تضارب الأنباء عن اعتقال الناطق باسم تنظيم جند الله السني

مسؤول إيراني: الباكستانيون لم يعطونا معلومات دقيقة

أحمد جبريل رئيس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة يرحب مساعد أمين المجلس الأعلى للأمن الإيراني للشؤون الدولية، علي باقري قبل اجتماعهم في دمشق أمس (رويترز)
TT

استمرت إيران أمس على المستوى الرسمي في إطلاق روايات متناقضة حول اعتقال عبد الرؤوف ريغي الناطق باسم تنظيم جند الله السني، الذي أصدر أمس في المقابل بيانا رسميا على شبكة الإنترنت يفند فيه مزاعم طهران حول اعتقاله مؤخرا في باكستان، مؤكدا أنه في مكان ما داخل جبال بلوشستان جنوب شرقي إيران.

وفى محاولة للتراجع عن إعلان اعتقال ريغي، قال وزير الداخلية الإيراني مصطفى محمد نجار «إن المسؤولين الباكستانيين خلال اجتماع مشترك لم يعطونا معلومات دقيقة في هذا المجال».

وفيما بدا أنه بمثابة اعتراف بعدم اعتقال ريغي، قال نجار على هامش مراسم التوديع الرسمي للنائب الأول للرئيس الأفغاني، في أول تعليق رسمي لمسؤول إيراني رفيع المستوى: «لقد قرأت هذا النبأ في الصحافة ومواقع الإنترنت، وفي الاجتماع الذي كان لنا مع المسؤولين الباكستانيين لم يؤكدوا هذا النبأ ولم يعطونا معلومات دقيقة في هذا الصدد».

وفيما اعتبر علي أكبر جوانفكر المستشار الإعلامي للرئيس الإيراني أن الحكومة الباكستانية يجب أن تقضي على نشاطات تنظيم جند الله في الحدود الباكستانية الإيرانية المشتركة، أعلن علي محمد آزاد محافظ سيستان وبلوشستان بجنوب شرقي إيران، أن المشاورات الدبلوماسية مع باكستان مستمرة لتسليم ريغي إلى إيران.

ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية عن آزاد قوله «إن المشاورات الدبلوماسية مستمرة بجدية وقوة مع مسؤولي ولاية بلوشستان الباكستانية لتسليم ريغي»، مشيرا إلى أن الشعب الإيراني لا سيما أهالي سيستان وبلوشستان الذين قال إنهم ذاقوا مرارة الإرهاب أكثر من غيرهم، يتوقعون من المسؤولين السياسيين والأمنيين في باكستان اعتقال الجناة وقتلة أبنائهم وتسليمهم.

وأضاف «إننا ومن أجل إثبات حسن النية فقد حافظنا دوما على أمن حدودنا مع البلد الجار والشقيق باكستان ونتوقع بالمقابل من المسؤولين الباكستانيين أن يقوموا بتسليم أعضاء جند الله لإدخال السرور في قلوب الأهالي».

من جهتها، قالت صحيفة «باك تريبون» الباكستانية «إن إسلام آباد ستقوم بتسليم ريغي إلى المسؤولين الإيرانيين قريبا»، حيث أفادت وكالة أنباء فارس التابعة للسلطات الإيرانية أن القوات الأمنية الباكستانية كشفت موقع اختباء ريغي في ولاية بلوشستان بالحدود الباكستانية المتاخمة لإيران. وتوقعت الصحيفة الباكستانية أن يتم تسليم ريغي إلى الجهات المعنية في إيران بعد إجراء التحقيقات اللازمة معه من قبل قوات الأمن الباكستانية.

في المقابل، جدد ريغي سخريته من هذه المزاعم وأكد في بيان نشره عبر مدونة إلكترونية خاصة بتنظيم جند الله أنه لم يعتقل وأنه يتواجد حاليا في مكان ما بداخل إيران، مشيرا إلى عجز أجهزة الأمن والمخابرات الإيرانية عن ملاحقته.

وأكد ريغي في البيان الذي تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه أن تخبط السلطات الإيرانية وتناقض روايتها بشأن عملية اعتقاله ليس جديدا أو مفاجئا، مشيرا إلى أن تنظيم جند الله مستمر في عملياته النوعية ضد السلطات الإيرانية دفاعا عن حقوق أهل السنة والبلوش.

يشار إلى أن جلال سياح مساعد محافظ سيستان وبلوشستان للشؤون الأمنية قد أقر بأنه لا يمكن تأكيد أو نفي نبأ اعتقال ريغي، وقال في تصريحات بثتها قناة «العالم» الإخبارية المملوكة لإيران: «ما زلنا نتابع أخبار هؤلاء المجرمين ونتقصى قضية اعتقالهم ولكن بما أن أي مسؤول رسمي لم يؤكد هذا النبأ فما زلنا نتحفظ عليه ونريد أن نعرف المزيد عن مجريات الأمور وتفاصيل الاعتقال لكننا لم نتسلم الكثير من المعلومات لحد الآن».

وأجرى الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد اتصالا هاتفيا الأسبوع الماضي بنظيره الباكستاني آصف علي زرداري لمساعدته في تعقب مرتكبي الهجوم الانتحاري الأخير بمدينة (جابهار) الذي تبنته الحركة وأدى إلى مقتل 39 شخصا، وتسليمهم إلى السلطات الإيرانية. وكان مسؤول عسكري إيراني قد أعلن في وقت سابق من الأسبوع الماضي عن إلقاء القبض على عبد الرؤوف ريغي شقيق المتمرد عبد الملك ريغي زعيم الجماعة التي تطلق على نفسها اسم جند الله والتي أعلنت مسؤوليتها عن الهجوم الذي وقع في ديسمبر (كانون الأول) الجاري في مدينة جابهار في الإقليم وأدى إلى مقتل وإصابة العشرات والذي يذكر أنه خلف زعيم التنظيم السابق الذي أعدم في شهر يونيو (حزيران) الماضي في إيران. وقد نقلت وكالة أنباء فارس الإيرانية عن المسؤول العسكري قوله في تصريح له إن «عملية اعتقال عبد الرؤوف ريغي شملت أيضا 8 عناصر من جماعة جند الله في باكستان.

وألقت السلطات الإيرانية القبض على زعيم الحركة السابق عبد المالك ريغي في فبراير (شباط) الماضي، وأعدمته في يونيو الماضي بعد إدانته بـ79 تهمة منها السرقة المسلحة وعمليات تفجيرية وانتحارية ضد الشرطة والمدنيين.