الإخوان المسلمون يحيون شعب مصر وجيشها بعد رحيل مبارك

دعوا الشعب للتمسك بثورته وقالوا إن سليمان قدم نفسه كامتداد للنظام

TT

حيا عصام العريان القيادي في جماعة الإخوان المسلمين إثر الإعلان مساء أمس عن تنحي الرئيس حسني مبارك الشعب المصري وجيشه «الذي أوفى بعهده». وأضاف العريان «نحيي الشعب المصري العظيم وجهاده ونحيي الجيش الذي أوفى بعهده ونحتفل مع الشعب المصري» مضيفا «وسنستمر». وبعد أن أعلن نائب رئيس الجمهورية اللواء عمر سليمان في بيان أذاعه التلفزيون تخلي مبارك «عن منصبه وتكليفه المجلس الأعلى للقوات المسلحة إدارة شؤون البلاد» عمت فرحة غامرة شوارع القاهرة والمتظاهرين المحتشدين في ميدان التحرير الذي أصبح رمزا لـ«ثورة 25 يناير» التي أطاحت بمبارك.

وكانت جماعة الإخوان المسلمين في مصر رفضت أمس بيان الرئيس حسني مبارك، الذي فوض فيه صلاحياته لنائبه اللواء عمر سليمان ووصفته بـ«الصاعق»، وقالت إنه يأتي «ضمن منظومة الأحاديث الخادعة التي يريد بها أن يلتف على مطالب الجماهير»، وحذرت الجماعة مما سمته «أسلوب الاستعلاء على الشعب والتصلب والعناد» وقالت إن من شأن ذلك أن «يزيد الثورة ثورانا».

ودعت جماعة الإخوان التي تتمتع بقوة في الشارع في بيان لها أمس الشعب المصري إلى الصبر، وقالت «شد عزمك وإصرارك على استعادة حقك، فلتستمر في ثورتك، مهما طال الزمن، ومهما بلغت التضحيات». ويوجد للجماعة تمثيل فيما يسمى بـ«القيادة الموحدة لشباب ثورة 25 يناير» التي تضم حركة شباب 6 أبريل، وحركة العدالة والحرية، وحملة دعم البرادعي، وشباب حزب الجبهة الديمقراطية. وأعلنت القيادة الموحدة رفضها بيان الرئيس المصري وبيان نائبه، كما رفضت بيان القيادة الموحدة للقوات المسلحة المصرية التي أعلنت ضمانها لتنفيذ الإجراءات التي حملها بيان الرئيس المصري من إلغاء حالة الطوارئ وإجراء التعديلات الدستورية وتنفيذ أحكام القضاء المصري في الطعون المقدمة ضد عدد كبير من نواب البرلمان المصري المنتخب أخيرا.

وقال الدكتور عصام العريان عضو مكتب إرشاد الجماعة (أعلى سلطة تنفيذية للإخوان) متحدثها الرسمي إن الجماعة ترفض جملة وتفصيلا ما جاء في بيان الرئيس المصري ونائبه. ورفض العريان التعليق على البيان رقم 2 للجيش المصري، مشيرا إلى أن الجماهير في الشوارع والميادين هي المخولة بالرد على بيان القيادة الموحدة للقوات المسلحة. وقالت الجماعة في بيانها التي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه إنه «بعد هذه الثورة الهادرة التي زلزلت أركان النظام وخرج فيها الملايين ثمانية عشر يوما متوالية يهتفون هتافا مدويا يكفي لخلع الجبال الرواسي، يطالب برحيل النظام ويعلن سقوطه باستبداده وقهره ومحاسبة أركانه، وبعد أن ظن الناس أن الزئير قد سمع، وأن الرسالة قد وصلت، خرج علينا مبارك ببيان صاعق، يؤكد لهم فيه أنه لا يزال يمسك بزمام الحكم وينقض آخره أوله».

وأضاف البيان أنه «لا يمكن تصنيف البيان إلا ضمن منظومة الأحاديث الخادعة التي يريد بها أن يلتف على مطالب الجماهير، وعلى رأسها تنحيه الكامل عن الحكم، إن كان يحترم إرادة الشعب ويحرص على مصالح الوطن وأمنه واستقراره وإلا فإن الجماهير سوف تظل في ثورتها حتى تتحقق مطالبها». وتابع البيان «ثم أعقبه (بيان الرئيس) بيان نائبه الذي لم يضف جديدا قط، وإنما أفقده كثيرا من تقدير الناس له، لأنه قدم نفسه باعتباره امتدادا للنظام ورئيسه، محاولا بإجراءات ثانوية القفز على مطالب الشعب الأساسية الجوهرية، داعيا الجماهير للعودة إلى ديارهم دون تحقق شيء ملموس ذي قيمة من شأنه أن يفتح نافذة أمل لحياة حرة كريمة عادلة، فلا تزال السياسات هي السياسات والوجوه هي الوجوه، الفاسدون يرتعون كما كانوا يرتعون».

وأشار بيان «الإخوان» إلى أن «أسلوب الاستعلاء على الشعب والتصلب والعناد من شأنه أن يزيد الثورة ثورانا، وها نحن أولاء نرى أنها تتسع وتزداد جغرافيا وفئويا وعدديا، والذي نخشاه أن تزيد خسائر البلد وتتضاعف، فكم هي المؤسسات التي توقفت عن العمل والأيدي التي انصرفت عن الشغل من أجل نيل الحرية والكرامة، وكم هي الأموال التي هربت والاستثمارات التي رحلت». وقال البيان إن «الديمقراطية التي يتشدقون بها تفرض النزول على إرادة الشعب، ومصلحة الوطن تفرض على من يزعم الوطنية وحب الوطن أن يؤثرها على مصلحته ومصلحة أسرته، فليرحل الظالم مختارا قبل أن يرحل مكرها، إن البيانين اللذين أصدرهما مبارك ونائبه مرفوضان تماما من الشعب، ونحن جزء من هذا الشعب المصري العظيم». ودعت الجماعة الشعب المصري إلى التمسك بثورته وقالت «قدرك أن تواجه نظاما متغطرسا يراهن على نفاد صبرك وقصر نفسك، فأثبت له - عكس ذلك - طول صبرك وشدة عزمك وإصرارك على استعادة حقك؛ فما ضاع حق وراءه مطالب فلتستمر في ثورتك، مهما طال الزمن، ومهما بلغت التضحيات».