتشارد دالي «لإدراكه في خطوة رائدة، وجريئة، منذ سنة 2008، كيف يقاوم التخوف السائد والرغبة في الانطواء الذاتي والثقافي، بإحداث أول منتدى للمدن الأميركية والعربية».

وقال أزولاي، في ختام منتدى المدن الأميركية والعربية، مساء أول من أمس، الذي احتضنته مدينة الدار البيضاء على مدى يومين، «إن توأمة مدينتي الدار البيضاء وشيكاغو أخذت معناها ووجدت عمقها وشرعيتها الحقيقية في منطق الغيرية المستردة وإعادة بنائها».

وأشار المسؤول المغربي إلى أن «المدينة أصبحت أكثر من أي وقت مضى، عالما تطبعه العولمة، وفضاء مفضلا للقرب الاجتماعي يصقل فيه يوميا فن العيش الجماعي في ظل الاحترام والإصغاء لكل حكاياتنا وروحانياتنا».

وذكر أزولاي بنتائج التقرير الذي أنجزته مؤسسة «أنا ليند»، التي يترأسها، بشراكة مع معهد «غالوب»، والتي تؤكد أن معظم الأشخاص الذين تم سبر آرائهم بضفتي البحر الأبيض المتوسط، يرون أنه «في الفضاءات الحضرية البين - ثقافية يمكن كسب أو فقدان رهان تحالف حضاراتنا وعودة حوار صريح وهادئ بين أدياننا وثقافاتنا».

وتابع قائلا إن مؤسسة «أنا ليند» قررت في هذا السياق منح الأولوية سنة 2011 لبرنامج يرتكز على تحديد مؤشر جديد للتمدن الثقافي والاجتماعي سيتم اقتراحه على الأعضاء الـ43 لهذه المؤسسة.

واستشهد أزولاي بالمؤرخ فرناند بروديل، الذي كان أول من ذكر بالمكانة المركزية للمدن في منطقة حوض البحر المتوسط، مشيرا إلى أن أجمل صفحات «الحداثة واللمعان في المنطقة تمت كتابتها في مرحلة كانت تتقدم فيها المدن المتوسطية وتنير العالم واضعة اليد في اليد».

ومن جهته، أبرز عمدة مدينة شيكاغو، أهمية التركيز في العملية التنموية داخل المدن على الاهتمام بالجانب البيئي عبر خلق ممارسات تسهم في الحفاظ على البيئة وتحفز المسؤولين على اتخاذ قرارات تؤيد الاختيارات المتصلة بالطاقات المتجددة وتطوير المجالات الخضراء.

وأضاف أن التنمية المستدامة والحفاظ على البيئة أمران ضروريان لوضع أسس المدينة المستدامة، مشيرا إلى أن مدينة شيكاغو تعمل من أجل تأهيل الموارد البشرية وعلى تحفيز المواطن للإسهام في الحفاظ على البيئة وتطوير المناطق الخضراء.

وتميزت أشغال الدورة الثالثة للمنتدى، التي نظمها مجلس مدينة الدار البيضاء بشراكة مع «جمعية الدار البيضاء - شيكاغو»، بمناقشة أربعة محاور تتصل بـ«الثقافة والاقتصاد الخلاق.. رافعات جديدة للتنمية»، و«دور تكنولوجيات الإعلام في تقريب المدن»، و«التشاور ومقاربة النوع.. العوامل المحددة لجودة القرار العمومي»، و«المدن المستدامة.. الرهانات والأدوات والتحديات».

إلى ذلك، أكد المشاركون في المنتدى دعمهم ومساندتهم لطلب رئيس بلدية الخليل الفلسطينية بإدراج المدن الفلسطينية ضمن لائحة التراث الإنساني العالمي.

وأعربوا، في تقرير تلي خلال الجلسة الختامية، عن استنكارهم لمحاولات سلطات الاحتلال الإسرائيلي تهويد مدينة القدس والمسجد الأقصى والحرم الإبراهيمي، مشددين على ضرورة تمكين الشعب الفلسطيني من إنشاء دولة مستقلة قابلة للحياة ضمن حدود 1967.

ومن جهة أخرى، أكد المشاركون في المنتدى أن المدينة المستدامة تحتل مكانة هامة ضمن أولويات القرن الحادي والعشرين التي تهدف بالأساس إلى إيجاد حلول للدمج بين الحفاظ على البيئة وخلق تنمية اقتصادية بطريقة تحول دون تكريس الفوارق الاجتماعية، مبرزين ضرورة إسهام المدينة المستدامة في ولوج عالم المعرفة.

وشدد المشاركون على ضرورة جعل الثقافة من عوامل الرفع من مردودية ونجاعات المجالات الفاعلة في التطور المعرفي والاقتصادي، وبخاصة مجال تكنولوجيا الإعلام والاتصال. كما أكدوا ضرورة تطوير استعمالات تكنولوجيا الإعلام والاتصال في كل مجالات الحياة اليومية للمواطن والتشجيع على تأهيل الموارد البشرية في هذا القطاع خدمة لمصلحة المواطن والمواطنة على السواء.

وطالب المشاركون باعتماد مقاربة النوع واعتبار القضية النسائية قضية مجتمعية وعاملا أساسيا لتكريس الممارسة الديمقراطية في أي بلد.