يوم من التصريحات والتضارب حول مبارك بعد بيان الجيش المصري

قائد المنطقة المركزية العسكرية أبلغ المحتجين: كل ما تريدونه سيتحقق

TT

وسط يوم حافل بالتطورات في مصر، تراوحت التصريحات والتوقعات قبل البيان الذي ألقاه الرئيس المصري حسني مبارك مساء أمس حول ما إذا كان سيتنحى من منصبه أو سيفوض سلطاته، وذلك بعد «البيان رقم واحد» الذي أصدرته القوات المسلحة المصرية ظهر أمس. وقال حسام بدراوي الأمين العام للحزب الوطني الديمقراطي الحاكم في مصر لتلفزيون هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) أمس إنه سيندهش إذا ظل الرئيس حسني مبارك رئيسا حتى اليوم. وقال بدراوي لـ«بي بي سي» في مقابلة هاتفية على الهواء مباشرة إنه يعتقد أن الشيء الصحيح الذي يتعين القيام به الآن هو اتخاذ الإجراء الذي يرضي المحتجين. وأكد بدراوي في المقابلة أنه تحدث مع الرئيس المصري وأبلغه أن الموقف الصحيح هو أن يخرج من المشهد حاليا. وأضاف بدراوي أنه يرى فرصة في هذه الأزمة لأن أولئك الشباب وأبناء الطبقة المتوسطة المتعلمين نجحوا في ما فشل جميع السياسيين في تحقيقه على مدى سنوات مضت. ونفى بدراوي شائعات عن أن مبارك قد يظل يمارس دورا من وراء الستار خلف نائبه عمر سليمان، وقال إنه لا يعتقد أن ذلك ممكن. وبعدما نسب إليه أن الرئيس قد يتنحى، قال أحمد شفيق رئيس الوزراء المصري للتلفزيون المملوك للدولة أمس الخميس إن الرئيس حسني مبارك ما زال في السلطة ولم يتخذ أي قرار يغير من هذا الموقف. وقال شفيق إن مبارك القائد الأعلى للقوات المسلحة يخطر بكل ما يدور في المجلس الأعلى للقوات المسلحة.

كما أكد إثر إعلان قيادة القوات المسلحة أنها «تبحث التدابير» الكفيلة بالحفاظ على الشعب المصري! أنه لا يزال «كل شيء في يد الرئيس حسني مبارك». وأضاف شفيق أن «كل ما يدرس في المجلس الأعلى للقوات المسلحة يخطر به القائد الأعلى للقوات المسلحة» أي الرئيس مبارك. وكان أحمد شفيق أبلغ تلفزيون «بي بي سي» أن مبارك قد يتنحى، حسب «رويترز».

وكان المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية أصدر أمس الخميس «البيان رقم 1» وأعلن فيه تأييده لمطالب الشعب «المشروعة» وقرر الاستمرار في الانعقاد بشكل دائم! وذلك وسط أنباء متواترة عن إمكانية تنحي الرئيس حسني مبارك خلال ساعات.

وبعد سريان أنباء التنحي، أبلغ وزير الإعلام المصري «رويترز» أمس أن الرئيس مبارك لا يزال ممسكا بالسلطة ولن يتنحى، وذلك بعدما أوردت وسائل إعلام دولية أنباء عن تنحي الرئيس المخضرم في وقت لاحق. وقال أنس الفقي: «الرئيس لا يزال في السلطة ولن يتنحى. الرئيس لن يتنحى وكل شيء سمعتموه في وسائل الإعلام مجرد شائعات».

وأعلن الجيش المصري الذي أصدر ما سماه «بيان رقم واحد» أنه يتحرك للحفاظ على الوطن وتطلعات الشعب بعد اجتماع للمجلس الأعلى للقوات المسلحة. وقالت «رويترز»: «لم يكن مبارك، وهو قائد سابق للقوات الجوية، موجودا في اجتماع المجلس».

وقال نبيل عبد الفتاح من مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية إن «اجتماع الجيش من دون مبارك وهو القائد الأعلى للقوات المسلحة يعني أن الجيش استولى على السلطة، وأتوقع أن يتم إعلان هذا بعد قليل من خطاب مبارك الذي يذاع تلفزيونيا».

وأظهر التلفزيون الحكومي لقطات لمبارك وهو جالس خلف مكتبه في صمت خلال اجتماع مع نائبه عمر سليمان. وقال التلفزيون إنهما اجتمعا أمس، إلا أن التوقيت لم يتضح خلال اللقطات. واستقبلت الأنباء الخاصة باحتمال قيام الرئيس البالغ من العمر 82 عاما بتسليم السلطة، بهتافات حماسية عالية في ميدان التحرير بالقاهرة مركز المظاهرات المطالبة بالديمقراطية. لكن بعضا من الموجودين في الميدان سارعوا بالاعتراض قائلين إنهم لا يريدون حكما عسكريا.

وقال حسن الرويني قائد المنطقة المركزية بالجيش المصري لعشرات الألوف من المتظاهرين في ميدان التحرير: «كل ما تريدونه سيتحقق». ودعا اللواء الرويني المحتجين لترديد النشيد الوطني والحفاظ على أمن مصر. وهتف المتظاهرون قائلين: «الشعب يريد إسقاط النظام. وقد سقط النظام». وغنى آخرون قائلين: «مدنية مدنية.. لا نريدها عسكرية»، في نداء من أجل حكومة مدنية منتخبة بشكل حر.