آسيويات...!

هيا الغامدي

TT

مهما تحدثنا وأكثرنا العبارات والجمل فمن الصعب أن تجد الكلمات طريقها للوفاء بمسيرة حافلة بالعمل والإنجاز والعطاء المتواصل ترجل بعده الأمير سلطان بن فهد عن منصبه الذي ترأس من خلاله الاتحاد السعودي لكرة القدم فترة زمنية ليست بالقصيرة، حمل من خلالها همّ الشباب والرياضة مسافة زمنية تقترب من العقدين من الزمن. وبدأنا ندخل مرحلة جديدة تسلّم رايتها الأمير نواف بن فيصل الرئيس العام الجديد للشباب والرياضة، فبكل الوفاء والولاء والتقدير نحيي (وجه السعد) على مجهوداته السابقة مع الشباب والرياضة، ونرحب بخليفته الأمير نواف بن فيصل الذي كان قد حظي بالثقة الملكية التي هو أهل لها ما من شك. ولا عجب، فأميرنا الشاب خير من سيحمل همّ الشباب والرياضة الفترة المقبلة كونه يحمل (سلاحين) هامين في أي منصب إداري حيوي ديناميكي، ألا وهما التسلح بالعلم والخبرة الميدانية العملية التراكمية، التي استقاها من والده المغفور له بإذن الله الأمير فيصل بن فهد، وعمله إلى جانب الأمير سلطان بن فهد، فحريّ بنا أن نتفاءل بمرحلة رياضية شبابية قادمة تملؤها المؤشرات الإيجابية والنجاح بمشيئة الله.

إخفاق الأخضر في هذه البطولة شكّل صدمة عظيمة للشارعين الخليجي والعربي، وإن كانت الصدمة أقل نسبيا - محليا - برأيي كونها متوقعة في ظل بقاء بيئة العمل ذاتها في أكثر من استحقاق، ولا جديد حتى قبيل مباراتنا ضد سورية!

قطر لحقت بالركب الآسيوي وظفرت ببطاقة تأهل لدور الـ8، انتظرها القطريون كثيرا في ظل تواضع مستويات فريقهم العنابي وتخبطات ميتسو، الذي كان هو الآخر قد أدرك نفسه من السقوط في مصير بيسيرو!

سورية والأردن (عجب... عجاب)، فهذان المنتخبان اللذان قدما للمشاركة فحسب ينافسان الآن على التأهل للأدوار اللاحقة، وربما أبعد من ذلك إذا امتد سلاح الروح ومفعول الحماس المتنامي في ظل تواضع الفريقين الكبيرين الآخرين بالمجموعة، اللذين لم ينفعهما لا تاريخ ولا خبرة زمنية، السعودي (الخارج عن المنافسة)، والياباني (متدني المستوى)!

إيران وأوزبكستان. أعتقد أن لدى هذين المنتخبين (الثقيلين) الكثير ليقدماه في الأدوار التالية، خصوصا أنهما أبديا قدرة عالية على ضبط (النفس الطويل)، وتجاوز الحواجز الآسيوية بمرونة وثبات!

الكوريتان الجنوبية والشمالية لم تقدما المستوى المتوقع منهما، وبالذات الجنوبية، فالمستوى كان متذبذبا وأقل من عاديّ وغير متوقع بالذات لكرة الشرق الطامحة لأبعاد أكثر في البطولة!

الكثير من التغييرات والتطورات والتعيينات والتحسينات بانتظار عدد من المناصب الإدارية الهامة والحساسة باتحاد الكرة، أو هكذا نتوقع في ظل وجود رئيس عام يجمع ما بين القدرة العلمية والخبرة الزمنية، وبالتالي بات البقاء و«الأفضلية» لمن يملك مفاتيح القوة الإدارية ومسايرة متطلبات العصر من علم وتكنولوجيا مع الخبرة والدراية الميدانية، التي تتطلبها الحقبة الزمنية المقبلة... (ويا كريم)! في ظل عدم استقرار الفرق على حال وتذبذب المستويات الفنية والنتائجية ستبقى هوية البطل (مخفية) عن الأنظار إذا استمرت الأحوال الآسيوية على ذات الحال المتقلبة بالمزاج والعاصفة بالتوقعات... عجبي لحالك يا آسيا!