«ميريل لينش»: الأسهم العالمية تبلغ أعلى مستوياتها لأول مرة منذ 2007

أكدت في تقرير على المشاعر الإيجابية التي تهيمن على أسواق العالم رغم توقعات بارتفاع التضخم

TT

أكد تقرير مصرفي متخصص أن المشاعر الإيجابية التي تهيمن على أسواق العالم فتحت شهية المستثمرين على الاستثمار في الأسهم العالمية ورفعت إقبالهم عليها إلى أعلى مستوياتها خلال ثلاثة أعوام ونصف العام، لافتا إلى أن هناك إقبالا على الاستثمار في الأسهم العالمية، في أعلى نسبة من نوعها منذ يوليو (تموز) 2007، مقابل تراجع في الإقبال على الاستثمار في السندات.

واعتبر التقرير الصادر عن «بنك أوف أميريكا ميريل لينش» لآراء مديري صناديق الاستثمار أن المشاعر الإيجابية التي تهيمن على الأسواق فتحت شهية المستثمرين على الاستثمار في الأسهم العالمية ورفعت إقبالهم عليها إلى أعلى مستوياتها خلال ثلاثة أعوام ونصف العام، وأوضح الاستبيان الذي يشتمل عليه التقرير أن 55 في المائة من مسؤولي تخصيص الاستثمارات يؤكدون أنهم مفرطون في الاستثمار بالأسهم العالمية، في أعلى نسبة من نوعها منذ يوليو 2007، وتمثل هذه النسبة التي يتضمنها التقرير زيادة كبيرة عن أرقامه في ديسمبر (كانون الأول) 2010 حين كانت النسبة 40 في المائة فقط.

وفي نفس الوقت، يشير التقرير إلى تراجع الإقبال على الاستثمار في السندات، حيث ارتفعت نسبة مسؤولي تخصيص الاستثمارات الذين أكدوا أنهم قللوا الاستثمار بالسندات من 47 في المائة في ديسمبر الماضي إلى 54 في المائة في يناير (كانون الثاني) الجاري.

وعزا المشاركون في الاستبيان وجميعهم مديرون لصناديق استثمارية كبرى، هذه التطورات إلى ازدياد الثقة بانتعاش الاقتصاد العالمي وأرباح الشركات خلال العام الحالي. وتوقع 55 في المائة من المشاركين ازدياد قوة الاقتصاد العالمي عام 2011، بينما توقع 39 في المائة منهم نموه بمعدل «يتجاوز الاتجاهات الراهنة» خلال الشهور الـ12 المقبلة، فيما أعرب 57 في المائة من المشاركين عن اعتقادهم بأن أرباح الشركات سوف ترتفع بنسبة 10 في المائة أو أكثر خلال العام الحالي، بزيادة ملحوظة عن 45 في المائة منهم توقعوا ذلك في استبيان الشهر الماضي.

ويقول البنك إن أغلبية متزايدة من مديري صناديق الاستثمار بلغت 72 في المائة تتوقع ارتفاع معدل التضخم الاقتصادي هذا العام، بزيادة كبيرة عن 48 في المائة منهم توقعوا ذلك قبل شهرين. لكن أولئك المديرين لا يعتبرون ارتفاع التضخم تهديدا بالضرورة، بينما اعتبر 42 في المائة منهم، أي أقل ممن اعتبروا ذلك في نوفمبر (تشرين الثاني) 2010، أن السياسة النقدية الراهنة «مفرطة في تنشيط الاقتصاد».

وفي سياق تعليقه على هذا التحول، قال جاري بيكر، رئيس دائرة استراتيجية الأسهم الأوروبية في «شركة بنك أوف أميريكا ميريل لينش للبحوث العالمية»: «يشكل المزيج السائد حاليا من التفاؤل بنمو الاقتصاد العالمي وعدم التخوف من ارتفاع التضخم، دافعا قويا للاستثمار في الأسهم».

من ناحيته، قال مايكل هارتنت، كبير المحللين الاستراتيجيين للأسهم العالمية في «شركة بنك أوف أميريكا ميريل لينش للبحوث العالمية»: «يرى المستثمرون أن سياسة التيسير الكمي تحقق نجاحا معقولا في غياب أي تشديد للسياسات النقدية أو بيانات تشير إلى ضعف اقتصادي، ما يدفعهم إلى الاستثمار في الأسهم».

في مقابل ذلك ترسخت الثقة المتزايدة بالأسهم الأميركية، بشكل ملحوظ خلال يناير الجاري. وأكد 27 في المائة من المشاركين في الاستبيان أنهم مفرطون بالاستثمار في الأسهم الأميركية، في أعلى نسبة من نوعها منذ نوفمبر 2008 وبزيادة ملحوظة عن 16 في المائة أكدوا ذلك في ديسمبر الماضي.

وأكد 15 في المائة من المشاركين في الاستبيان رغبتهم الإفراط في حيازة الأسهم الأميركية أكثر من أسهم أي منطقة أخرى من العالم، بارتفاع ملحوظ عن 7 في المائة فقط أكدوا ذلك في ديسمبر الماضي. وتوقع 43 في المائة من المشاركين ارتفاع أسعار صرف الدولار الأميركي إزاء اليورو والين على أساس أسعار التداول السائدة، بارتفاع كبير عن 14 في المائة منهم فقط توقعوا ذلك قبل شهرين.

أما الأسهم اليابانية فاستفادت من إيجابية مشاعر المستثمرين، حيث أفرط المستثمرون العالميون للمرة الأولى منذ مايو (أيار) 2010 في الاستثمار في الأسهم اليابانية، وللشهر الخامس فقط خلال ثلاثة أعوام ونصف العام. فقد أكد 5 في المائة من المشاركين في الاستبيان أنهم مفرطون في الاستثمار في الأسهم اليابانية، بينما كان 29 في المائة منهم مقلّين في الاستثمار فيها في نوفمبر 2010.

أما بالنسبة للمستثمرين الأوروبيين فيبدو أنهم متفائلون بالعام الجديد، حيث قفزت نسبة الذين توقعوا منهم تحسن الاقتصاد الأوروبي من 26 في المائة الشهر الماضي إلى 44 في المائة خلال الشهر الجاري. كما يتوقع عدد متزايد من أولئك المديرين ارتفاع أرباح الشركات الأوروبية في عام 2011. ويأتي هذا التفاؤل في الوقت الذي تراجعت فيه المخاوف العالمية حول المخاطر التي يتعرض لها صندوق دعم الديون السيادية لدول الاتحاد الأوروبي، عن التي بلغتها في ديسمبر الماضي.

يشار إلى أن مسح «ميريل لينش» لآراء مديري صناديق الاستثمار اشترك فيه ما مجموعه 199 مديرا لصناديق الاستثمار يشرفون على توظيف 562 مليار دولار أميركي. واشترك في الاستطلاع الإقليمي ما مجموعه 169 مديرا يستثمرون 412 مليار دولار.