ما حدث للمنتخب نتيجة وليس سببا

موفق النويصر

TT

عجيب أمر بعض الإعلام الرياضي، الذي طالب لجنة الاحتراف بوضع سقف أعلى لمقدم عقود اللاعبين السعوديين المحترفين في الدوري المحلي، عطفا على عطاءاتهم التي يقدمونها مع فرقهم ومنتخبات بلادهم.

الغريب أن المنادين بهذه المطالب يروجون في مجالسهم ومقالاتهم للاحتراف الكامل لقطاع الرياضة، وأنه السبيل الوحيد للنهوض بالكرة والرياضة السعوديتين، ناسين، أو متناسين، أن أبجديات العمل الاحترافي تقتضي الاحتكام لمبدأ العرض والطلب.

وما ينادون به لم نسمع به في أي دولة تطبق نظام الاحتراف، فهذا المنتخب الفرنسي، حامل لقب بطولة كأس العالم 1998، خرج من الدور الأول في بطولة 2002، ومع هذا لم نسمع أن أحدا طالب بتحديد عقود اللاعبين ورواتبهم.

ولنعكس ذلك الأمر على المشتغلين بالشأن الإعلامي، ككتاب المقال أو المشاركين في التحليل الرياضي عبر الفضائيات، إذا ما جاء أحد وطالب بوضع حد أعلى للمبالغ التي يتقاضونها، على اعتبار أن بعضهم يعمل على إثارة الفتن في الشارع الرياضي، أو أنه لا يضيف أي معلومة للقارئ أو المشاهد، فهل سيكون مقبولا لديهم مثل هذا الطلب؟

ما لم يفهمه محملو اللاعبين مسؤولية الإخفاق الآسيوي أن الفريق متى ما تم إعداده بشكل جيد، فإن أي مدرب، يمتلك الحنكة والرؤية التدريبيتين، سيتمكن من توظيف اللاعبين بشكل جيد، وتحقيق نتيجة إيجابية.

ولعل تجربة عام 2000 في لبنان خير مثال على ذلك؛ فالفريق السعودي كان معدا بشكل جيد مع التشيكي ميلان ماتشالا، المعروف بقدرته الفنية على الإعداد أكثر من قدراته التكتيكية، نجح في ذلك مع الكويت والبحرين وعمان، ولذلك بعد الخسارة المفاجئة للمنتخب السعودي من نظيره الياباني 1/4، وتعيين المدرب الوطني ناصر الجوهر بدلاً له، نجح الأخير في الوصول بالفريق إلى المباراة النهائية، قبل أن يخسرها مرة أخرى أمام المنتخب ذاته بنتيجة 0/1.

ولكن ما حدث في 2011 بالدوحة؟ فنظرا لأن الفريق لم يتم إعداده بالشكل الجيد طوال الأشهر الماضية؛ لذلك لم تفلح جهود ناصر الجوهر في لملمة الجراح، فكان الخروج الآسيوي مقرونا بسوء العروض والنتائج.

الأكيد أن ما يحدث اليوم للمنتخب السعودي هو نتيجة وليس سببا، نتيجة لأخطاء إدارية وفنية، أخطاء في اختيار الأجهزة الفنية، أخطاء في عدم محاسبة المتقاعسين، أخطاء في برامج الإعداد، أخطاء في جدولة المسابقات المحلية، أخطاء في التهيئة الإعلامية، أخطاء في حجم المشاركات الداخلية والخارجية ومدى تأثيرها على اللاعبين.

لذلك إن أردنا أن تعود الكرة السعودية إلى المكانة التي كانت عليها في السابق، فلنأخذ النموذج الكوري الجنوبي قدوة لنا، ذلك الفريق الذي تأهل معنا لنهائيات كأس العالم عام 1994، وحقق المركز الـ20، لكن لأنه عمل وفق منظومة عمل جدية، استطاع أن ينتزع لقب رابع العالم في 2002، وطموحه في المستقبل أن يتخطى هذا الإنجاز، بينما لا تزال رؤيتنا تتراوح بين المشاركة الخليجية بالفريق الأول أو الرديف، والمنافسة على تحقيق اللقب الآسيوي أو الخروج من التصفيات الأولية صفر اليدين.

[email protected]