وزير الخارجية الإسرائيلي: تل أبيب لن تعتذر لأنقرة عن الهجوم على أسطول الحرية

أوغلو: تركيا تريد السلام مع إسرائيل ولا نريد علاقات سيئة معها

اتراك يرفعون العلمين التركي والفلسطيني في مظاهرة تأييد للحقوق الفلسطينية أمس بمناسبة عودة الباخرة التركية مرمرة إلى اسطنبول بعد تعرضها لهجوم من القوات البحرية الإسرائيلية في المياه الدولية بالبحر المتوسط (أ.ب)
TT

في حين قال وزير الخارجية التركي إن بلاده تريد إصلاح علاقاتها مع إسرائيل، مصرا على أن إسرائيل يجب أن تقدم اعتذارا وتعويضات عن الغارة الدامية التي نفذتها ضد سفينة المساعدات التركية التي كانت متجهة إلى قطاع غزة، أعلن وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، أمس، أن بلاده «لن تعتذر لتركيا» عن الهجوم الذي شنته قوة كوماندوز إسرائيلية في مايو (أيار) على أسطول الحرية الذي كان ينقل مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة، مما أسفر عن مقتل تسعة أتراك.

وكانت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي قد دعيا تركيا وإسرائيل إلى تجاوز حالة التوتر وتجديد علاقاتهما الوثيقة للمساعدة في الجهود المبذولة لإحلال السلام بمنطقة الشرق الأوسط.

وقال ليبرمان خلال لقاء في القدس مع سفراء الدولة العبرية في الخارج إن طلب تركيا تقديم اعتذار رسمي إسرائيلي عن الهجوم الدموي مقابل تطبيع العلاقات بين البلدين ينم عن «وقاحة».

وأضاف زعيم حزب إسرائيل بيتنا اليميني المتطرف «لن يكون هناك اعتذار. من عليه الاعتذار هو حكومة تركيا بسبب دعمها الإرهاب».

وفي 31 مايو شنت قوة كوماندوز بحرية إسرائيلية هجوما في المياه الدولية على السفينة التركية «مافي مرمرة» التي قادت أسطولا محملا بالمساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة المحاصر، مما أدى إلى مقتل تسعة ناشطين أتراك.

وعلى الفور استدعت تركيا سفيرها في تل أبيب وهي مذاك تطالب إسرائيل بتقديم اعتذار رسمي ودفع تعويضات لذوي القتلى.

ونقلت وكالة أنباء الأناضول التركية، التي تديرها الدولة، أول من أمس، عن أحمد داود أوغلو قوله للصحافيين في إسطنبول: «لدينا نية لتحقيق السلام مع إسرائيل. إننا نريد السلام مع جميع البلدان».

وتساءل داود أوغلو قائلا: «لماذا نريد علاقات سيئة مع دولة نحاول التوسط معها لإحلال السلام؟»، وذلك في إشارة إلى دور الوساطة الذي لعبته تركيا بين سورية وإسرائيل عام 2008، وهو الدور الذي تلقت تركيا بسببه إشادة دولية، بحسب ما نقلته وكالة «أسوشييتد بريس».

وقد أقامت إسرائيل وتركيا علاقات عسكرية واقتصادية قوية على مدى السنوات الخمس عشرة الماضية، وكانت تركيا أوثق حليف لإسرائيل في العالم الإسلامي.

لكن حدث توتر في العلاقات بين البلدين، بسبب انتقاد الحكومة التركية، ذات التوجه الإسلامي المتزايد، لمعاملة إسرائيل للفلسطينيين. وهوت العلاقات بينهما إلى أدنى مستوى لها على الإطلاق، في شهر مايو، عندما قتلت قوات كوماندوز تابعة للبحرية الإسرائيلية تسعة ناشطين من تركيا على متن سفينة متجهة إلى غزة كانت تحاول خرق الحصار البحري الإسرائيلي.

وكانت القوات الخاصة الإسرائيلية قد قالت إنها فتحت النار على القتلى الأتراك دفاعا عن النفس بعد تعرضها لما وصفته بمقاومة غير متوقعة من الناشطين على متن سفينة المساعدات المتجهة إلى غزة. وقال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، إنه يريد أيضا من إسرائيل أن تنهي حصارها على قطاع غزة. وقد فرضت إسرائيل ومصر حاصرا على غزة بعد سيطرة حركة حماس على القطاع عام 2007.

وتقول إسرائيل إنها تريد تركيا أن تعيد سفيرها إلى تل أبيب وأن تمحو الهجوم على السفينة من الأجندة الدولية.

بيد أن داود أوغلو قال: «لقد قتل المواطنون الأتراك في المياه الدولية. ولا يستطيع أحد أن ينكر هذه الحقيقة. نريد أن نحافظ على علاقاتنا وأن ندافع عن حقوقنا. لكي تستمر صداقتنا لإسرائيل، فإن عليها أن تعتذر وتقدم التعويضات».

وكان أسطول الحرية، الذي شاركت فيه هذه السفينة، يحاول كسر الحصار المفروض على قطاع غزة، على الرغم من أن إسرائيل قالت إنه كان عملا مخططا يهدف إلى استثارتها. وبعد هذا الهجوم، قامت إسرائيل بتخفيف القيود المفروضة على دخول الواردات إلى غزة عبر المعابر، وأعلنت أنها ستسمح بزيادة صادرات القطاع.

وعقد مسؤولون إسرائيليون وأتراك كبار محادثات على مدار يومين في العاصمة السويسرية، جنيف، بهدف إصلاح العلاقات، بعد أن أرسلت تركيا طائرات ورجال إطفاء لمساعدة إسرائيل على مكافحة حرائق الغابات التي تعرضت لها الشهر الماضي.