النمسا: إيجابيات سلوكية خلفتها الأزمة الاقتصادية

دراسة أظهرت مصداقية القول: رب ضارة نافعة

TT

«شكرا للأزمة الاقتصادية العالمية».. إذ يبدو أن قطاعات اجتماعية واسعة كانت في حاجة إليها كي تتعلم كيف تحسب حسابا لإنفاقها، وتعيد ضبط ميزانياتها، بدلا من الاندفاع وراء كل موضة وكل إعلان.

هذا ما توصلت إليه دراسة جديدة أشرفت عليها الغرفة التجارية النمساوية، بالتعاون مع هيئة حماية المستهلك، ولاحظت الدراسة أن تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية، على الرغم من كل مساوئها، فإنها أثرت إيجابيا على قطاعات معينة في المجتمع النمساوي، ودفعتها لتغيير سلوكها الاقتصادي وإعادة النظر في طرق إنفاقها. فوفق الدراسة، سجل تغير ملحوظ على سلوك الفئات الموصوفة بـ«المهووسين بالتسوق»، وفي طليعة هذه الفئات فئة الفتيات في المرحلة العمرية بين 14 و24 سنة. وتقول الدراسة إن نسبة 52.7% من هذه الفئة هي من النوعية التي تجري عادة أكثر من جولة في الأسواق، على الأقل 3 مرات أسبوعيا، لمتابعة الجديد أو لمعاينة ما ظهر في أحدث الإعلانات التي تسيرهن يمنة ويسرة.

غير أن الأزمة الاقتصادية أجبرت فتيات هذه الفئة على وقفة ليست بالقصيرة لحساب كل قرش وللتعامل بحذر أكثر عند استخدام النقود البلاستيكية (أو البطاقات الائتمانية) التي تساعد على الشراء دينا، لا سيما الشراء إلكترونيا، الذي تصفه الدراسة بـ«آفة العصر» على صعيد التسوق.

وفي حين ذكرت الدراسة أن نسبة 27% من النمساويين، عموما، تهوى التسوق من أجل التسوق، فإنها أشارت إلى أن الأزمة الاقتصادية حدت بطرق غير مباشرة من هذه الظاهرة بما خلقته من ضيق وقلق أجبر الشباب على البحث عن أكثر من وظيفة أو وظيفة مع الدراسة، مما ملأ أوقاتهم وقلل من إحساسهم بالفراغ. كذلك ساعدت حدة الأزمة في دفع كثيرين إلى التفاعل اجتماعيا مع الأسرة، وتوسيع محيط الأصدقاء، بحثا عن حميمية عادت عليهم بكثير من الثقة المفقودة التي كانوا يعوضونها بمشتريات غير ضرورية.