الجرافات الإسرائيلية تهدم بيوت قرية بدوية في النقب للمرة الـ16

منعا لوجود مدينة عربية تنافس بئر السبع

TT

في الوقت الذي كانت فيه قوات كبيرة من الشرطة الإسرائيلية تجري تدريبات على قمع مظاهرات للمواطنين العرب (فلسطينيي 48)، أقدمت قواتها في الجنوب على هدم بيوت الصفيح والخيام التي يعيش فيها سكان قرية العراقيب في النقب. وراحت تحرث الأرض وتزرع فيها الأشجار.

وأصيب خلال عملية الهدم العديد من أهالي القرية، جراء المواجهات التي اندلعت بين الأهالي وقوات الشرطة التي اقتحمت القرية، أول من أمس، وأخرجت الأهالي من بيوتهم واعتدت على الأطفال والنساء، ومن ثم هدمت بيوت القرية للمرة السادسة عشرة على التوالي منذ ستة شهور.

وقال المواطن يوسف أبو زايد، رئيس لجنة الدفاع عن أراضي العراقيب، إن ثلاثا من نساء القرية أصبن بجروح، جراء اعتداء الشرطة عليهن. وأن الشرطة اعتقلت خمسة أشخاص من أهالي العراقيب وأحد المتضامنين اليهود معهم، هو الدكتور غادي الغازي. ووجهت لجنة الدفاع عن أراضي العراقيب نداء استغاثة طالبت فيه الجماهير بالوصول إلى القرية ومؤازرة الأهالي رغم الحصار والمواجهات وإعادة بناء البيوت.

والجدير بالذكر أن أهالي هذه القرية يعانون من الملاحقات منذ سنين طويلة. فقد تم نقلهم من مكان إلى مكان، مستغلين بساطتهم وعجزهم عن القراءة. وهم يسكنون هذه المنطقة منذ أن طردوا من منطقة أخرى في النقب في أواسط السبعينات. وأرادوا إيجاد صيغة تفاهم مع السلطات الحكومية، ولكنهم لم يلقوا آذانا صاغية. وتقع قريتهم قرب بلدة رهط في النقب. وقد اتضح أن الخطة لترحيلهم تأتي في إطار خطة حكومية تبغي منع الامتداد السكاني العربي من رهط إلى العراقيب وغيرها من البلدات العربية المحيطة، حتى لا تصبح هناك مدينة عربية تهدد بئر السبع، عاصمة النقب. وتسعى الحكومة الإسرائيلية إلى زرع أحراش في هذه المنطقة الصحراوية وترفض أية محاولة للتوصل إلى اتفاق معقول مع الأهالي العرب.

وخلال السنة الأخيرة هدمت العراقيب 16 مرة، وكان الأهالي من البلدة نفسها أو البلدات يعيدون بناءها كل مرة. وفي المرة الأخيرة قررت قوات الشرطة البقاء فيها وتطويقها حتى لا تصل إليها أية مساعدة. وبدت القرية تحت حصار محكم من الشرطة وتم منع أي شخص من الوصول إليهم. واعتقلت عددا منهم. وأمضى الأهالي الليلة قبل الماضية بالعراء، رغم البرد القارس وبعض أمطار الشتاء، في حين كان عمال الدوائر الحكومية يغرسون الأشجار.

وروى سالم أبو مديغم، ما تعرضوا له من اعتداء بوليسي، فقال: كنا نجلس في خيمتنا وفاجأتنا القوات الخاصة بالاعتداء علينا، ثم أخرجونا بالقوة من الخيمة واعتدوا على نسائنا وأطفالنا وأطلقوا علينا القنابل الصوتية وأطلقوا الرصاص المطاطي.