أوباما: نشاهد التاريخ يصنع.. وسنقوم بكل ما في وسعنا من أجل انتقال حقيقي في مصر

واشنطن تبحث تداعيات سلطة عسكرية في مصر وتطالب بانتخابات حرة.. باريس تشدد على مبدأ عدم التدخل

TT

كرر الرئيس الاميركي باراك اوباما عزم بلاده على ضمان «انتقال حقيقي ومنتظم» للسلطة في مصر، في وقت كانت الادارة الاميركية تدرس تداعيات سلطة عسكرية في مصر في حال ما تم تولي المجلس الاعلى للقوات المسلحة قيادة البلاد. وفي تصريحات مقتضبة حول مصر، قال اوباما: «نريد من كل المصريين ان يعرفوا أن أميركا ستدعم عملية انتقال حقيقية». وبينما كانت الأمور في القاهرة غامضة ترقبا لإلقاء الرئيس المصري حسني مبارك خطابه، فضل اوباما انتظار تصريحات مبارك قبل التعليق على التطورات في مصر. لكنه قال: «الامر الواضح تماما هو اننا نشاهد التاريخ وهو يصنع، شباب مصر والشعب المصري يطالب بالتغيير». واضاف: «الشباب المصري كان في المقدمة، جيل جديد يريد الاستماع الى صوته». وتابع: «نريد الشباب المصري وكل المصريين ان يعلموا بأننا سنقول بكل ما في وسعنا من اجل انتقال حقيقي ومنتظم في مصر». وحصل اوباما على اتصالات عدة من مستشار الامن القومي الاميركي توم دونيلون، ليبقيه على علم بالتطورات في مصر بينما كان اوباما يزور ولاية ميتشيغان في زيارة مجدولة مسبقا. وقال الناطق باسم البيت الابيض روبرت غيبس ان اوباما «يتابع الاحداث عبر التلفزيون» على متن الطائرة الرئاسية. وقال غيبس للصحافيين من على متن الطائرة الرئاسية «اير فورس»: «اننا نتابع وضعا شديد التقلب. الرئيس يشاهد الشئ نفسه» عبر شاشات التلفزيون. وجاءت تصريحات اوباما بعد ظهر امس في توقيت واشنطن بعد ان التزم الناطقون باسم البيت الابيض ووزارة الخارجية الاميركية بالصمت، حول التطورات في مصر، مفضلين انتظار خطاب الرئيس المصري. الا ان رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية «سي.آي.ايه» ليون بانيتا كان قد صرح صباح امس بأن الرئيس المصري «قد يتنحى الليلة»، مما اثار توقعات بتنحي مبارك. الا ان بانيتا سارع لينفي حصوله على معلومات مؤكدة حول تنحي الرئيس المصري، قائلا ان تصريحاته مبنية على تقارير صحافية. ولكن تحدث بانيتا خلال جلسة استماع امام الكونغرس الاميركي، عن اهمية دور الجيش المصري في المرحلة المقبلة، قائلاً إن «ولاء الجيش امر يهمنا الآن».

ودارت اجتماعات متواصلة في وكالات الاستخبارات الاميركية، بالاضافة الى وزارتي الدفاع والخارجية والبيت الابيض حول مصر، وحول تبعات تولي مجلس القوات المسلحة القيادة في البلاد. وتشدد الادارة الاميركية على اهمية ان تكون هناك سلطة مسؤولة تضمن عملية انتخابات حرة وعادلة، تشمل جميع اقطاب المعارضة. يذكر ان الادارة الاميركية تقليديا ترفض التعامل مع حكومات تنتج عن انقلاب عسكري، ولكن في الوقت نفسه تواصلت الاتصالات بين البنتاغون وقيادات الجيش المصري لضمان المرحلة الانتقالية. وتزامنا مع التطورات في مصر، كان وكيل وزير الخارجية جيم ستاينبرغ يقدم شهادته امام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب الاميركي. وبينما حرص ستاينبرغ على عدم توضيح اذا كان لديه معلومات حول مصر ورئاسة مبارك، شدد المسؤول الاميركي على اهمية المرحلة المقبلة في ضمان مشاركة واسعة للمعارضة في المرحلة المقبلة والاستعداد للانتخابات. وقال ستاينبرغ: «التغييرات للشرق الاوسط، لا محالة منها»، ولكن يجب العمل على ضمان سلامة هذه التغييرات. واضاف: «الامر يتطلب خطوات دستورية، وانهاء حالة الطوارئ وانتخابات حرة وعادلة.. السلام بين اسرائيل ومصر ليس فقط من مصلحة اسرائيل بل المنطقة كلها». واضاف «نتوقع من الجيش ان يقر بأهمية التواصل». وبينما سأل عدد من اعضاء الكونغرس حول استمرار الدعم المالي لمصر وخاصة القوات المسلحة، في حال سيطر الجيش على القيادة، دافع ستاينبرغ عن اهمية مواصلة الدعم المالي لمصر، قائلاً ان المساعدات المالية «جزء اساسي من قوتنا الناعمة». ولكنه اضاف: «علينا ان نكون واضحين مع المصريين بأن هناك نتائج في حال لم تكن نتائج التغيير تتماشى مع قيمنا ومبادئنا». وسأل النائب مايكل بنس عن توقعات وزارة الخارجية بتنحي مبارك، ليمتنع ستاينبرغ عن الرد، قائلاً: «لقد وضعنا مبادئ عدة نتوقع الالتزام بها». وطالب عضو مجلس النواب الاميركي الجمهوري ايد رويس بـ«حكومة تحترم شعبها وليست فاسدة، اضيفوا ذلك لتصريحاتكم»، في حديثه لستاينبرغ وموجها كلامه للمسؤولين الاميركيين.

من جهة اخرى، اعلنت وزارة الخارجية الاميركية وفاة موظف مصري لديها في القاهرة. وقالت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون في بيان امس: «اقدم تعازي لأصحاب وأحباء خيري رمضان علي، وهو عضو في عائلة سفارتنا في القاهرة، الذي اختفى يوم 28 يناير (كانون الثاني) وقد تم تأكيد وفاته». ولم تكشف الخارجية الاميركية تفاصيل وفاة علي، الذي عمل 18 عاما مع السفارة الاميركية. وفي باريس ذكرت الخارجية الفرنسية بأنها ما زالت متمسكة بمبدأ عدم التدخل، ردا على سؤال حول التوتر الذي ظهر الاربعاء بين واشنطن والقاهرة، بسبب قيام مصر بإصلاحات غير كافية بحسب الولايات المتحدة. وردا على سؤال خلال مؤتمر صحافي حول موقف فرنسا حيال الانتقادات الاميركية، أشار المتحدث باسم الخارجية برنار فاليرو إلى تصريح ادلت به الثلاثاء وزيرة الخارجية الفرنسية. وكانت ميشال اليو ـ ماري قالت امام الجمعية الوطنية ان «اتفاقا بين كافة الاطراف لن يكون سهلا» و«من الضروري ان اذكر بأن مبادءنا، مبادئ سياستنا الخارجية تنص على عدم اتخاذ قرارات عن الشعوب، بل دعمها وتشجيعها». واضاف فاليرو ان اليو ـ ماري قالت ايضا ان «عملية الانتقال الى الديمقراطية تتم تدريجيا في مصر، كما سبق واعربنا عن املنا».