بولندا تحمل الروس بعض المسؤولية في تحطم طائرة رئيسها

قالت إن المراقبين الجويين الروس أعطوا تعليمات خاطئة للطيارين

TT

أعلنت لجنة التحقيق البولندية أمس في وارسو أن المراقبين الجويين الروس في مطار سمولينسك، الذي تحطمت فيه طائرة الرئيس البولندي الراحل ليخ كاتشينسكي في أبريل (نيسان) الماضي، أعطوا تعليمات خاطئة للطيارين حول موقع الطائرة. وحسب التحقيق البولندي، فإنه قبل دقائق من هبوطها، وعندما كانت الطائرة البولندية في الواقع «أعلى بـ130 مترا وحولت مسارها عن مدرج المطار بـ80 مترا، قال المراقبون الروس إن موقعها كان صحيحا بدلا من أن يطلبوا من الطيارين تصحيح وجهتها».

وجاءت هذه التوضيحات التي قدمها وزير الداخلية جيرزي ميلر، الذي قاد لجنة التحقيق، بعد نحو أسبوع من نشر المحققين الروس تقريرا ألقوا فيه باللوم على الجانب البولندي. وفي 10 أبريل الماضي، كانت الطائرة تحطمت وسط ضباب كثيف في مطار سمولينسك، مما أدى إلى مقتل الرئيس كاتشينسكي و95 آخرين. وتسبب إلقاء اللوم بشأن الحادث، في توتر بين وارسو وموسكو. ورغم اتفاق الجانبين المبدئي، بأن قرار طاقم الطائرة البولندية بالهبوط وسط الضباب الكثيف كان سببا رئيسيا في تحطم الطائرة، فإن السلطات البولندية ردت بغضب على التقرير الروسي الذي وضع كل اللوم على طاقم الطائرة. ويعتقد البولنديون أن المراقبين الجويين الروس وحالة المطار، الذي لم يكن يتوفر به معدات مراقبة متطورة، كانت عوامل لعبت دورا في الحادث.

وأوضح ميلر أن المراقبين الروس قالوا باستمرار للطاقم إن الطائرة كانت تحلق في مسارها الصحيح، بينما اتضح أنها كانت تحلق على نحو 70 مترا أقل من المستوى الذي كان ينبغي أن تحلق فيه. وقال: «كان على المراقب الجوي أن لا يقول للطاقم إنهم في الطريق الصحيح عندما كانوا حولوا مسار الرحلة». وتابع ميلر: «لم تكن هناك أي معلومات من برج المراقبة للطاقم تبين لهم أنهم لم يكونوا في الطريق الصحيح للهبوط». وعرض ميلر أجزاء من المحادثة بين الطاقم وبرج المراقبة. وفي تلك التسجيلات قال برج المراقبة إن كل أنظمة المراقبة تشتغل وفي حالة استعداد، حسبما أفادت وكالة «أسوشييتد برس».

بدورها، ردت لجنة الطيران الروسية، التي كانت نشرت تقريرها بشأن الحادث الأسبوع الماضي، على الاتهامات البولندية، وقالت أمس، حسبما نقلت عنها وكالات الأنباء الروسية، إنها ستنشر النصوص الكاملة التي تم تسجليها من قبل المراقبين الجويين الروس. وكان التقرير الروسي وضع كل اللوم على الطيارين البولنديين الذين تعرضوا حسبه إلى ضغوط من كبار المسؤولين في الطائرة.

ومن المقرر أن تنشر لجنة التحقيق البولندية تفاصيل تقريرها في فبراير (شباط) المقبل. وقال ميلر إن التقرير المرتقب سيتضمن انتقادات أشد للبولنديين الذين كانوا مسؤولين عن الرحلة. لكن على الرغم من ذلك، يصر المسؤولون البولنديون على ضرورة أن تدقق موسكو في الأخطاء التي يفترض أن يكون الجانب الروسي قد ارتكبها أيضا.

وكان الكرملين أعلن السبت الماضي في بيان، أن الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف بحث في 14 من الشهر الحالي، في اتصال هاتفي مع نظيره البولندي برونيسلاف كوموروفسكي التقرير الروسي حول أسباب تحطم الطائرة. وأورد البيان أن الرئيسين تبادلا وجهات النظر حول هذا التقرير، وتحدثا عن «خطوات مشتركة لاحقة تهدف إلى تحديد ظروف هذا الحادث». وأكد الرئيسان خصوصا مشروع تنظيم احتفالات في روسيا وبولندا في ذكرى هذه المأساة التي أودت بحياة الرئيس كاتشينسكي وزوجته و94 شخصا آخرين.