* تعقيبا على خبر «(ويكيليكس): الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية سعيدة بسيطرة حماس على غزة»، المنشور بتاريخ 22 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، أقول: هذه تصريحات فصلت خصيصا لأجل تسريبها، لتدخل في عقول ووجدان الشعوب المعنية ما يريده الغرب وإسرائيل. في الماضي كان الأمر يحتاج إلى صنع أحداث، قد يكون بعضها حروبا، يخرج منها الطرف المهزوم الذي تسبب في خراب بلده وقتل أبنائه، على غير حقيقته، ويتحول إلى بطل من خلال بعض الفضائيات العربية المبرمجة بدقة لهذا الغرض وفي السياق نفسه، ومن ثم يقوم المنتصرون هؤلاء، بفرض أنفسهم على الآخرين، مع فرض رؤيتهم التي تخدم السياسات الإيرانية تحديدا. وبفضل «ويكيليكس»، أصبح الأمر أسهل بكثير وأسرع. فبعض التسريبات لتصريحات بعينها، أعدت عشية التسريب نفسه، ووضعت بدقة في سياقها الزمني، بعد أن تم وضع السم في عسلها، لكي يقتنع المتلقي بأن فلانا عميل، والآخر بطل، ويخرج الجميع مثلا، بقناعة أنه لا مقاوم ولا ممانع ولا مجاهد إلا إيران وحلفاؤها في المنطقة. أما الآخرون، فهم متخاذلون ضيعوا الدين والدنيا. هذه التسريبات لن تتوقف، في رأيي، إلا حين يتم تقويض الكيانات العربية لصالح المشروعين الإيراني والإسرائيلي، اللذين يعملان لتحقيق أمنهما الدائم على حساب الآخرين.
أكرم الكاتب [email protected]