خادم الحرمين للمؤتمر الدولي الأول للجودة: ماضون في استكمال جهود تطوير التعليم

في كلمة ألقاها نيابة عنه وزير التربية والتعليم

TT

أكد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز عزم حكومته على المضي في استكمال جهود تطوير التعليم وحل مشكلاته، وقال: «نعلم يقينا أنها ليست بالمهمة السهلة، فالواجب الوطني يحتم علينا تهيئة أفضل مستويات التعليم لأبنائنا»، مؤكدا العمل على بناء قدرة أبناء شعبه التنافسية لضمان استمرار مسيرة التنمية والعطاء في المملكة العربية السعودية.

جاء ذلك في كلمة الملك عبد الله بن عبد العزيز التي ألقاها نيابة عنه الأمير فيصل بن عبد الله بن محمد وزير التربية والتعليم السعودي مساء أمس، حيث افتتح المؤتمر الدولي الأول للجودة الشاملة في التعليم العام الذي يقام برعاية خادم الحرمين الشريفين، وتنظمه الوزارة ويستمر 5 أيام في قاعة الملك فيصل للمؤتمرات بفندق الإنتركونتيننتال في الرياض.

وأشار الملك عبد الله في كلمته إلى أن المعرفة في هذا العصر تأتي كأهم مصادر القوة، موضحا أنها «المحرك الأساسي نحو تحقيق التنمية المستدامة للمجتمع»، ومشددا على أن أهم الأهداف التي تسعى إليها السعودية وقيادتها نحو الرقي هو «التعليم»، حيث أكد أنه تم تخصيص الميزانيات الضخمة له «إدراكا منا أن التعليم هو العامل الحاسم في معادلة التنمية التي تسعى الدولة إلى تحقيقها في مختلف المجالات، واقتناعا منا أن زيادة الإنفاق على التعليم كمتغير استثماري تسهم على المدى الطويل في رفع معدلات التنمية المجتمعية من جهة، وتعمل على خفض مستوى البطالة، وتزيد من معدلات التوازن بين مخرجات النظام التعليمي واحتياجات سوق العمل».

وفيما يلي نص الكلمة:

«بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. الإخوة والأخوات، ضيوف المملكة العربية السعودية الكرام: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أفتتح على بركة الله هذا المؤتمر الدولي الأول للجودة الشاملة في التعليم العام.. أفضل الممارسات والتجارب العالمية، معربا عن اعتزازنا برعايته، ومقدرا مبادرة وزارة التربية والتعليم بتنظيمه.

الإخوة والأخوات: تأتي المعرفة في هذا العصر كأهم مصادر القوة - بعد الله جل جلاله - وهي المحرك الأساسي نحو تحقيق التنمية المستدامة للمجتمع، ومن هنا تصبح عملية الاستثمار في رأس المال البشري المنتج للمعرفة هي العامل الحاسم في تحديد ملامح هذا المجتمع ومستقبل أفراده، وقد أكدنا في مناسبات كثيرة أن لا سبيل لتحقيق ذلك إلا بنظم متقدمة تقودها عقول وطنية مستنيرة، مدركة لمكانة بلادها على الساحة الدولية، ولما يجري في محيطها العالمي من تطورات، ولموروثها الثقافي، ولمكتسباتها الحضارية، ولمتطلبات المرحلة، وما يتطلع إليه أبناؤنا وبناتنا من آمال وطموحات.

الإخوة والأخوات: إن أحد أهم أهدافنا التي نسعى للرقي بها وتطويرها بشكل فاعل هو التعليم، ولقد خصصنا له الميزانيات الضخمة، إدراكا منا أن التعليم هو العامل الحاسم في معادلة التنمية التي تسعى الدولة إلى تحقيقها في مختلف المجالات، واقتناعا منا أن زيادة الإنفاق على التعليم كمتغير استثماري تسهم على المدى الطويل في رفع معدلات التنمية المجتمعية من جهة، وتعمل على خفض مستوى البطالة، وتزيد من معدلات التوازن بين مخرجات النظام التعليمي واحتياجات سوق العمل من جهة أخرى.

وعلى الرغم من النجاح الذي تحقق خلال العقود الماضية في مجال نشر التعليم وإتاحته للجميع بتوفير مكان في المدرسة لكل طالب وطالبة من أبناء المملكة العربية السعودية، فقد كان لزاما علينا أن نواجه تحديات المرحلة الحالية والمستقبلية، وأن نؤسس المشروع التربوي على مفاهيم الجودة والتميز، والرؤية المشتركة، والقيم المؤسسية المعلنة، وروح العمل الجماعي، والعمل على تعزيز قدرات المعلمين والمتعلمين نحو إنتاج المعرفة عوضا عن استهلاكها.

أيها الإخوة والأخوات: إن هدي الإسلام العظيم الذي قامت عليه هذه البلاد المباركة يحثنا على الجودة والإتقان في جميع أعمالنا، وقد دعوت بالأمس القريب جميع المسؤولين في كافة قطاعات الدولة إلى تبني مفاهيم وأسس ومعايير الجودة والتميز في جميع خططهم، وأنشطتهم، وأعمالهم، والحرص على التطوير والتحسين المستمر لتحقيق الجودة والإتقان في القطاعات الإنتاجية والخدمية الخاصة والحكومية، وأنا اليوم أدعو إلى أن تكون جودة التعليم العام على وجه الخصوص مسؤولية الجميع، وأن تفعل برامج الشراكة المجتمعية والشراكة مع القطاع الخاص.

كما أدعو الجميع في القطاعات التعليمية والتدريبية المختلفة إلى تطبيق آليات الجودة الشاملة على جميع البرامج والمشروعات، ضمن خطة استراتيجية نوعية لضمان استمرارية عمليات التطوير، وإلى تبني معايير وطنية للجودة لتكون مؤشرا على مدى كفاءة النظام التعليمي، مع تقديرنا للجهود الوطنية المخلصة التي بذلت وتبذل في هذا المجال.

أيها الإخوة والأخوات: إننا ماضون بعون الله وتوفيقه في استكمال جهود تطوير التعليم وحل مشكلاته، ونعلم يقينا أنها ليست بالمهمة السهلة، فالواجب الوطني يحتم علينا تهيئة أفضل مستويات التعليم لأبنائنا، والعمل على بناء قدرتهم التنافسية لضمان استمرار مسيرة التنمية والعطاء في هذا البلد العظيم، المملكة العربية السعودية. وختاما، أجدد الترحيب بكم في المملكة العربية السعودية، راجيا لمؤتمركم النجاح والتوفيق.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته».