الأسد يبحث مع سلطانوف الأحداث في مصر.. والمعلم: ندعم طموحات الشعب المصري

اتحاد كتاب سورية يشيد بـ«ثورة» المصريين ويندد باستعمال العنف تجاه المتظاهرين

TT

بحث الرئيس السوري بشار الأسد أمس مع مبعوث الرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط ألكسندر سلطانوف، التطورات على الساحة العربية والتداعيات المحتملة لما يجري في مصر وتونس على المنطقة. وسلم سلطانوف الأسد خلال اللقاء، رسالة خطية من الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف قال بيان رسمي إنها «تتعلق بالعلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين وتطورات الأوضاع في المنطقة». ولفت البيان إلى أن الحديث دار حول التطورات التي تشهدها الساحة العربية، وخصوصا في «مصر وتونس وآثار هذه التطورات والتحولات على المنطقة العربية والعالم والأسباب التي قادت إلى هذه التطورات الداخلية منها والخارجية». وذلك بالإضافة إلى بحث العلاقات الثنائية وسبل تطويرها وأهمية «التنسيق السوري - الروسي حول مختلف القضايا».

ووصل سلطانوف إلى دمشق صباح أمس الخميس ضمن جولة له في المنطقة التي تشهد أحداث كبيرة لا سيما في مصر التي زارها سلطانوف قبل قدومه إلى سورية، حيث التقى في القاهرة الرئيس المصري حسني مبارك وأعلن أن بلاده لن تتدخل في الشؤون الداخلية لمصر. وقال المبعوث الروسي إلى الشرق الأوسط ألكسندر سلطانوف إن الرئيس الروسي والحكومة الروسية يتابعان ببالغ الاهتمام التطورات الجارية حاليا على الساحة المصرية، موضحا أن «هذه المتابعة تعد مسألة طبيعية بسبب الدور المحوري والمهم لمصر باعتبارها دولة رئيسية في منطقة الشرق الأوسط».

إلى ذلك، وصف وزير الخارجية السوري وليد المعلم ما يجري في مصر بـ«ثورة شباب»، وقال: «هذه الثورة لا تتحدث عن الجوع والبطالة بل تتحدث عن ضرورة أن يكون لمصر موقعها في العالم العربي دون التدخل الخارجي الذي أضر بمصر كثيرا ولا يزال مستمرا حتى الآن». وأكد المعلم حرص سورية على «استقرار وأمن مصر ودعم طموحات الشعب المصري»، وأضاف في لقاء خاص مع وفد جمعية الصحافيين الكويتية نشر ما دار فيه يوم أمس: «يجب أن نترك للمصريين تقرير مصالح بلدهم وشعبهم، والدول دائما تخدم مصالحها ولا تراعي صداقاتها»، مؤكدا أهمية أن يكون القرار الوطني والقومي لأي بلد «نابعا من استقلالية القرار السياسي».

وتناول اللقاء عدة موضوعات أبرزها ما يجري في مصر والملف اللبناني وعملية السلام والعلاقات مع الولايات المتحدة الأميركية. وفي ما يخص لبنان، رأى المعلم أن «الاستقرار في لبنان يكمن في تشكيل حكومة وحدة وطنية تشمل كل أطياف المجتمع في لبنان»، وأن هذا ما يسعى إليه رئيس الحكومة المكلف في لبنان نجيب ميقاتي. وأكد أن تشكيل حكومة وحدة وطنية في لبنان «وصل إلى مراحله النهائية»، مؤكدا «حرص سورية على تحقيق الوحدة الوطنية في لبنان». وأشار إلى أن ميقاتي عندما كان رئيسا للحكومة اللبنانية عام 2005 ثبتت نزاهته وحرصه على أن يكون وسيطا بين كل الفئات اللبنانية، مشددا على حرص سورية على «تشكيل هذه الحكومة والسعي إلى إقامة أفضل العلاقات مع لبنان على غرار ما حصل مع العراق»، متمنيا أن يتم البدء في تنفيذ 18 اتفاقية وقعت مع رئيس الحكومة السابق سعد الحريري.

من جهة أخرى، أشاد اتحاد كتاب سورية بـ «ثورة» المصريين، واعتبر الاتحاد الذي يرأسه الدكتور الباحث حسين جمعة، أن «الثورة جاءت لتنادي بالحرية والعدالة الاجتماعية والتغيير السياسي والعودة إلى تبني مصر للقضايا الوطنية والقومية العربية». وندد الاتحاد في بيان صدر أمس باستخدام العنف مع المتظاهرين.

وقال البيان إن «الثورة رفعت الغطاء عن الفاسدين الذين سرقوا قوت الشعب»، وأعلن «الوقوف التام والحازم إلى جانب الشعب المصري بكل فئاته وشرائحه الاجتماعية من أجل تحقيق أهدافه ومطالبه المشروعة». وأدان البيان الذي جاء بعد نحو عشرة أيام على بيان تضامني وقعه عدد كبير من المثقفين والأدباء السوريين المستقلين لتأييد الشباب في تونس مصر «التدخل الغربي في الشؤون المصرية بغية إخماد نيران هذه الثورة الوطنية التي تنادي بالحرية، والعدالة، والديمقراطية، والعيش الكريم». كما أدان «كل أشكال التعسف والظلم والاعتقال والقمع والتعذيب وحجز الحريات التي قامت بها أجهزة الأمن المصرية ضد التظاهرات السلمية لأبناء الشعب» في تلك الأثناء طالبت نحو تسع جهات حقوقية مدنية في سورية السلطات السورية بالإفراج الفوري عن الروائي السوري عبد الناصر العايد. وفي بيان صادر عن تسع منظمات مدنية أعربت فيه عن قلقها «البالغ إزاء استمرار السلطات السورية باتباع سياسة متشددة في تعاملها مع الناشطين السياسيين عبر الاعتقال التعسفي الذي يجري خارج إطار القانون بموجب حالة الطوارئ المعلنة في البلاد»، وذلك بعدما «علمت أن عناصر من أجهزة الأمن السورية بلباس مدني قامت باعتقال الكاتب والروائي السوري عبد الناصر العايد يوم الجمعة 4/ 2/ 2011 واقتادته إلى جهة مجهولة، وذلك بعد أن كان تم توقيفه لعدة ساعات في اليوم السابق تعرض خلالها لمعاملة مسيئة وحاطة بالكرامة».