بريطانيا: قوانين جديدة لمعاقبة المطارات بعد الفوضى في «هيثرو»

أسرة تقضي 8 أيام في المطار وتصرف 2000 إسترليني إضافية

TT

قال وزير النقل البريطاني، أمس، إن الحكومة البريطانية تريد تشريعا جديدا ينص على فرض غرامات كبيرة على المطارات التي أثرت على رحلات المسافرين قبل أعياد الميلاد، مثل مطار هيثرو.

وذكر وزير النقل فيليب هاموند لصحيفة «صنداي تايمز» أنه من غير المقبول ألا تتم معاقبة سلطة الطيران البريطانية (بي إيه إيه) التي تشغل أكبر مطار عالمي برؤوس أموال إسبانية لنقل الركاب. وأضاف: «يجب فرض عقوبة اقتصادية على التقصير في الخدمة»، مؤكدا ضرورة إرضاء المسافرين. وتحدث هاموند عن غرامات تبلغ عشرات الملايين من الجنيهات.

وقالت «صنداي تايمز» نقلا عن إدارة الطيران المدني (سي إيه إيه) إنه لا يمكن فرض أي غرامة على «هيثرو» بسبب الفوضى التي سجلت فيه. وكانت سلطة الطيران أعلنت الخميس الماضي فتح تحقيق خارجي حول الفوضى التي تلت تساقط الثلوج الغزيرة وأدت إلى توقف مئات الطائرات قبيل أعياد الميلاد.

وقال المدير العام للسلطة إن التحقيق سيتناول «ما لم يعمل في (هيثرو) وسيدرس قدرتنا على الاستعداد ومواجهة الأحوال الجوية السيئة بفاعلية».

وأدى تساقط الثلوج في عطلة نهاية الأسبوع الماضي في بريطانيا إلى توقف المطار الذي أمضى فيه آلاف المسافرين أياما عدة بانتظار رحلاتهم. وقد عادت الحركة إلى طبيعتها تقريبا الخميس الماضي.

ومن بين القصص والمتاعب التي ألمت بالمسافرين من جميع الاتجاهات بمطار هيثرو في لندن كانت أسرة سميت من بين الضحايا بسبب تساقط المزيد من الثلوج.

وصلت سميت كورنيل، وهي طبيبة أسنان (38 عاما)، إلى مطار هيثرو على أمل أن تطير إلى كندا بعد انتظار لمدة ثمانية أيام بعد رحلة لها إلى مونتريال قد ألغيت بسبب الثلوج.. ابناها، ليام (10 سنوات)، ورويلوف (7 سنوات)، مع والدتهما، قد تغيبوا جميعا عن عطلتهم للتزلج مع والدهما، الذي كان في انتظارهم في كندا.

كل يوم لمدة أكثر من أسبوع، تمشي السيدة سميت ما بين الفندق والمطار. وفي كل يوم كانت تحضر حقائبها الـ9 معها، بالإضافة إلى الأمتعة اليدوية.

قالت سميت: «علينا أن نكون في الصف للحصول على تسجيل أسمائنا على قائمة الانتظار قبل 06:00 صباحا». وأضافت: «كان هناك نوع من الفوضى.. مئات من الناس في حالة من الإحباط والغضب. كما أصيب الطفلان بالملل واحتد الجدل مع بعضهم البعض، وأحيانا تشاجرا مع والدتهما». وتضيف سميت: «كان هناك نوع من التوتر في بعض الأحيان. بكينا جميعا كثيرا». وقالت سميت: «اشتريت وسائد وأقمنا معسكرا في صالة المغادرة لأنه كان علينا أن ننتظر كل يوم. وكانت هيئة المطارات البريطانية والموظفون غير مفيدين حقا. إنهم لا يهتمون بالرعاية».

وكانت السيدة سميت من جنوب أفريقيا، قد قامت برحلة من بريتوريا مع طفليها إلى مطار هيثرو، وأقامت في فندق شيراتون المطار الذي تتكلف الليلة في الغرفة به أكثر من 200 جنيه إسترليني. وانتقلت العائلة إلى بيت الضيافة، ولكن لا يزال يتعين عليهم الذهاب إلى المطار فجر كل يوم، مع جميع أمتعتهم.

وأخيرا تم إخبار السيدة سميت بأنها سوف تغادر إلى مونتريال، على الرغم من أن رحلتها المباشرة قد تغيرت مرتين قبل أن تصل إلى وجهتها.

وقالت سميت: «لقد كلفتني الرحلة أكثر من 2000 جنيه إسترليني إضافية، ولكن في مجموعها أكثر بكثير من التوتر والقلق». وأضافت: «لا أريد أن أطير عبر مطار هيثرو مرة أخرى».

وأخيرا، عاد مطار هيثرو إلى الحياة الطبيعية، مع عدد قليل من الرحلات الملغاة، ولكن غريغ ريفيرا (31 عاما)، وشريكته ليسا غرينفيلد (35 عاما)، جاءا للقيام برحلة عبر فيرجين أتلانتيك إلى نيويورك، بعد خمسة أيام من رحلاتهما المجدولة. وكان الزوجان أمضيا ساعات على الهاتف الجوال في محاولة لمعرفة ما كان سوف يحدث، لقد هللا بعدما عرض عليهما في نهاية المطاف أنهما في مرتبة متقدمة للسفر.

عندما وصولهما إلى صالة المغادرة أصيبا بخيبة أمل بعد أن سحبت منهما تلك الترقية. وقالت السيدة غرينفيلد لموظف المطار: «لقد دمرت علي أعياد الميلاد».

أما أورسولا برجمان التي تعمل في الحسابات وتعيش في لندن مع ابنها سام (5 سنوات)، فكانت تأمل أن تطير إلى كندا للانضمام إلى زوجها ووالديها لقضاء أعياد الميلاد مع الأسرة وانتظرت 6 أيام للحصول على طائرة إلى كندا. وقالت أورسولا: «المعلومات التي كنا نحصل عليها فظيعة». أضافت بزعل: «لا أريد أبدا أعياد ميلاد أخرى مثل هذه».