صالحي: قادرون على إنتاج قضبان الوقود.. وسياسات الغرب دفعتنا لذلك

سفير أميركا لدى «الوكالة الدولية» لـ «الشرق الأوسط»: زيارة منشآت إيران النووية لن تلغي قلقنا

صورة أرشيفية لممثلين عن حركة عدم الانحياز والجامعة العربية لدى زيارتهم منشأة نووية في مدينة أصفهان الإيرانية (أ.ف.ب)
TT

قبل أقل من أسبوعين على موعد الجولة الثانية من المفاوضات بين طهران ودول الغرب حول البرنامج النووي الإيراني، أعلن علي أكبر صالحي، رئيس البرنامج النووي في إيران ووزير الخارجية بالوكالة، أن لدى بلاده القدرة على إنتاج قضبان الوقود، تلك التكنولوجيا المتقدمة التي يعتقد الغرب أن طهران لا تمتلكها. جاء ذلك بينما قال المندوب الأميركي في الوكالة الدولية للطاقة الذرية لـ«الشرق الأوسط»: إن واشنطن «لا ترى نفعا» من الدعوة التي وجهتها إيران لعدد من الدول لزيارة منشآتها النووية.

وقال صالحي: إن طهران قادرة على أن تنتج بنفسها قضبان الوقود. وأضاف: «أنشأنا في مصنع أصفهان (النووي) وحدة لإنتاج صفائح الوقود.. وبإنجاز هذه الوحدة في أصفهان أصبحنا من الدول النادرة القادرة على إنتاج صفائح وقضبان وقود».

وأوضح أن سياسات الغرب حيال الجمهورية الإسلامية هي التي حملتها على تحقيق هذه الإنجازات النووية، بما في ذلك إنتاج الصفائح والقضبان النووية. وقال صالحي: «في الواقع وصلنا إلى هذه المرحلة بسبب مواقف الغرب». وتابع: «ما نقوله يستند إلى الواقع والحقيقة. لا نبالغ فيما نقوله. هم الذين لا يريدون أن يصدقوا أن نية إيران هي الحصول على التكنولوجيا النووية لأغراض سلمية».

وقال صالحي: «نأمل أن نرى في مدى النصف الأول من العام (الإيراني) المقبل، الذي يبدأ في 21 مارس (آذار)، ضخ أول دفعة من وقود اليورانيوم المخصب بنسبة 20% من إنتاج إيران لمفاعل طهران النووي البحثي». وأضاف أن إيران من المقرر أن تصنع كلا من «ألواح» الوقود المستخدمة في مفاعل طهران وقضبان الوقود النووي التي تستخدم في محطات توليد الكهرباء في مدينة أصفهان بوسط إيران.

وتستخدم المحطة الإيرانية الوحيدة لتوليد الكهرباء من الطاقة النووية التي بنتها روسيا في بوشهر والتي من المقرر أن تبدأ في توليد الكهرباء قريبا بوقود مستورد من روسيا.

ويعتبر إنتاج قضبان الوقود من أصعب أنواع التقنية النووية ولا يتوافر إلا لعدد محدود جدا من الدول، ويأتي إعلان صالحي بعد يوم واحد من إعلان كاثرين أشتون، مسؤولة العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي، عن موعد الجولة الثانية من المفاوضات النووية بين إيران ومجموعة دول (5+1) في إسطنبول في 20 يناير (كانون الثاني) الحالي. ويشابه إعلان صالحي إعلانه الذي سبق محادثات الجولة الأولى من المفاوضات التي عقدت في جنيف في ديسمبر (كانون الأول) الماضي بإنتاج الكعكة الصفراء (بودرة اليورانيوم المركزة) كوسيلة لدخول المفاوضات من موقف قوة.

كانت إيران قد وجهت دعوة مؤخرا إلى عدد من الدول الأعضاء في الوكالة الدولية للطاقة الذرية والاتحاد الأوروبي ودول عدم الانحياز ومجموعة 77 لزيارة منشآتها النووية قبل بدء الجولة الثانية من المفاوضات.

من جانبه، قلل المندوب الأميركي لدى الوكالة الدولية، السفير غلين ديفيز، من أهمية وفاعلية الدعوة التي وجهتها إيران لزيارة منشأة نطنز لتخصيب اليورانيوم، بالإضافة لمفاعل أراك للمياه الثقيلة نهاية هذا الأسبوع، التي تصفها إيران بكونها بادرة لإبداء شفافية أنشطتها النووية وتأكيد مصداقيتها وسلمية أهداف نشاطها النووي الذي تلاحقه اتهامات بعدم الالتزام بقرارات كما تحوطه شكوك أن له أهدافا عسكرية تحاول إيران إخفاءها.

ووفقا لحديث السفير ديفيز مع «الشرق الأوسط» فإن إيران يجب أن تتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية تعاونا شفافا وأن تعمل على تطبيق التزاماتها، مؤكدا أن دعوة بضع دول لجولة حول منشآت نووية «لن تكون بديلة عن ذلك التعاون المطلوب والملزم».

وردا على سؤال إن كانت الولايات المتحدة، التي تصنفها إيران بدولة «كيدية» واستثنتها من الدعوة تحاول إقناع الدول المدعوة بعدم قبول الدعوة، لا سيما روسيا والصين، قال السفير ديفيز: «لا نرى فائدة في تلبية الدعوة والقيام بالزيارة». وتابع: «إن الزيارة لن تكون ذات أثر كما لن تقلل من قلق المجتمع الدولي تجاه النشاط النووي الإيراني».

من جانبه، أعلن وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو أن الاجتماع المقرر في إسطنبول بين إيران ومجموعة دول «5+1» سيعقد في 21 و22 يناير حسب ما ذكرت وكالة أنباء الأناضول.