الحريري يستعد لإلقاء كلمة مهمة في ذكرى اغتيال والده يحدد فيها موقفه من الفترة المقبلة

قيادي في «المستقبل»: الانقلاب العسكري غير المسلح في لبنان يملي علينا تحديد المواقف السياسية

TT

يستعد تيار «المستقبل» لإحياء ذكرى اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري يوم الاثنين المقبل، في 14 فبراير (شباط)، مستعيضا عن التجمعات الشعبية التي دأب على تنظيمها في السنوات الخمس الأخيرة بمهرجان خطابي مركزي يقام في مجمع البيال وسط بيروت. وينتظر أن يكون فيه لرئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري كلمة مهمة وشاملة تؤكد - وفق مصادر تيار «المستقبل» - ما قاله الحريري سابقا لناحية أن «ما قبل الاستشارات شيء وما بعدها شيء آخر».

ويأتي إحياء تيار المستقبل وحلفائه في قوى «14 آذار» لذكرى اغتيال الحريري بعد التطورات السياسية الأخيرة التي شهدتها الساحة اللبنانية والتي أبعدت سعد الحريري عن رئاسة الحكومة اللبنانية والإمساك بالأكثرية النيابية، بعد أن حسم رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط، الذي كان أحد أبرز أركان قوى «14 آذار»، قراره لناحية الوقوف إلى جانب «سورية» وحزب الله.

وفيما يراهن تيار المستقبل وحلفاؤه على استعادة مشهد التجمعات الشعبية في «14 آذار» المقبل، أوضح عضو المكتب السياسي لتيار المستقبل راشد فايد، في اتصال مع «الشرق الأوسط»، أنه «عادة ما كان يتم الاحتفال بذكرى «14 شباط» في مساحة مفتوحة وبذكرى «14 آذار» في مساحة مغلقة، إلا أننا ارتأينا العكس هذا العام نظرا لأن الأحداث الأخيرة تملي تحديد مواقف سياسية، بسبب الانقلاب العسكري غير المسلح الذي شهده لبنان».

وأشار إلى أنه سيقرر اليوم عدد المتكلمين وهوياتهم في الاحتفال الخطابي، وسيكون فيه للرئيس الحريري كلمة تؤكد موقفه السابق لناحية أن «ما قبل الاستشارات والتكليف شيء وما بعدهما شيء آخر». وشدد على أنه «لا مبرر لكل التأويلات» على خلفية التداول بأن إحياء ذكرى «14 شباط» في مهرجان مركزي يأتي خوفا من عدم قدرة «المستقبل» على الحشد الشعبي. وقال: «هذا الكلام ليس في مكانه، بدليل أن «14 شباط» هي مناسبة لتذكر الرئيس الشهيد وتحديد المواقف السياسية، في حين أن «14 آذار» هي ذكرى انتفاضة اللبنانيين على الوضع القائم في ظل عهد الوصاية عام 2005»، معتبرا أن «لكل مناسبة مقامها ولكل مناسبة مقالها».

وذكر فايد أن «المهلة التي تفصل «14 شباط» عن «14 آذار» هي شهر واحد»، مشددا على أن «جماهيرية «14 آذار» لا تزال نفسها كما في العام 2005، لأنها لن تتخلى عن قضيتها وهي تشعر اليوم بأن هذه القضية على المحك والمطلوب التماسك من أجلها». وأوضح أن «ذكرى «14 آذار» ليست استفتاء على شخص بل هي موقف نابع من الجماهير، بدليل أنها لم تنتظر في العام 2005 إشارة من القيادة السياسية بل عبرت عن نفسها وتبعتها القيادة السياسية، واليوم الناس مجددا ستعبر عن نفسها».

وعما إذا كانت ستوجه دعوة للحزب التقدمي الاشتراكي ورئيسه النائب وليد جنبلاط للمشاركة في احتفال البيال أم أن الدعوات ستقتصر على أركان قوى «14 آذار»، أجاب فايد: «إذا كان الحزب التقدمي الاشتراكي يعتبر نفسه ضمن قوى «14 آذار» فهو حتما مدعو»، مشيرا في الوقت عينه إلى أن «الوقائع تشير إلى عكس ذلك». وأوضح أن قرار توجيه الدعوات إلى السفراء العرب والأجانب لم يتخذ بعد، لكن في حال اتخذ القرار فلن يتم استثناء أي منهم.

وكان النائب في كتلة «المستقبل» النائب زياد القادري قد أشار أمس إلى أن «كلام الرئيس الحريري سيشفي غليل الكثيرين ويكشف الأبيض من الأسود»، لافتا إلى أن «الحريري سيضع الأمور في نصابها وسيعلن للبنانيين جميع الأمور في 14 شباط. وقال: «من الاثنين فصاعدا ستكون الأمور واضحة، وهي المرحلة الثانية التي تكلم عنها الرئيس الحريري»، لافتا إلى أن «14 شباط» و«14 آذار» هما عنوانان ولكن لهما معنى واحد، وسيكون هناك تجمع كبير في 14 آذار».

أما عضو المكتب السياسي في تيار المستقبل النائب السابق مصطفى علوش، فلفت إلى أن الاحتفال سيتضمن كلمات لقيادات قوى «14 آذار»، بالإضافة إلى «وثيقة سياسية ستؤكد على ثوابت هذه القوى لجهة التمسك بالمحكمة الدولية وسحب السلاح غير الشرعي، على أن تتضمن أيضا مقاربة للأزمة الراهنة وشرحا لمضامين الاتفاق السعودي - السوري، والخطة المستقبلية للمرحلة المقبلة».

وشدد النائب في تيار المستقبل كاظم الخير على «أننا لسنا بحاجة لأن نبرهن عن حجمنا، فحجمنا معروف»، لافتا إلى أن «الخطابات سترسم خريطة طريق للمرحلة المقبلة، عن طريق خطاب الرئيس الحريري والخطابات الأخرى»، مؤكدا أن «كرامة الشعب بالنسبة للرئيس الحريري كانت أكبر من أي منصب وأي مركز».