تكريت: انتحاري يفجر نفسه وسط متطوعين للشرطة ويوقع 200 قتيل وجريح

المستشفى المحلي عجز عن استيعاب الجرحى.. والمساجد ناشدت المواطنين التبرع بالدم

مدنيون وعناصر أمن عراقيون في موقع تفجير انتحاري استهدف متطوعين للشرطة بتكريت أمس (أ.ف.ب)
TT

أعلنت وزارة الداخلية العراقية مقتل خمسين شخصا وإصابة 150 آخرين بجروح في تفجير انتحاري بحزام ناسف استهدف أمس مركزا لمتطوعي الشرطة وسط تكريت، كبرى مدن محافظة صلاح الدين، شمال بغداد.

وأوضح المصدر أن «انتحاريا يرتدي حزاما ناسفا فجر نفسه وسط حشد من المتطوعين للشرطة وسط مدينة تكريت (180 كلم شمال بغداد) مما أسفر عن مقتل خمسين شخصا وإصابة 150 آخرين بجروح».

ووقع التفجير في قرابة الساعة العاشرة بالتوقيت المحلي. وبحسب مراسل وكالة الصحافة الفرنسية، فإن التفجير وقع عند الحاجز الأمني الأول لمركز تطوع الشرطة في ساحة الاحتفالات وسط تكريت. ووفقا للشهود، فإن الانتحاري فجر نفسه وسط الحشد. وورد أن الدماء والأشلاء البشرية غطت مساحة كبيرة في مكان الحادث، في حين تبعثرت ملابس وأحذية وأغراض الضحايا.

وفرضت السلطات بعد الحادث إجراءات أمنية مشددة، فانتشرت عناصر الشرطة في مناطق متفرقة وأغلقت بعض الشوارع كما وصلت قوة أميركية إلى مكان الحادث وحلقت مروحياتها في المدينة. ومنعت قوات الأمن كثيرين من الوصول إلى مستشفى تكريت العام نظرا لاكتظاظه وخوفا من حدوث خرق أمني. وقال محمد عيسى (38 عاما) وهو شقيق أحد المتطوعين: «جئت أبحث في المستشفى عن شقيقي، أحاول الاتصال به منذ ساعات وهاتفه مغلق ولا أعرف ما إذا كان ميتا أو مصابا».

بدوره، قال ضابط رفيع المستوى في الشرطة إن «عدد الجرحى كبير ومستشفى تكريت لا يستطيع استيعابهم، لذا تم نقل عدد منهم إلى مستشفيات خارج المحافظة». من جهتها، ناشدت مساجد تكريت المواطنين التبرع بالدم لتلبية حاجة المستشفيات.

وعقد مجلس محافظة صلاح الدين جلسة طارئة قرر خلالها «تشكيل لجنة تحقيق لمحاسبة المقصرين في الحادث»، وفقا لبيان. كما قرر المجلس إعلان الحداد ثلاثة أيام وطالب الحكومة المركزية بـ«اعتبار الشهداء من المتطوعين في ملاك الشرطة وتجنيد الجرحى منهم».

واتهم أحمد عبد الجبار، نائب محافظ صلاح الدين، تنظيم القاعدة بالمسؤولية عن الهجوم. وقال: «من غير (القاعدة)؟ ومن يذبحنا غير (القاعدة)؟.. هم الإرهابيون»، حسب ما أفادت به وكالة «رويترز».

وصرح متحدث باسم الشرطة أن أكثر من 300 شخص كانوا يصطفون أمام المركز وقت وقوع الهجوم آملين في الحصول على وظيفة متدرب في الشرطة وأجر شهري 500 دولار. وأضاف: «عدد كبير من الذين كانوا متجمعين قتلوا أو جرحوا. مكان الحادث تحول فجأة إلى مكان مملوء بالجثث والجرحى». وقال مرتضى أحمد إنه كان يقف في الصف آملا في الحصول على وظيفة حين وقع الهجوم. وأضاف «فجأة سمعت صوت انفجار مدو. لا أعلم ماذا حدث بعد ذلك. حين فتحت عيني وجدت نفسي في المستشفى و(الممرضون) يعالجون جروحي».

وذكر مهند عبد الرحمن، ويعمل موظفا بمجلس المحافظة، أنه هرع إلى الشرفة حين سمع بحدوث انفجار وسط المدينة. وقال: «شاهدت سيارة للشرطة كانت مسرعة جدا وهي تحمل العديد من الضحايا». وأضاف: «كانت الدماء تسيل من جوانب سيارة الشرطة والناس في مؤخرتها تغطيهم الدماء».