هل نستمر ككومبارس؟!

مساعد العصيمي

TT

هل هناك.. حل.. يكفي؟.. نحتاج إلى مراجعة إعادة حسابات.. في البدء حل المنتخب الحالي وأجهزته.. وكل ما يتعلق به.. ثم البقاء نحو العام دون مشاركات لهذا المنتخب في أي محفل وفي أي تجمع.. وخلال ذلك مؤتمر وطني لإنقاذ كرة القدم السعودية. إنقاذها من كل شيء.. من العبث الدائر.. القرار الفردي.. من غثاء الإداريين.. سطوة رؤساء الأندية.. التنظيمات والتداخلات العشوائية على المنافسات المحلية.. إعادة الترتيب.. الصياغة من جديد.. إنقاذها أيضا من الكذابين ومن أولئك الذين أضروها داخليا وخارجيا.. المشككين في الذمم.. المتترسين بالمنصب. نريد أن نقف على الأسباب التي أدت بكرتنا إلى هذا الوضع الكارثي.. من يقف خلف ذلك.. كيف نعالجها ونعالج نتائجها.. وما هي السبل والوسائل لتجاوزها.. نضمن عدم تكرارها.. لا بد من كشف الحقائق مهما كانت مرة، لن نرغب كوسط رياضي أن نكون ككومبارس بحيث يكون الرأي والعلاج فقط من داخل المؤسسة الرياضية.. ولا شأن للآخرين.. نريده من كل جهة واتجاه.. بمعنى أن يكون مؤتمرا وطنيا خالصا.

مؤتمر لا يحدد أعضاءه موظف إعلام ونشر.. بل تفرض الحاجة فحواه وأركانه وحاضريه.. المتفاعلون داخله هم من صانعي كرة القدم السعودية ودولييها السابقين.. وأولئك الذين عركوها عملا وإدارة.. مؤتمر لا ننفك نسعى لتحقيق نتاج من خلاله.. مؤتمر يحضر كوثيقة بأركان ثابتة لا تنضوي تحت عمل الرئاسة العامة لرعاية الشباب.. يستقي تفعيلاته وتنفيذها من فعل وميزانية خاصة به..

حينما نفعل ذلك لن نكون أول من ارتهن لمثل هذا الأمر.. فكثير غيرنا فعلوا.. لأن الأمر هو شأن وطني وليس خاصا بجهة دون غيرها. نقول شأن وطني ونحن نستحضر أمامنا ما حدث في عام 1957 حينما أطلق السوفيات أول مركبة فضائية.. ماذا عمل الأميركيون؟ أقروا بضعف مخارج التعليم لديهم.. فكان أن دعوا إلى مؤتمر وطني حضره المهني والأكاديمي وذو الصنعة والمعلم.. ولأنهم أحسنوا الاختيار وتبني التوجهات.. فكان أن عادوا إلى الأفضلية تعليما.. وبات الأمر نسقا لكل العالم يذهب إلى كل منحى وطني يشهد تراجعا أو إخفاقا..

هنا نحن إزاء كرة قدم.. لكنها شأن هام لمجتمعنا ولشبابنا ولترفيهنا وانتمائنا.. بل وشغفنا.. وعليه هي تستحق هذا المؤتمر.. تستحق أن يكون لها.. شأن.. علينا أن نبدأ دون انتظار.. لأننا نسير نحو هاوية كروية.. بعدما اختلّت جينات الكرة السعودية من فرط العبث الذي طالها.. نطالب بذلك.. ندعو إليه بقوة.. فقط نريده متماسكا دوت مجاملات.. أو تطمينات.. وبعيدا عن البيروقراطية التي أعيت مؤسساتنا.

أجزم إن هذا حدث فسيكون بداية التصحيح.. وبداية العمل الراقي لكرة سعودية متطلعة.. بل سينعكس على الرياضة جميعا.. فقط هيا لنبدأ.. لأننا إزاء منعطف خطر.. أمامه منحدر خطير.. وما نقوم به الآن هو ممارسة دورنا كمتفرجين.. لنقلب الصورة ونكون فاعلين.. أخفقنا.. نعم.. لكن هل سنستمر على ذلك؟.. علينا أن نحاول.. فقط لنحاول من خلال هذا المؤتمر.. لأن الشارع الرياضي لن يقبل أي أعذار، ولن يركن إلى أي تبريرات.. هو فقط يريد النتائج الإيجابية.

[email protected]