6 شركات اتصالات في الشرق الأوسط مؤهلة للقيام بعمليات استحواذ جديدة

مراكزها المالية تمكنها من الحصول على قروض بقيمة 20 مليار دولار

كانت منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا معقلا لعمليات الاندماج والاستحواذ خلال العام الماضي (أ.لف.ب)
TT

توقع تقرير حديث أن تتعرض شركات الاتصالات بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى موجة من عمليات الاندماج والاستحواذ، خاصة خلال العامين المقبلين.

وقال التقرير الصادر عن البنك الاستثماري «سي آي كابيتال» إن الشركات الأكثر احتمالا للتعرض لعمليات شراء هي شركة «جيزي» الجزائرية وشركة «كورك تيليكوم» العراقية، وشركة «نجمة» الجزائرية وشركة «تليسيل» الأفريقية و«فودافون - مصر» وشركة «زين» السعودية، وأرجع توقع ذلك إلى محدودية رخص الاتصالات التي يتم طرحها بسبب عمليات تنظيم الاتصالات المحلية، إلى جانب تباطؤ معدلات النمو في بعض الأسواق، وقد تلجأ الشركات الكبرى إلى ذلك أيضا بسبب زيادة المنافسة في السوق حيث تضغط على هامش ربحيتها، أما العامل الأخير فيتمثل في أن توسيع الأسواق بالنسبة إلى الشركات الكبرى سيمكنها من تقديم خدماتها لمشتركيها بتكلفة أقل.

وأضاف أن تلك العوامل أدت إلى إيجاد ضغوط على الشركات لزيادة عدد مشتركيها، لذلك لجأت إلى البحث عن طرق جديدة لدفع عمليات النمو المستقبلية، أولها هو الحصول على رخص جديدة في أسواق معدل انتشار خدمات الجوال بها ضعيف، وتلك الأسواق ليست كثيرة في المنطقة، أما ثاني الطرق فهو تحسين متوسط العائد لكل مستخدم في الأسواق ذات معدلات الانتشار العالية، من خلال التركيز على خدمات القيمة المضافة.

وأضاف التقرير أيضا أن معدلات انتشار التليفون الجوال في بعض الأسواق بمنطقة الشرق الأوسط ستظل ضعيفة بنهاية العام الحالي، وهو ما قد يحفز الشركات العالمية على التوجه إلى تلك الأسواق التي تشمل السودان، الذي يبلغ معدل انتشار التليفون الجوال به 34 في المائة، وسورية (44 في المائة) والعراق (62 في المائة) ولبنان (63 في المائة).

ويرى التقرير أن الشركات التي يمكن أن تقوم بعمليات الاستحواذ هي شركة «بتلكو» البحرينية، وشركة «اتصالات» الإماراتية، وشركة «أوراسكوم تيليكوم» المصرية، وشركة «كيوتل» المصرية، وشركة «إس تي سي» السعودية، وشركة «المصرية للاتصالات»، وأشار التقرير إلى أن المراكز المالية لتلك الشركات تسمح لها بالحصول على قروض تقدر بنحو 20 مليار دولار باستثناء «أوراسكوم تيليكوم»، تمكنها من عمليات الاستحواذ.

وكانت منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا معقلا لعمليات الاندماج والاستحواذ خلال العام الماضي، وقدر حجم صفقات الاندماج والاستحواذ بنحو 46 مليار دولار، كان أغلبها في النصف الأول من العام الحالي، وسيتم استكمال جزء منها خلال النصف الأول من عام 2011.

وقال التقرير إن «فودافون - مصر» قد تتعرض لعملية استحواذ، إذا ما أراد أحد مالكيها أو كلاهما (وهما «فودافون» العالمية و«المصرية للاتصالات»)، للدخول إلى أسواق أكثر ربحية من مصر، مما قد يضطرهما إلى بيع حصتهما في الشركة. وعزا التقرير توقعه إلى محادثات بين «المصرية للاتصالات» لشراء حصة «فودافون» العالمية في شركة «فودافون - مصر» في مايو (أيار) الماضي، ولكن المحادثات فشلت بسبب عمليات التقييم. ويرى التقرير أن «المصرية للاتصالات» ستكون مهتمة بالحصول على رخصة للشبكات الافتراضية في حالة طرحها بمصر، ومن الممكن أيضا أن تعود شركة «فودافون - مصر» إلى دائرة الضوء مرة أخرى.

ومن عمليات الاستحواذ المهمة بالمنطقة، قيام الحكومة الجزائرية حاليا بتقييم شركة «جيزي» التي تملكها «أوراسكوم تيليكوم» تمهيدا لشرائها، ومن الممكن أن تكون منطقة جنوب الصحراء الأفريقية موضع اهتمام شركات الاتصالات، خاصة شركة «تليسيل» التي تملكها «أوراسكوم تيليكوم» والتي تمتد عملياتها إلى كل من بوروندي وجمهورية أفريقيا الوسطى ونامبيا وزيمبابوي، وأرجع التقرير توقعه استراتيجية «أوراسكوم تيليكوم» في التخلص من أصولها غير الحيوية إلى أنها تريد توفير سيولة لمزيد من عمليات التوسع ولتقليل ديونها.

وتوقع التقرير أن تتجه الجهات التنظيمية في السعودية للتخلص من حصتها في شركة «موبايلي»، إلى جانب الحصة الباقية في «زين» السعودية، ومن المتوقع أيضا أن تكون شركة «كورك» العراقية هدفا لعملية استحواذ، خاصة بعد أن أبدت شركة «فرانس تيليكوم» رغبتها في شرائها.

وقال التقرير إن شركة «المصرية للاتصالات» مهتمة أيضا بشراء حصة «مجموعة زين» في شركة «زين» السعودية، كما أبدت شركة «بتلكو» رغبتها في شراء تلك الحصة أيضا، وستقوم شركة «كيوتل» بشراء حصة «أوراسكوم تيليكوم» في «تونزيانا بتنوس»، كما ستكون مهتمة بشراء «جيزي» إذا سمحت الظروف بذلك.

وقد تغير «فودافون» العالمية استراتيجيتها في منطقة الشرق الأوسط (تعمل في دولتي قطر ومصر)، بعد أن واجهت مشكلات في عملية الاستحواذ على شركة «هتش إيسار» الهندية، وظهرت الرغبة في التغيير بعد إبداء رغبتها في بيع حصتها بشركة «فودافون - مصر».