عون بعد لقائه الأسد في حلب: نقدر مواقف سورية الداعمة للبنان وحرصها على الاستقرار

شارك في احتفال ديني إحياء لذكرى القديس مارون شفيع الطائفة المارونية

TT

التقى الرئيس السوري بشار الأسد، أمس، بالنائب ميشال عون، رئيس تكتل التغيير والإصلاح اللبناني، بعد أن توجه إلى مدينة حلب السورية حيث كان عون يشارك في إحياء عيد القديس مارون. وجاء في بيان رسمي مقتضب أن اللقاء تطرق إلى «الأوضاع في لبنان وجهود تشكيل الحكومة اللبنانية، وآخر التطورات على الساحتين العربية والإقليمية». وأضاف البيان أن اللقاء جرى بحضور وزير الطاقة والمياه اللبناني، جبران باسيل، ونقل البيان عن عون تعبيره عن التقدير «لمواقف سورية الداعمة للبنان وحرصها على كل ما من شأنه تعزيز وحدته واستقراره».

وهذا اللقاء هو الثاني للرئيس الأسد مع عون منذ سبتمبر (أيلول) الماضي، ويأتي ضمن سلسلة لقاءات للأسد مع مسؤولين لبنانيين، خلال الأشهر الأخيرة التي شهدت تصعيدا، على خلفية صدور قرار ظني عن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، وأزمة تشكيل حكومة بعد استقالة وزراء المعارضة.

وفي وقت سابق من يوم أمس، شارك عون في احتفال ديني إحياء لذكرى شفيع الطائفة المارونية.

ومع أن المناسبة التي شارك فيها نحو عشرة آلاف لبناني من الطائفة المارونية، على رأسهم عون، كانت مناسبة دينية للاحتفال بعيد القديس مارون، شفيع الطائفة المارونية، فإن حضور عون وكلمته التي ألقاها في القداس أرخت على المناسبة بظلال سياسية.

وقال عون في الكلمة التي ألقاها في مدينة حلب السورية أمس: «لن يستطيع أحد أن يأخذنا إلى خيارات مغايرة لخيارات شعبنا، أو أن يسرق منا جذورنا وتقاليدنا»، وقال: «سنبقى نجسد كل هذه القيم في حياتنا من أجل مستقبل راق ومتناغم، وما نقوم به اليوم يشكل منطلقا للحركة المشرقية ليصبح هذا المكان وكل منارة مسيحية وإسلامية معلما للعالم أجمع».

وعلى هامش الاحتفال قال عون، في تصريحات لقناة «الإخبارية» السورية، إن «المحادثات مع رئيس الحكومة المكلف، نجيب ميقاتي، ما زالت جارية، ولم نعلن شيئا عن مضمونها»، مستبعدا أن يكون ميقاتي «وصل إلى حد أن لديه صعوبات كبيرة»، وأشار إلى أن «آخر لقاء بين ميقاتي والوزير جبران باسيل كان بالأمس، وهو لم يبلغنا بشيء، فقط ما زلنا نبحث معه بالمواضيع الشائكة».

وفيما يخص المحكمة الدولية الخاصة بلبنان قال عون: «نحن نترقب القرار الذي سوف يصدر عن المحكمة الدولية، ولكننا لا نعتقد أن العدالة الدولية التي تطبق في لبنان هي العدالة السليمة والشفافة، لأنه عند ذلك سنكون نحن معها»، موضحا أنه «لا أحد منا يهرب من أمام العدالة، فكلنا يفتش عن العدالة، ولكن عندما يشوب هذه العدالة شهود زور ونظام مغطى تحت التأثير السياسي الدولي، عندها لا تعود العدالة عدالة».

وعن رؤيته لما يجري في مصر، قال عون إن الرئيس المصري حسني مبارك «قد رحل وانتهى، لأنه استخدم البندقية لحفظ الأمن، في مواجهة المظاهرات السلمية، التي لم تكن غير ذلك». ووصل عون إلى حلب، أول من أمس (الثلاثاء)، ضمن «رحلة الحج إلى الينبوع»، التي استمرت ليومين؛ الثلاثاء والأربعاء، ورافقه، بالإضافة إلى عائلته، وفد رسمي من حكومة تصريف الأعمال، ضم الوزيرين، جبران باسيل وفادي عبود، والنواب فادي الأعور وإبراهيم كنعان ونبيل نقولا وناجي غاريوس، والنائب السابق سليم عون، والدكتور بيار رفول، وقياديون في «التيار الوطني الحر»، ليشارك مع وفد شعبي ضم نحو عشرة آلاف شخص في قداس إلهي في براد لمناسبة اختتام يوبيل الـ1600 عام على وفاة القديس مار مارون.

وفي أول يوم من الزيارة، شارك عون في افتتاح «بارك أثري»، أسسته الحكومة السورية، ويضم بقايا الكنيسة الأولى التي أسسها مار مارون سنة 398م، في قرية كفرنبو. وهناك ألقى عون كلمة تحدث فيها عن مار مارون وتأسيس الكنيسة المارونية.

بعدها أقامت مطرانية السريان الأرثوذكس في حلب مأدبة غداء للعماد عون والوفد المرافق، حضرها عدد كبير من المطارنة ورجال الدين من كل المذاهب والمناطق السورية.