ما بعد سلطان!!

أحمد صادق دياب

TT

لم أجد صعوبة في نقل أفكاري على الورق مثلما حدث معي في هذه الأيام، فتسارع الأحداث وسرعة التغيرات فرضت علينا نوعاً من التعامل نحتاج من خلاله الوقوف على المعطيات الجديدة التي فرضتها الظروف والمرحلة الحالية، ولعل أهمها وأكثرها تأثيراً هو ابتعاد الأمير سلطان بن فهد الرئيس العام لرعاية الشباب عن منصبه، وتعيين الأمير الشاب الخبير نواف بن فيصل رئيساً عاماُ جديداً يحمل كل طموح وهموم شباب الوطن.

الأمير سلطان بن فهد عرفته عن قرب وتعاملت معه بشكل كبير في الفترة الأخيرة، وأجزم أن هذا الرجل الكبير، الإنسان بمعنى الكلمة، أتخذ قراره بكل شجاعة وامتص كل الإحباط الذي أصاب الجميع، وتحمله لوحده في لحظة إيثار نادرة. فقد كان قراره بالابتعاد عن مهمته يعني أنه عاش كل لحظات الألم التي عشناها جميعا، وعانينا منها، ولكنه كان في موقع المسؤولية، وكعادته أراد أن يتحمل النتائج ليبعد الضغوط عن المنتخب السعودي، الذي قدم له الأمير كل ما يحتاج ليعزز من مكانة الكرة السعودية على كافة الأصعدة.

من عرفوا هذا الأمير الإنسان يعرفون عنه قدرته العجيبة على تحمل النقد والتعامل معه بكل رحابة صدر، فقد كان قريباً جداً من الأخرين يعيش أحلامهم ويتعامل مع واقعهم بإبتسامة دائمة.

لن يكون ابتعاد الأمير سلطان عن منصبه خسارة للرياضة السعودية على الإطلاق، ولكنه خسارة للرياضة العربية والإسلامية التي ستظل تذكر سلطان على أنه الرجل الذي لم يتوان أبداً عن خدمتها، ونذر نفسه من أجل رقيها.

شكراً سلطان وستظل تسكن الذاكرة النقية الوفية لك.

ونحن اليوم نعيش مرحلة الرئيس الشاب الأمير نواف بن فيصل، الذي يعي حجم المسؤولية التي تحملها بكل شجاعة، علينا أن نتعامل مع المرحلة بوعي أكبر واعتراف بأن المهمة ليست سهلة، ولكنها غير مستحيلة لمن يعرفون طموح نواف ومثابرته على العمل ، فخلال حياتي العملية تعاملت مع الكثيرين، ولكن تعاملي مع الأمير نواف وأسلوبه المميز في التخطيط للمستقبل يجعلني أكثر تفاؤلاً بالمرحلة القادمة، التي نحتاج فيها أن نقف جميعاً في أضلاع المسؤولية الرياضية، المسؤولون والرياضيون والإعلام والجمهور، وقفة صادقة ومتزنة وأمينة، واضعين أيدينا في يد رجل الرياضة الجديد من أجل أن ننهض رياضيا بطريقة مخطط لها، تقوم على الصدق في الطرح والتعامل.

والإعلام الرياضي بالتأكيد يعي تماماً حجم المسؤولية الملقاة على عاتقه في هذه المرحلة، وأجزم أن تعامله سيكون معياراً ومؤشراً على الرغبة في التغيير الإيجابي، والثقة في المستقبل وفي قدرة الشباب السعودي وإمكاناته. بالتأكيد نحن في الإعلام الرياضي جميعاً نثق في قدرة الأمير نواف على قيادة الدفة الرياضية، ولكننا نؤمن أيضاً أن الله مع الجماعة وأن وقفتنا معه ستزيد وتعزز فرص هذا النجاح.