«أنتم فشلتونا أيضا»!!

مساعد العصيمي

TT

أخفق المنتخب ولم يكن إخفاقا سهلا.. بل مدوٍ ويدعو إلى البؤس والخجل.. لكن هل المنتخب هو من فعل ذلك وحده فقط في الدوحة؟.. لا أخفيكم سرا أن من أعيانا ليس المنتخب فقط.. بل إن هناك بعض إعلام متكدس في الفضائيات قد جعلنا في محل الازدراء.. لا أقول كله.. فمن الزملاء من كان من اللباقة والحصافة ما يدعو للفخر والافتخار به.. لكن ماذا عن الآخرين أولئك الذين باتوا كالطبول الجوفاء بإمكان أي أحد أن يقرع عليها ليخرج الصوت النشاز.. انتشار.. تلاسن.. اختلافات.. بث للبغضاء.. تعصب أحمق.. وماذا بعد.. من جهتي أعتقد أن بعض الفضائيات باتت تقدم أمراضا لا دواء.. تعيث فسادا في العمل الرياضي من خلال اختياراتها البلهاء.. ليس المهم الفاهم الرزين.. بل «الملوسن الثرثار» الذي لا يلوي على حقيقة ولا يرتكز على معلومة.. فقط مناقشة قضايا تافهة.. والغوص في إسقاطات مخلة.. حتى بات الأمر كمجالس (.........)، كل يهرف بما لا يعرف.

نعم، زادت حمرة الخجل من إسقاطات وتباينات مخلة.. ليس حدوثها بسبب الخسائر.. بل هي فعل مستمر.. ويعلم الله أننا كنا نخجل إلى وقت قريب حين يذهب بعض منتمين لإعلامنا الرياضي إلى المحطات الأخرى ليهرفوا بإسقاطات تعصبية مثيرة للغرابة والاشمئزاز، وتتوالى الضحكات من قبل المستضيفين شماتة وفرجة مجانية.. والآن الأمر أكبر.. مسرحيات قائمة وبالألوان تحكي واقعنا البائس المريض.. الذي يعبر عن إعلام رياضي متعصب نشاز.. قوامه الكيد والبحث عما يغضب الآخر.. أما النجاعة والعمل الإعلامي الخلاق فلا مجال له.

نعم، أعيانا المنتخب.. لكننا ما زلنا للإعياء مستسلمين ومع ذلك نشير إلى أن في القنوات بعض قليل ممن أحسن إلينا علما وشرحا، لكن الكثرة السلبية تغلب.. من أولئك الذين زادوا من أوجاع كرة السعودية وفاقموا ألمها.. ضدية وعدائية وصراخا.. وماذا بقي بعد.. وحقيقة، فقد لفت نظري أحدهم ممن هدفه النبش بكل ما هو ضار والتعامي عن كل ما هو مفيد.. يحمل ضدية وجهلا مطبقا.. وللأسف، هناك إجماع على ضعف حجته وبلاهته.. لكن ما باليد حيلة.. وهو يحضر مستفيدا من العلاقات وضعف التقييم.

هل يستحق المشاهد السعودي ومن ثم الخليجي هذا العبث.. هل تستحق الكرة السعودية ما يحدث لها من قبل هؤلاء.. أجزم بأن من أحد أهم أسباب الخروج والتراجع المؤلم لكرتنا، هو ذلك الخطاب الإعلامي التافه الذي ينعق في آذاننا يوميا.. ذلك الذي صور للجميع خليجيا وعربيا أن كرتنا موبوءة، وأنا أعتقد أنها ستكون كذلك ما دام أن هؤلاء هم منظروها.. ولا حول ولا قوة إلا بالله.

[email protected]