الفرنسيون يبيعون هدايا العيد على الإنترنت

مع استثناء هدايا الحبيب أو الحبيبة

TT

ما إن انتهى عيد الميلاد حتى ظهرت على مواقع التسوق الإلكترونية صور وأوصاف الآلاف من البضائع التي تلقاها أصحابها على سبيل الهدايا من الأهل والأقارب بهذه المناسبة، لكنها لم تكن مناسبة لأذواقهم أو احتياجاتهم. كما أن بيعها يشكل فرصة لكثير من الشباب لتأمين مبالغ مالية إضافية تغطي نفقاتهم الخاصة ومصاريف السهرات في المراقص أو مع الأصدقاء.

موقع «برايس مينيستر» المتخصص في التبادل والبيع بين الأفراد، سجل إقبالا هائلا منذ نهار أمس، مع أنه كان يوم عطلة رسمية. وكشف المشرف عليه أن التوقعات تشير إلى استقبال 3 ملايين زائر خلال اليوم، أي ضعفي عدد متصفحي الموقع في الأيام العادية. وتوقع ارتفاع وتيرة البيع حتى مطلع الشهر المقبل.

أما موقع «إي - باي» المتخصص في المزايدات الإلكترونية فتوقع تحقيق ذروة في أرقام العمليات المارة من خلاله منذ الأحد السابق للميلاد. وكانت هناك سبع بضائع جديدة توضع قيد المزاد في الثانية الواحدة، على هذا الموقع المعروف، خصوصا في أوساط الشباب. ومعظم المعروضات يأتي من رغبة زوار الموقع في التخلص من الهدايا المكررة التي وصلتهم، ومنها الهواتف الجوالة والاسطوانات والكتب المصورة.

تجربة بيع الفرنسيين هدايا العيد تعود إلى عشر سنوات خلت، ولقد تحولت إلى ظاهرة في أوساط الطلبة والشباب، بعد موسم الأعياد مباشرة، خصوصا بعد انتشار الكومبيوترات في البيوت ومقاهي الإنترنت، وبعد تفشي البطالة وتفاقم الأزمة الاقتصادية التي تجعل من غير المجدي الاحتفاظ بقميص أو حذاء رياضي أو هاتف زائد ولا حاجة له. وصار مألوفا لمن يقدم هدية لقريب أو صديق أن يرفقها بعبارة من نوع «يمكنك بيعها إذا لم تعجبك». لكن بيع الهدايا ما زال يعد مسألة معيبة يتستر عليها من يمارسونها. وحسب دراسة لموقع «برايس مينيستر» فإن 15 في المائة منهم يملكون الشجاعة لمصارحة المهدي بأنهم باعوا هديته واستفادوا من ثمنها.

وتتراوح قيمة كل هدية في نظر من يتلقاها حسب درجة قربه من صاحبها أو صاحبتها. وثمة من يقسم الهدايا إلى 3 فئات: ساخنة ودافئة وباردة. والساخنة هي تلك التي تأتي من الحبيب أو الحبيبة، ومن النادر أن يفرط فيها من تهدى إليه. أما الباردة فهي التي تأتي من أناس يقدمونها بحكم الواجب والمجاملة.