بوتفليقة يعلق على الوضع في تونس بعد تعرض الحكومة الجزائرية لانتقاد حاد

وجه رسالة إلى فؤاد المبزع الرئيس بالوكالة خلال عبوره الأجواء التونسية متجها إلى شرم الشيخ

TT

قال الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة لرئيس الجمهورية التونسية المؤقت فؤاد المبزع، في أول رد فعل من رئيس الجزائر إزاء الأزمة التونسية: «إنني أثق كل الثقة في أنكم ستجدون في العبقرية التونسية الأصيلة ما يلهمكم لما فيه رفاهية شعبكم الحبيب».

جاء ذلك في رسالة بعث بها الرئيس بوتفليقة وهو يعبر الأجواء التونسية متوجها إلى مصر للمشاركة في أشغال «القمة العربية الاقتصادية والاجتماعية والتنموية الثانية»، التي ستعقد اليوم. وجاء في الرسالة: «يسرني وأنا أعبر أجواء بلدكم العزيز متوجها إلى مصر، أن أزف إليكم خالص التحية الأخوية، راجيا لكم تمام السداد والتوفيق في الوصول بتونس الشقيقة، إلى بر الأمان».

وأضافت رسالة بوتفليقة: «إنني من منطلق ما يجمع شعبينا الشقيقين من عرى الأخوة ووشائج القربى وحسن الجوار أثق كل الثقة في أنكم ستجدون في العبقرية التونسية الأصيلة ما يلهمكم لما فيه رفاهية شعبكم الحبيب».

ويعتبر تعاطي بوتفليقة مع تطورات الوضع في تونس، الأول منذ اندلاع الأحداث بهذا البلد الذي تجمعه حدود برية طويلة وعلاقات إنسانية قوية مع الجزائر. وتعرض الرئيس بوتفليقة لانتقاد من طرف صحف خاصة، عابت عليه «صمتا محيرا» حيال الأوضاع المتفجرة في تونس.

وتضاربت التفسيرات حول «صمت» الحكومة الجزائرية بخصوص ما يجري في تونس، بين من يرى أن السلطات متضامنة مع الرئيس السابق زين العابدين بن علي، بدعوى أن الرئيس بوتفليقة لم يخف إعجابه بالنموذج التونسي في إدارة الحكم في عهد بن علي، وآخرين يرون أن الحكومة فضلت التريث حتى تتضح الرؤية بشأن ملامح العملية السياسية في تونس. وتعرضت الحكومة لانتقاد لاذع أيضا بسبب غياب الرئيس بوتفليقة والوزير الأول أحمد أويحيى، أثناء الاحتجاجات الشعبية، التي شهدتها عدة مناطق بالجزائر، في الأسبوع الأول من الشهر الحالي، والتي خلفت ثلاثة قتلى وعشرات الجرحى بحسب حصيلة رسمية. وسئل مسؤول كبير بالبيت الأبيض زار الجزائر أول من أمس، من طرف صحافيين، عن رأي بوتفليقة في أحداث تونس بعد تأكيده بأن حديثا جمعهما حول تطورات الوضع في هذا البلد، فقال: «أفضل أن يقول لكم الرئيس بنفسه ما يظن بشأن ما يجري في تونس». وأضاف أن إدارة الرئيس باراك أوباما والرئيس بوتفليقة «متفقان على العمل من أجل تفادي العودة إلى العنف في تونس». وقال وزير الصحة والسكان الجزائري، جمال ولد عباس لصحافيين بمدينة تلمسان القريبة من الحدود المغربية، إن احتجاجات الغضب التي جرت بالجزائر «لا علاقة لها بما يحدث هذه الأيام في مكان آخر»، في إشارة إلى تونس. وقال الوزير إن الجزائريين «إذا أخذوا حقهم من العيش الكريم لا خوف منهم ولا خوف عليهم».