الاشتراكية سقطت والرأسمالية مريضة

TT

> تعقيبا على مقال محمد الرميحي «فشل النخبة!»، المنشور بتاريخ 15 يناير (كانون الثاني) 2011، أقول: إن نظرية ماركس الشيوعية التي انطلقت من الاتحاد السوفياتي، ادّعت المساواة بين الناس، فالكل يعمل حسب طاقته ويأخذ كفايته، أي حسب حاجته. وكان القادة السوفيات، يبشرون العالم بأنهم سيصلون للدخول التطبيقي التلقائي للشيوعية في أواخر ثمانينات القرن الماضي، فكان ذلك موعدا لبداية سقوط نظريتهم، ومن ثم سقوط الاتحاد السوفياتي نفسه، بعد أن شرع الرئيس الأميركي رونالد ريغان في حرب النجوم الوهمية. كان الخلل في النظرية إذن. كان كل من يدّعي أنه مثقف، يتفاخر بقراءته لفلسفة كارل ماركس في المادية والجدلية والاقتصاد السياسي، وطبقة العمال (البروليتاريا). وقد انساق البعض في الدول العربية وراء الماركسية، بينما اتبع آخرون الرأسمالية، وهي فلسفة اقتصادية وسياسية تقوم على أساس تنمية الملكية الفردية، والتوسع في مفهوم الحرية إلى حد الفوضى. وها هي النظرية الرأسمالية تعاني من هزات اقتصادية عنيفة، وتزيد الفجوة بين الطبقات، بحيث تقلصت الطبقة الوسطى، وأصبح جلّ المال بأيدي قلة قليلة، وشمل ذلك النخب العربية التي قفزت للسلطة، سواء بالقوة أو من خلال شعارات التنمية والعدالة والحرية. لذا فما دامت النخب انحرفت عن أهدافها، وما دام التغيير لا يأتي إلا من رأس الهرم، صار لا بد من الانتظار. حسان عبد العزيز التميمي – السعودية [email protected]