أبو الغيط من بغداد: سنشارك في القمة العربية المقبلة.. ونضع جميع إمكاناتنا لدعم العراق

بحث مع زيباري تسوية الديون وافتتاح قنصليتين.. والخارجية المصرية: حرص أن يكون أول من يزور العراق بعد منح الثقة للحكومة

رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي لدى استقباله وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط في بغداد أمس (إ.ب.أ)
TT

أكد وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط، أمس، أن مصر ستشارك في مؤتمر القمة العربية المقرر عقده في بغداد بداية العام المقبل. ووعد أبو الغيط، وهو أول مسؤول عربي يزور بغداد بعد تشكيل الحكومة الجديدة، بوضع جميع إمكانات وخبرات بلاده لدعم العراق. كما أشار إلى أنه سيتم افتتاح قنصليتي جمهورية مصر في مدينتي البصرة وأربيل.

وقال أبو الغيط، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره العراقي هوشيار زيباري، بعد وصوله إلى العاصمة العراقية في زيارة مفاجئة: «زيارتنا للتعبير عن أواصر الأخوة ومؤازرة الشعب العراقي لتجاوز الفترة الماضية بكل ما كان بها من مآسٍ»، وأضاف: «سوف نقدم كل خبراتنا وإمكاناتنا للشعب العراقي وسنزيد فعاليتنا في العراق»، مشيرا إلى أنه «سيتم افتتاح رسمي للقنصلية المصرية في أربيل والبصرة التي تعمل حاليا»، حسبما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية. وتابع: «سوف نمضي بدعم العراق، وهو موقف مصري تقليدي على مدى عقود».

بدوره، قال زيباري: إن أبو الغيط هو المسؤول العربي الدولي الأولى الذي يزور بغداد لتقديم التهنئة والتبريكات للحكومة التي تشكلت بإرادة العراق ومن خلال صناديق الاقتراع».

وقد منح البرلمان العراقي، الأسبوع الماضي، الثقة لحكومة الوحدة الوطنية التي شكلها نوري المالكي بعد طول انتظار، كما أقر برنامجها الرامي إلى تحرير الاقتصاد وتنمية الإنتاج النفطي ومحاربة الإرهاب.

وأضاف زيباري أن زيارة أبو الغيط إلى بغداد «تركت أثرا إيجابيا لدى الحكومة والمسؤولين في الدولة»، مشيرا إلى أن الوزير لديه «برنامج مكثف يلتقي خلاله المسؤولين العراقيين». وأكد أن «العلاقات العراقية - المصرية تشهد قفزة نوعية وتطورا في جميع المجالات من حيث التمثيل الدبلوماسي والسياسي والتجاري»، مشيرا إلى أن «مصر سوف تفتح مكاتب تجارية لعدد من الوزارات المهمة في بغداد».

وقال زيباري: «إن مصر بخبرتها وتجربتها الغنية قادرة على بناء القدرات العراقية للوزارات والمؤسسات التي تحتاج إلى هذه الخبرة»، مؤكدا أن «مصر الشقيقة الكبرى للدول العربية لن تبخل بذلك عن العراق».

وأكد زيباري أن لجنة وزارية، يطلق عليها اسم التعاون والحوار الاستراتيجي، يرأسها مع نظيره المصري، ستعقد اجتماعا قريبا في بغداد. وقال: «لدينا قضايا ومشاريع مشتركة سنقوم بتفعيلها، خاصة في مجال الاستثمار والتجارة والطاقة والكهرباء والإسكان».

وأضاف زيباري أن «عددا من الوفود المصرية زار العراق وهناك فرص جيدة للمساهمة في مسألة إعادة بناء البلد».

كما ناقش الوزيران، من جانب آخر، ملف الديون العالق بين البلدين، وقال زيباري بهذا الصدد: «هناك توجه إلى تسوية الديون العالقة، خصوصا ملف المواطنين المصريين»، مشيرا إلى أن «رئيس الوزراء (نوري المالكي) مهتم بحسم هذا الموضوع وغلق هذا الملف الإنساني».

وبهذا الإطار قال أبو الغيط: «نحن نؤشر إلى نية مؤكدة لحل الموضوع ونأمل أن يتم التوصل إلى تسوية عاجلة لأكثر الملفات».

ولخص أبو الغيط المديونيات المصرية على العراق بـ4 ملفات، أولها ملف العمال المصريين، والثاني ديون الشركات الخاصة، والثالث القطاع الحكومي العام، ومديونيات عسكرية.

وقال زيباري: «لدينا لجنة فنية من الخارجية والمالية لمتابعة هذا الملف، ولدينا قرار سياسي سوف نركز على ديون الأفراد بغية تسويته» بالطريقة المناسبة.

يُشار إلى أن قيمة الديون العراقية لمصر تبلغ 1.6 مليار دولار منها 553 مليون دولار ديونا عامة و784 مليون دولار تعويضات العمال المصريين في العراق و222 مليون دولار لأصحاب شركات مصرية خاصة.

كان وزير المالية العراقي بيان جبر سولاغ قد قال، على هامش المؤتمر الدولي للعراق في 3 مايو (أيار) 2007 في شرم الشيخ، إنه يتوقع أن تلغي مصر 800 مليون دولار من الديون العراقية، الأمر الذي نفته مصر.

وحول القمة العربية المزمع عقدها في العاصمة العراقية في مارس (آذار) تجنب زيباري التعليق، بينما اكتفى أبو الغيط بالقول: «لعلنا لم نتحدث في هذا الشأن بشكل علني، لكن تم تناول هذا الموضوع، وبالتأكيد سوف تكون هناك مشاركة مصرية فاعلة وقوية».

والتقى الوزير المصري رئيس الوزراء نوري المالكي ورئيس مجلس النواب أسامة النجيفي.

وأشاد المالكي بالمبادرة المصرية التي وصفها بأنها «تستحق الشكر والتثمين؛ حيث حرصت مصر أن تكون المهنئ الأول بتشكيل الحكومة الجديدة».

من جانبه، قال أسامة النجيفي، رئيس مجلس النواب العراقي: «إن ابتعاد العراق عن محيطه العربي أثر على توازنه وعلاقاته الإقليمية، ونحن اليوم بحاجة إلى جهد مشترك لعودته إلى المنظومة العربية»، مشددا على أن جمهورية مصر العربية تمثل قطبا مهما في المنطقة. وفي القاهرة، قال حسام زكي، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية: إن أبو الغيط حرص على أن يكون أول من يزور بغداد بعد أن منح البرلمان العراقي الثقة للحكومة الجديدة وليؤكد عزم مصر استكمال مسيرة التعاون المشترك والتنسيق المستمر مع الأشقاء في العراق.

ومن المقرر أن يفتتح الوزير المصري لاحقا قنصلية بلاده في إقليم كردستان العراق بحضور قيادات الإقليم وعدد من ممثلي الشركات المصرية العاملة في كردستان، في إطار توجيهات الرئيس المصري حسني مبارك التي أعلن عنها في يوليو (تموز) الماضي بافتتاح قنصليتين مصريتين في أربيل والبصرة لتعزيز الوجود المصري الداعم للعراق في كل أنحائه.