كروبي: إذا وافقت السلطات الإيرانية على السماح لنا بالتظاهر.. سنثبت أن الحركة الخضراء حية

قال إن عدم إعطاء التصريح يعني أن ترحيب النظام بالمظاهرات في مصر زائف

صورتان عملاقتان للمرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي والرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد مرفوعتان إلى جانب صورة الرئيس السوري بشار الأسد على مبنى، حيث يقام معرض للتكنولوجيا الإيرانية بالقرب من دمشق (رويترز)
TT

أعلن مهدي كروبي، أحد قيادات المعارضة الإيرانية أول أمس، أن المظاهرة المقرر تنظيمها في طهران الأسبوع المقبل، والتي تهدف في الشكل إلى التضامن مع حركات التظاهر في مصر وتونس، تشكل اختبارا لكل من الحكومة الإيرانية ومعارضيها. وأوضح كروبي خلال مقابلة نادرة معه من طهران أجريت عبر رابط فيديو إنترنت، أنه نظرا لأن طهران تعمد لتصوير الأحداث في القاهرة وغيرها من المدن باعتبارها الثمار التي طال انتظارها لثورتها الإسلامية، فإن منع إصدار تصريح بمثل هذه المظاهرة سيكشف زيف موقف إيران الداعم للحركات العربية.

وقال كروبي، 72 عاما، متحدثا بالفارسية من منزله، حيث يعاني من العزلة: «أي حدث يتضمن ثورة شعب وكفاحه ضد الديكتاتورية في العالمين المسلم والعربي تفيدنا. وسيمثل الاثنين المقبل اختبارا للحركة الخضراء - إذا أصدرت الحكومة تصريحا، سننظم مظاهرة ضخمة وسنكشف إلى أي مدى ما تزال الحركة الخضراء حية».

وقال كروبي، المرشح السابق للرئاسة ورئيس البرلمان، إن جميع الأنباء المعروضة عبر وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية تسلط الضوء على البيانات الصادرة عن منظمات إسلامية وتركز على المخاوف الغربية من صعود «الإخوان المسلمين» في مصر. ومن هنا، تنطلق الضغوط على الحكومة الإيرانية للسماح بمسيرة عبر وسط طهران، الاثنين المقبل، والتي تحمل في طياتها مخاطرة التحول لمسيرة مناوئة للحكومة على نحو لم تشهده البلاد منذ عام. وأضاف كروبي: «إذا لم يسمحوا لأفراد شعبهم بالتظاهر، فإن هذا يتعارض مع كل ما يقولونه، ويبين أن ترحيبهم بالمظاهرات في مصر زائف».

وانتقد بعض المحللين وأعضاء المعارضة المسيرة المقررة ولمحوا إلى أن الحكومة من غير المحتمل أن تصدر تصريحا بها، الأمر الذي سيزيد من تثبيط الحركة. كما أنه من غير الواضح عدد الأفراد الذين قد يشاركون في المظاهرة، ذلك أن هناك شعورا بأن الحركة الخضراء تفتقر إلى نمط الأهداف الواضحة الذي ألهم التظاهرات في مصر.

من ناحيته، تساءل كريم سادجادبور، محلل الشؤون الإيرانية لدى «كارنيغي إنداومنت فور إنترناشونال بيس»: «ليس هناك إجماع داخل المعارضة الإيرانية حول ما يحاولون تحقيقه - هل هو إصلاح الجمهورية الإسلامية أم إنهاء وجودها؟ من العسير حشد تأييد الناس في الشوارع لصالح أهداف غامضة». أما كروبي فبينما اعترف بانحسار الحراك العام في وجه حملة إجراءات صارمة، قال إن «الحركة الخضراء» ما تزال تعمل لضمان الحقوق الأساسية التي ناضلت من أجلها: الانتخابات الحرة وحق التجمع وحق التعبير.

وقد حاولت الحركة تسليط الضوء على التعارض بين القمع الذي تمارسه الحكومة الإيرانية في الداخل وترحيبها بالمظاهرات السياسية في دول أخرى. وقد عرض الموقع الإلكتروني الخاص بمير حسين موسوي، أحد قادة المعارضة، مؤخرا صورتين جنبا إلى جنب، إحداها لضابط شرطة مصري يضرب متظاهرا، بينما حمل الجانب الآخر صورة مشابهة لقوات الأمن في طهران. واعترف كروبي بأنه يعيش في ظل ظروف أشبه بالإقامة الجبرية، مع مرابطة سيارتين أو ثلاث مكدسة بالحراس خارج منزله معظم الوقت، الأمر الذي يثبط الكثيرين عن زيارته. وأشار إلى أنه لم يتحدث إلى صحافي أجنبي منذ نحو ستة شهور، لكنه يجيب عن تساؤلات عبر البريد الإلكتروني من وقت لآخر. وأوضح كروبي أنه تمكن من التخطيط للدعوة للتظاهر بالتعاون مع موسوي مؤخرا خلال أحد لقاءاتهما القليلة. ولم يقررا ما إذا كانت المسيرة التي ستمر عبر وسط طهران ينبغي أن تكون صامتة، حسبما ذكر كروبي.

وفي حال نجاح المتظاهرين المصريين في تحقيق تغيير، فإن ذلك سيزيد الضغوط على عاتق الحكومة الإيرانية، حسب اعتقاد كروبي، لأنه سيعني أن كلا من تركيا ومصر، أكبر دولتين بالمنطقة من حيث عدد السكان، أكثر ديمقراطية عن إيران. وأضاف: «سيظهر ذلك أن إيران تقهقرت، وأنها لا تمضي قدما بناء على مبادئ الثورة التي أعلنت أن كل شيء ينبغي أن يعتمد على أصوات الشعب». واستطرد بأنه رغم أن فشل المظاهرات العربية سيكون انتكاسة على «الحركة الخضراء، فإن حركة المطالبة بالإصلاح ستستمر». وقال: «ربما يترك ذلك تداعيات سلبية على إيران، لكنه لن يكون قويا. إن لدينا مطالب خاصة بنا ورغبتنا في إقرار الحرية بمجتمعنا - لقد وعدتنا الثورة بالحرية ولم ننلها قط».

* خدمة «نيويورك تايمز»