وزير الدفاع الأميركي في بكين لاستئناف الحوار العسكري

مباحثاته تصطدم بملفات شائكة كثيرة أبرزها تسليح تايوان والمناورات والملف الكوري

TT

بدأ وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس أمس جولة ستقوده إلى الصين حيث يأمل أن يستأنف حوارا عسكريا يواجه صعوبات منذ عام، في اليابان ثم في كوريا الجنوبية.

وتأتي المحطة الصينية حيث يمضي غيتس أكثر من ثلاثة أيام ويزور مركز القيادة النووية قرب بكين، بعد فترة من التوتر في العلاقات بين البلدين. وكانت بكين قطعت فجأة اتصالاتها العسكرية مع واشنطن عندما أعلنت الولايات المتحدة مطلع السنة الماضية عن عقد تسلح مع تايوان تزيد قيمته على ستة مليارات دولار. واستؤنفت الاتصالات الشهر الماضي بمناسبة زيارة قام بها وفد عسكري صيني.

من جهتها أعربت واشنطن عن استيائها لسياسة التريث التي تنتهجها بكين حيال استفزازات حليفتها كوريا الشمالية. وتريد الدولتان إظهار أن الاتصالات العسكرية استؤنفت قبل زيارة الدولة التي يقوم بها الرئيس الصيني هو جينتاو للولايات المتحدة من 18 إلى 21 من الشهر الحالي، بحسب مسؤولين في البنتاغون. وأول من أمس، قال جيف موريل المتحدث باسم البنتاغون للصحافيين: «هذا ما كان الصينيون يرغبون به فعلا قبل زيارة (هو). يريدون وضع هذه العلاقة مجددا على السكة والعمل بإيجابية».

ويشمل جدول أعمال زيارة غيتس عقد اجتماع مع الرئيس الصيني هو ونظيره الجنرال ليانغ غوانغلي وكبار القادة العسكريين وزيارة للفرقة الثانية للمدفعية التي تسيطر على ترسانة الصين النووية الكبيرة. ويبدأ غيتس زيارته للصين «مطمئنا» و«متفائلا» لاحتمال بناء علاقات على أسس أكثر متانة بحسب موريل الذي أقر بأن محاولات سابقة لم تفض إلى نتائج ثابتة. ومنذ سنوات تدعو الولايات المتحدة بكين إلى حوار «دائم» تفاديا لأي سوء تفاهم لأنها تدرك تماما الأهمية الاقتصادية والعسكرية للعملاق الآسيوي.

وتجسد تطور الصين السريع هذا الأسبوع مع نشر صور لأول مقاتلة صينية خفية من طراز جاي 20 مما أثار قلق واشنطن.

ولا يبدو أن غيتس يقوم بزيارته هذه، وهي الأولى للصين منذ 2007، في موقع قوة. فقد نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن جون توفل دراير الأستاذة في جامعة ميامي والاختصاصية في قضايا الجيش الصيني، قولها: «من خلال السعي إلى استئناف العلاقات العسكرية يبدو أنه في موقع المتسول ما يتيح للصينيين طرح سؤال: ما الفائدة بالنسبة لنا من وراء ذلك؟».

وأكد مسؤولون في البنتاغون أن وزير الدفاع لا ينوي التوسل لبكين. وقال مايكل شيفر المسؤول الكبير في البنتاغون لشؤون شرق آسيا في خطاب ألقاه الخميس أن بكين تستأنف العلاقات العسكرية الثنائية إذا كان ذلك يصب في مصلحتها «وليس لأننا نطلب منها ذلك».

وتأتي زيارة غيتس وسط مشكلات كثيرة لا تزال عالقة بين الولايات المتحدة والصين حول مبيعات الأسلحة لتايوان والمخاوف الصينية بشأن العمليات العسكرية الأميركية قرب شواطئها. قال دين تشينغ من مؤسسة «هريتيدج» وهي مركز أبحاث محافظ: «ما لم يكن هناك تغير في السياسة (الأميركية) فلن يتغير أي من هذه الأمور». وتوقع ألا تسفر الزيارة عن شيء يتجاوز «الفرص لالتقاط بعض الصور اللطيفة».

وستكون الصين أيضا في صلب المحادثات التي يجريها غيتس في اليابان يوم الخميس المقبل ومع نظيره الياباني توشيمي كيتازاوا يوم الجمعة. وأعلنت طوكيو الشهر الماضي، تغييرا كبيرا في الاستراتيجية من خلال تعزيز قدراتها الدفاعية في الجزر جنوب الأرخبيل لمواجهة الصين وكوريا الشمالية. وسيتوقف غيتس أيضا في سيول الجمعة حيث يبحث مع الرئيس لي ميونغ باك ووزير الدفاع كيم كوان جين في سبل تفادي تصعيد التوتر في شبه الجزيرة الكورية بعد قصف بيونع يانغ جزيرة كورية جنوبية في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. وقال مسؤول أميركي كبير في البنتاغون إن «للصين دورا مهما تضطلع به لإقناع بيونغ يانغ بأن النهج التي تعتمده خطير جدا ويساهم في زعزعة استقرار المنطقة».