باكستان والهند تستأنفان الحوار.. وواشنطن تأمل بنتائج «إيجابية»

معهد أبحاث أميركي: إسلام آباد تزيد على ما يبدو إنتاجها النووي

TT

اتفقت باكستان والهند على استئناف الحوار بينهما «حول جميع المسائل»، وذلك بعد أكثر من عامين على انهيار مفاوضات السلام بين الجارين النوويين، حسبما أفادت به مصادر متطابقة من الجانبين. واتخذ القرار خلال لقاء عقد الأحد بين وزير الدولة الهندي للشؤون الخارجية نيروباما راو ونظيره الباكستاني سلمان بشير، على هامش قمة إقليمية في ثيمفو عاصمة بوتان. وأكدت الخارجية الباكستانية في بيان أن البلدين «اتفقا على استئناف الحوار حول جميع المواضيع». وسيتوجه وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قريشي إلى الهند في يوليو (تموز) المقبل لهذه الغاية، كما وعدت إسلام آباد في بيان الوزارة.

وعلى الفور، رحب البيت الأبيض بالخطوة، وقال المتحدث باسم الرئاسة الأميركية، روبرت غيبس، إن الولايات المتحدة تأمل بأن يتمخض استئناف محادثات السلام بين الهند وباكستان عن نتائج إيجابية. وأضاف للصحافيين المرافقين للرئيس الأميركي باراك أوباما على متن الطائرة رقم واحد للسلاح الجوي، أن الرئيس الذي زار الهند أواخر العام الماضي شجع الجانبين على استئناف المحادثات مجددا.

وكانت نيودلهي علقت محادثات السلام مع إسلام آباد التي بدأت في 2004 وتتناول بشكل أساسي النزاع حول منطقة كشمير، إثر اعتداءات مومباي في نوفمبر (تشرين الثاني) 2008 التي أوقعت 166 قتيلا. غير أن البلدين عاودا الاتصالات بينهما في 2010. ويعود آخر لقاء بين وزيري خارجية البلدين الباكستاني شاه محمود قريشي والهندي س.م. كريشنا إلى يوليو 2010 في إسلام آباد. وكان ذلك ثالث لقاء رفيع المستوى منذ حصول تقارب بين البلدين قبل ستة أشهر من ذلك، بتشجيع من الأميركيين. وبحسب فيشنو براكاش، المتحدث باسم الخارجية الهندية، فإن سلطات البلدين ستتعاون في الأسابيع والأشهر القادمة لـ«إنجاز عمل تمهيدي ضروري» قبل لقاء وزيري الخارجية المقرر في يونيو (حزيران) أو يوليو المقبل.

لكنه رفض أن يؤكد إن كان الأمر يتعلق باستئناف كامل لعملية السلام التي علقت بعد هجمات 2008. وأكد «لا نزال في سياق نهج يقضي بالتقدم خطوة خطوة»، معتبرا أن هذا النهج «ضروري للحد من انعدام الثقة» بين البلدين.

وتتهم الهند باكستان باستمرار بعدم محاربة المجموعات المتطرفة التي تنشط على أراضيها بشكل كاف. ومن هذه المجموعات «عسكر طيبة» التي تتهمها الهند بالضلوع في اعتداءات مومباي. وخاضت الهند وباكستان، القوتان العسكريتان النوويتان المتجاورتان، ثلاث حروب حتى الآن، منها اثنتان بسبب منطقة كشمير المتنازع عليها، منذ استقلالهما المتزامن في 1947 وتقسيم الإمبراطورية البريطانية للهند.

وفي سياق متصل، قال معهد أبحاث أميركي إن باكستان قد تكون بصدد زيادة إنتاجها من المعدات النووية لأن هناك عناصر تثبت أنها تقوم بأشغال بناء مفاعل رابع في موقع خوشاب النووي. ويستند معهد العلوم والأمن الدولي، وهو مركز أبحاث في واشنطن، في تقرير أصدره أول من أمس، إلى صور التقطتها أقمار صناعية في 15 يناير (كانون الثاني) الماضي وتظهر، كما قال، المراحل الأولى لبناء مفاعل عسكري رابع يفترض أن يكون بحجم اثنين من المفاعلات الثلاثة الموجودة. وكتب المعهد في تقريره أن «باكستان مصممة على إنتاج كميات كبيرة من البلوتونيوم لإنتاج أسلحة نووية». وأشار إلى أنها بدأت منذ الإعلان عن بناء مفاعلها الأول بخوشاب في 1998 بناء مفاعل ثان في الموقع عام 2000-2002 وثالث في 2006.

وتفيد بعض التقديرات بأن باكستان ضاعفت على ما يبدو ترسانتها النووية في السنوات الأخيرة، فارتفعت إلى أكثر من 100 (عدد الأسلحة التي تنشرها)، بينما كانت هذه الترسانة تقدر بما بين 30 و60 سلاحا نوويا قبل 4 سنوات فقط.