واشنطن والاتحاد الأوروبي مستعدان لمساعدة تونس على تنظيم انتخابات حرة

بان كي مون يدعو إلى «عودة سريعة» للأمن والنظام في البلد

TT

أعلن مستشار الرئيس الأميركي باراك أوباما لمكافحة الإرهاب جون برينان أمس في العاصمة الجزائرية أن بلاده مستعدة لمساعدة الحكومة التونسية على تنظيم انتخابات حرة «تعكس إرادة الشعب».

وقال برينان خلال مؤتمر صحافي: «نحن ندعم تطلعات الشعب التونسي بقوة. نحن مستعدون لتقديم المساعدة إلى الحكومة التونسية لإجراء انتخابات حرة وعادلة في المستقبل القريب. انتخابات تعكس التطلعات الحقيقية وإرادة الشعب التونسي».

ورفض برينان الخوض فيما يتعلق بموقف واشنطن من رئيس إسلامي محتمل في تونس. وقال في مؤتمر صحافي عقد بمقر السفارة الأميركية قبيل مغادرته الجزائر، ردا على سؤال حول مدى قبول واشنطن برئيس إسلامي محتمل على رأس الدولة التونسية: «أرفض الخوض في الافتراضات، لكن أوباما وإدارته يتعهدان للشعب التونسي بالمساعدة على تنظيم انتخابات حرة تعكس حقيقة تطلعات التونسيين، ونتمنى من جيل المسؤولين الجدد إطلاق إصلاحات تكون في مستوى طموحات التونسيين في مجال الحرية وفي مجال الاقتصاد».

وأضاف: «نحن نحيي شجاعة وكرامة الشعب التونسي. ونحن نحث الفرقاء جميعهم على الحفاظ على الهدوء وتفادي العنف».

وكانت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أعلنت أول من أمس في بيان أن الولايات المتحدة «مطمئنة» إلى الوعود بالانفتاح التي أطلقها رئيس الوزراء محمد الغنوشي، والرئيس التونسي بالوكالة فؤاد المبزع.

وفي أبوظبي، دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس إلى «عودة سريعة» للأمن والنظام في تونس، حسب ما ذكرت وكالة الأنباء الفرنسية وقال كي مون خلال مؤتمر صحافي حيث يشارك في قمة حول الطاقات المتجددة: «لا أزال قلقا جدا إزاء العنف في تونس». وأضاف: «أدعو الحكومة (التونسية) وكل الأطراف إلى ضمان الأمن» في هذا البلد.

ومن جهته، عرض الاتحاد الأوروبي أمس مساعدته «الفورية»على تونس للتحضير لإجراء انتخابات حرة بهدف إرساء الاستقرار في البلاد ووعدها بتعزيز العلاقات الثنائية لا سيما في المجال التجاري.

وقالت مايا كوسييانسيتش الناطقة باسم وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، كاثرين أشتون، إن «الاتحاد الأوروبي مستعد لتقديم مساعدة فورية للتحضير وتنظيم عملية الانتخابات» التي أعلن عنها.

وحيت الناطقة الشعب التونسي لسعيه إلى الديمقراطية والحرية. وقالت أمام الصحافيين إن ذلك لا يمكن أن يحصل «إلا عبر انتخابات حرة» مشيرة إلى أن الاتحاد الأوروبي «سيدعم تونس من أجل الوصول إلى هذه الغاية».

وأضافت أن الأوروبيين يعملون على مجموعة اقتراحات تهدف إلى دعم السلطات التونسية الجديدة وبينها خيار تعزيز العلاقات الثنائية في المجال التجاري والسياسي.

ومنذ مايو (أيار) 2010 يتفاوض الاتحاد الأوروبي الذي يربطه اتفاق شراكة مع تونس منذ عام 1995 لإعطاء هذا البلد «وضعا متقدما» على غرار المغرب.

وتطالب تونس بذلك منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2008.

وقالت المتحدثة الأوروبية إن هذا الخيار «مطروح بوضوح على طاولة» المباحثات.

وبدوره، وعد وزير الخارجية الألماني جيدو فيسترفيله تونس بدعم الاتحاد الأوروبي لها في اتخاذ المزيد من الخطوات، حسب ما ذكرت وكالة الأنباء الألمانية.

وقال فيسترفيله أمس في برلين إنه رغم أن الوضع الحالي غير واضح إلى حد كبير، فإن هناك فرصة لإعادة الاستقرار في البلاد.

وأكد فيسترفيله أن الطريق الوحيد المؤدي للاستقرار في تونس سيكون عبر الدولة القانونية والديمقراطية، وقال: «الاتحاد الأوروبي مستعد لدعم هذا الطريق».

ومن ناحية أخرى ذكر فيسترفيله أن وزارته ما زالت تنصح المواطنين في ألمانيا عدم السفر حاليا إلى تونس بسبب الاضطرابات.