اغتيال وزير جنوبي داخل مكتبه في جوبا من قبل سائقه شقيق زوجته لخلافات عائلية

رئيس حكومة الجنوب يتعهد بمحاربة الفساد وإجراء الاستفتاء في منطقة أبيي الغنية بالنفط

TT

اغتيل وزير التعاونيات والتنمية الريفية في حكومة جنوب السودان جيمي ليمي ميلا في داخل مكتبه صباح أمس مع حرسه الخاص برصاص من سائقه، كما أعلن المتحدث باسم جيش الجنوب، فيما يبدو وكأنه خلاف شخصي. وأعلن الحداد في الجنوب لمدة 3 أيام تبدأ من اليوم، في وقت أعلن فيه رئيس حكومة الجنوب سيلفا كير ميارديت أن حكومته ستخوض حربا دون هوادة على الفساد، مشددا تمسكه بإجراء الاستفتاء في منطقة أبيي الغنية بالنفط والتي كان يفترض أن يتم فيها إجراء استفتاء متزامن مع الجنوب، الذي صوت لانفصاله ما يقارب 99% من أصوات الجنوبيين.

وقال وزير الداخلية في حكومة الجنوب قيير شوانق في تصريحات صحافية إن اغتيال وزير التعاونيات والتنمية الريفية جيمي ليمي ميلا، 62 عاما، حادث فردي ولا توجد له أي صلة سياسية، وأضاف أن القاتل واسمه إيمانويل ديفيد 32 عاما تربطه صلة قرابة بالوزير المقتول - صهره، مشيرا إلى أن الجاني قام بارتكاب جريمته بقتل الحرس الخاص والوزير ثم سلم نفسه دون أي مقاومة. وقال شوانق إن القانون سيأخذ مجراه وسيقدم القاتل إلى محاكمة في وقت قريب بعد انتهاء إجراءات التحقيق، نافيا وجود صراع في قبيلة «الفجولو» التي ينتمي إليها الوزير المقتول وقاتله، في إشارة إلى تعرض وزير الزراعة السابق الراحل سامسون كواجي الذي كان قد تعرض إلى محاولة اغتيال في العام الماضي في قريته «لانيا» بجنوب السودان وقتل في الحادث خمسة من حراسه، وهو أيضا من قبيلة «الفجولو» إحدى قبائل الاستوائية.

من جانبه قال وزير الإعلام في حكومة الجنوب دكتور برنابا مريال بنجامين في تصريحات صحافية إن القاتل قد تم القبض عليه بعد أن قام بتسليم نفسه عقب ارتكاب جريمته النكراء، وأضاف «لقد قام بتهشيم سيارة الوزير واستولى على بندقية كلاشنيكوف كانت بداخل السيارة ومن ثم قتل حرس الوزير ودخل إلى مكتبه وأطلق عليه الرصاص وأرداه قتيلا»، وقال إن الجريمة وقعت بسبب خلافات أسرية بين الجاني والمجني عليه وليست سياسية، معلنا الحداد لمدة ثلاثة أيام في الجنوب اعتبارا من اليوم.

وقالت مصادر لـ«الشرق الأوسط» من جوبا إن الوزير المقتول جيمي ليمي ميلا، الذي كان عضوا سابقا في حزب المؤتمر الوطني ومن ثم انضم إلى الحركة الشعبية التي تحكم الجنوب، متزوج من شقيقة الجاني إيمانويل ديفيد وكان سائقه الخاص - يقيم معه في المنزل - قبل أن يفصله في اليومين الماضيين، وأضافت أن الخلاف ربما حدث بعد أن قام ميلا بترحيل والدة زوجته إلى الخرطوم قبل أيام وعاد من دونها وبعدها توفيت. وتابعت المصادر «ربما اعتقد القاتل أن الوزير وراء مقتل أمه وأراد الانتقام، خاصة أن المقتول قام بفصله من العمل حيث كان يعمل سائقا له حتى أول من أمس وعين آخر بدلا عنه». وقالت المصادر إن الوزير سبق أن قام بفصل الجاني من وزارة الثقافة ومن ثم أعاده إلى الخدمة ليعمل معه في وزارة التعاونيات والتنمية الريفية.

من جهته وصف رئيس حكومة الجنوب سيلفا كير ميارديت مقتل وزير التعاونيات والتنمية الريفية بالجريمة البشعة، وقال في بيان صحافي إن الوزير استشهد في مكتبه أثناء تأديته واجبه الوطني، وتعهد بتأسيس دولة القانون في الجنوب وأن حكومته ستواجه أي انفلات أمني خاصة الجرائم التي تطول القيادات السياسية والحكومية.