الطوارئ والشرطة جهازان كارثتان

TT

* تعقيبا على خبر «مليونية جديدة للرحيل رغم (خريطة الطريق)»، المنشور بتاريخ 9 فبراير (شباط) الحالي، أقول: إن الخطأ الذي وقع فيه الرئيس مبارك هو أنه استسلم لمبررات الشرطة في مد حالة الطوارئ، وتركه مساحة واسعة لهذه المؤسسة للتدخل في حياة المواطنين، كما أن أمين التنظيم السابق في الحزب الوطني لم يكن ناضجا سياسيا، وقد أسهم ذلك في إفساد الحياة السياسية والانتخابات التشريعية. إن ما تم عرضه في بداية الأحداث على الرئيس مبارك وابنه جمال، الذي يحظى بقبول شعبي، هو وجود تجاوزات محدودة تمكن معالجتها. وبعد خروج الشرطة بالمظهر المشين الذي رأيناه، وتعبير المصريين عن عدم قناعتهم بالانتخابات، وسقوط قتلى خلال المظاهرات، أصبح الموقف ملتهبا. مشكلة مصر بعد 25 يناير (كانون الثاني)، تتلخص في أن الشعب المصري الذي عانى لفترات طويلة قانون الطوارئ، في ظل مبررات غير كافية، كما عانى تحكم الشرطة في حياته بصورة سلبية، وفساد مؤسسات الحزب وغير ذلك من تجاوزات.. ذلك كله جعله يحمِّل مبارك المسؤولية المباشرة.

د. أحمد إبراهيم عبد السلام [email protected]