الإضرابات والاحتجاجات توقف الحياة في ربوع مصر

إشعال النار في مديرية أمن بورسعيد وقطع الطريق الدولي وخطوط السكك الحديدية بالإسكندرية

محامون مصريون ومتظاهرون ضد النظام يحلقون حول شاحنة عسكرية قرب قصر عابدين الرئاسي وسط القاهرة أمس (أ.ف.ب)
TT

شهدت مختلف المحافظات المصرية أكبر موجة إضرابات واحتجاجات لعمال وموظفين في القطاعين الحكومي والخاص للمطالبة بتحسين أوضاعهم المالية وتثبيت العمالة المؤقتة. ففي الإسكندرية، ضربت الاعتصامات كافة القطاعات الحيوية في المدينة وأصابتها بالشلل التام، حيث تجمع الآلاف في محطة الرمل مطالبين برحيل النظام الحاكم، وحاصر أكثر من عشرة آلاف متظاهر في منطقة وادي القمر غرب الإسكندرية مجمع شركات البترول وقطعوا الطريق الدولي ومنعوا مرور السيارات، وفي منطقة القباري تجمع أكثر من ثلاثة آلاف عامل من عمال ورش الصيانة بهيئة السكك الحديدية وقطعوا خطوط قطارات البضائع عن كافة محافظات مصر، احتجاجا على سوء أوضاعهم المالية وتردي رواتبهم.

وفي منطقة العجمي (غرب الإسكندرية)، حاصر المئات من العاملين والموظفين حي غرب احتجاجا على قيام رئيس الحي بحرمانهم من الحوافز المادية، مطالبين بتحسين أوضاعهم.

كما تظاهر المئات من المذيعين والمخرجين والمصورين والعاملين بالقناة الخامسة المحلية لمدينة الإسكندرية للمطالبة بعزل وزير الإعلام أنس الفقي، وتظاهرت ثلاثة آلاف أسرة من أهالي الأطفال ضحايا نقل دم الملوث بالمستشفى الجامعي للمطالبة بمحاكمة وزير الصحة السابق حاتم الجبلي، بينما أضرب الآلاف من عمال شركات عز الدخيلة المملوكة لرجل الأعمال أحمد عز القيادي السابق بالحزب الوطني الحاكم عن العمل بسبب تدني الأجور. وفي محافظتي كفر الشيخ والغربية بدلتا مصر تجمع الآلاف من العمال للمطالبة بتحسين أوضاعهم المادية. وفي بورسعيد، قام المحتجون بإشعال النار في طابقين من مبنى مديرية الأمن، و20 سيارة شرطة، وإشعال النار بمبنى الصندوق الاجتماعي للتنمية ومبنى الغرفة التجارية وواجهات مكتب البريد ومكتب التليفون والتلغراف ومكتب هيئة قضايا الدولة ومديرية التموين والتجارة الداخلية.

وفي أسوان بصعيد مصر، تجمهر ألفا مزارع من شباب الخريجين وصغار المزارعين المنتفعين بقرية المنار بوادي النقرة (شمال المحافظة على بعد 50 كيلومترا) للمطالبة بتسليمهم أراضيهم ووحداتهم السكنية التي لم يتم تسليمها لهم منذ 5 سنوات، كما تجمهر المئات من المزارعين أمام مقر بنك التنمية والائتمان الزراعي بمدينة إدفو (التي تبعد 100 كيلو شمال أسوان) للمطالبة بإسقاط مديونياتهم لدى البنك. وفي الأقصر، نظم المئات من العاملين بقطاع النظافة بديوان عام محافظة الأقصر وقفة احتجاجية أمام مكتب الدكتور سمير فرج محافظ الأقصر، وطالبوا بتثبيت العمالة المؤقتة وزيادة الرواتب، واعتصم أكثر من 200 موظف وعامل داخل مصنع تعبئة البوتاجاز بمنطقة الطود جنوب الأقصر مطالبين بالتثبيت.

وفي قنا، نظم المئات من العاملين بجامعة جنوب الوادي ومديرية الري ومستشفى جراحات اليوم الواحد وقفة احتجاجية للمطالبة بالتثبيت الفوري، وأضرب أكثر من 200 عامل بالشركة المصرية لصيانة الأجهزة (صيانكو) عن العمل حتى يتم الاستجابة لمطالبهم بالتثبيت ومساواتهم بالعاملين في شركات البترول، ونظمت نقابة المحامين وقفة احتجاجية أمام محكمة الاستئناف للمطالبة بالإفراج عن المعتقلين السياسيين وتشكيل حكومة إنقاذ وطني. وفي محافظة البحر الأحمر، تظاهر العشرات من العاملين بالشركة العامة للبترول بمدينة رأس غارب للمطالبة بالتثبيت بعد أن قضوا أكثر من 10 أعوام كعمالة مؤقتة، وردد المتظاهرون هتافات ضد النظام وضد سامح فهمي وزير البترول المصري.

وفي محافظتي أسيوط وسوهاج، أضرب الآلاف من عمال المصانع عن العمل للمطالبة بتحسين الأجور. وفي محافظة الفيوم، تجمهر العشرات من شباب الخريجين أمام مديرية القوى العاملة للمطالبة بتوفير فرص عمل، وتظاهر العاملون بعقود أمام مقر مديرية التربية والتعليم احتجاجا على ما سموه «عدم اتخاذ مسؤولي المديرية إجراءات فعلية لتثبيتهم»، ونظم المئات من شباب وفتيات محافظة بني سويف مظاهرة أمام مقر القوى العاملة للمطالبة بإسقاط النظام، وقطع العشرات من أهالي قرية العدوة (التي تبعد 3 كيلومترات عن المحافظة) طريق القاهرة/ الفيوم أمام السيارات التي تنقل البترول من آبار القرية اعتراضا على تصريحات وزير البترول التي ادعى فيها أن الفيوم ليس بها آبار للبترول.

وشهدت الإسماعيلية 6 إضرابات للعاملين في جامعة قناة السويس وشركات ومستشفيات ومؤسسات حكومية احتجاجا على تدهور الأوضاع المالية والمطالبة بتثبيت العمالة المؤقتة وزيادة الأجور وصرف المستحقات المالية المتأخرة للعاملين، كما أضرب العشرات من الإداريين والعاملين بكليات ومستشفى جامعة قناة السويس وشركة «بتروتريد للغاز الطبيعي» عن العمل للمطالبة بتثبيت العمالة المؤقتة.

وفي السويس، تظاهر نحو 3 آلاف متظاهر من مختلف القوى السياسية والمعارضة بمنطقة الأربعين للمطالبة بإقالة محافظة السويس وتوفير فرص عمل للشباب العاطلين، وشهدت المدينة احتجاجات عمالية موسعة للمطالبة بتحسين أوضاعهم المالية ورفع أجورهم، وقام المئات من أصحاب الورش الصناعية بقطع طريق السويس/ الإسماعيلية احتجاجا على تحمليها تكاليف إضافية والإيجارات المرتفعة للوحدات الصناعية التي يمتلكونها بمدينة الحرفيين، ودخل عمال مجزر ميناء العين السخنة والعاملين بمستشفى التأمين الصحي في اعتصام مفتوح، وواصل المئات من العاملين بشركات هيئة قناة السويس احتجاجاتهم لليوم الثالث على التوالي بسبب تجاهل إدارة قناة السويس بمساواتهم بالعاملين بهيئة قناة السويس ومطالبين بتحسين الأجور، وفي شركة القناة لأعمال الموانئ والمشاريع الكبرى واصل المئات اعتصامهم أمام مقر الشركة مطالبين بتثبيت العمالة المؤقتة ورفع الأجور.