سودان الثروات والفقر أيضا

TT

> تعقيبا على خبر «الخرطوم تستبق الانفصال بصدمة اقتصادية تقشفية.. وترفع أسعار المحروقات والسكر»، المنشور بتاريخ 6 يناير (كانون الثاني) الحالي، أقول: إن أول الغيث قطرة، والقادم قد يعجل برحيل الحكومة السودانية التي تدري جيدا بأن الشعب السوداني سيد الانتفاضات الشعبية، خصوصا حين يتعلق الأمر بحياته اليومية وسبل عيشه. وتعلم أيضا أن سياسة التقشف هذه تنهش في عظام السودانيين الفقراء الذين لم يستفيدوا أصلا من عائدات النفط ولم يتذوقوا طعمها، باستثناء المحسوبين والأنساب طبعا. والمضحك المبكي الإعانات التي طلعت بها الحكومة حول زيادة رواتب الموظفين بنسبة 67 % والكادحين المساكين بنسبة 24 %، بينما تتشدق الحكومة على الدوام بدعمها للشرائح الدنيا في المجتمع. حقا، أين هو هذا الدعم؟ لا ضمانات صحية، لا طبابة، ولا تعليم، ولا حتى غذاء. لقد بددت الحكومة أموال النفط، وهي في طريقها إلى تبديد ما تبقى منه، عندها تعود الحكومة إلى جمع الإتاوات والضرائب لتثقل كاهل المواطن من جديد. وسوف تنقلب الأمور إلى عكسها، حيث تتحول الحكومة إلى متسول، ونفقد جزءا من اقتصادنا في دارفور، التي تستعد للسير على خطى الجنوب لجهة الانفصال، ففيها يتركز 80 % من الثروة الحيوانية المصدرة إلى الخارج.

عادل أحمد القنداتي [email protected]