قطر ترحب بنقل السلطة.. والإمارات تعبر عن ثقتها بالجيش.. والأردن يحترم خيار المصريين

احتفالات شعبية في تونس وغزة والدوحة ونواكشوط تشاطر فرحة المصريين بثورة الشباب

TT

شارك معظم العرب المصريين فرحتهم بثورة الشباب وتنحي الرئيس حسني مبارك عن منصبه، ورحبت قطر بنقل السلطة إلى المجلس العسكري الأعلى، بينما أعربت دولة الإمارات العربية المتحدة عن ثقتها بقدرة المجلس على إدارة شؤون البلاد. جاء ذلك بينما اعتبر كل من حزب الله اللبناني وحركة حماس في قطاع غزة القرار بأنه «حدث تاريخي»، كما عمت «فرحة عارمة» في تونس بعد سماع النبأ.

وقالت الإمارات العربية المتحدة في بيان نشرته وكالة الأنباء الإماراتية (وام) الرسمية، إن «الإمارات العربية المتحدة التي تابعت باهتمام بالغ تطورات الأوضاع في جمهورية مصر العربية الشقيقة تؤكد ثقتها في قدرة المجلس الأعلى للقوات المسلحة في مصر على إدارة شؤون البلاد في هذه الظروف الدقيقة التي تمر بها الشقيقة الكبرى مصر بما يحقق لشعبها آماله وطموحاته».

كما أكدت الإمارات «حرصها الدائم على تعزيز العلاقات التاريخية الأخوية المتميزة مع الشقيقة مصر بما يحقق مصالح البلدين والشعبين الشقيقين في إطار دعم الإمارات المتواصل لمصر وشعبها الكريم في جميع المجالات».

ومن جانبها، رحبت قطر بنقل السلطة في مصر إلى المجلس العسكري الأعلى مع تنحي الرئيس حسني مبارك، وأكد بيان من الديوان الأميري بثته وكالة الأنباء القطرية، أن قطر «تعبر عن احترامها لإرادة الشعب المصري وخياراته» و«تحيي الدور الكبير والمهم للقوات المسلحة المصرية في الدفاع عن مصر والأمة العربية ومصالح الشعب المصري».

وذكر البيان أن قطر «ترى أن نقل السلطة إلى المجلس العسكري الأعلى يشكل خطوة إيجابية مهمة على طريق تحقيق تطلعات الشعب المصري في الديمقراطية والإصلاح والحياة الكريمة»، وتابع البيان أن دولة قطر «تتطلع لاستعادة مصر دورها القيادي في العالم العربي والإسلامي ودعم ومناصرة قضايا الأمتين العربية والإسلامية» و«تؤكد حرصها على علاقات متميزة مع جمهورية مصر العربية».

ولم تعلن قطر أي موقف رسمي من الأحداث في مصر منذ اندلاع حركة الاحتجاجات الشعبية المطالبة بتنحي مبارك، إلا أن السلطات المصرية كانت قد منعت مراسلي قناة «الجزيرة» التي تملكها قطر من العمل في مصر واتهمتهم بالتحريض.

وفي الدوحة، تجمع الآلاف من الوافدين المصريين والعرب في العاصمة القطرية ابتهاجا بتنحي مبارك. وتجمع المحتفلون على كورنيش الدوحة حاملين لافتات عبروا فيها عن البهجة بتنحي مبارك ورفعوا الأعلام المصرية فيما حمل بعضهم أيضا صور الزعيم المصري الراحل جمال عبد الناصر، وهتفت مجموعات من الشباب «مصر مصر حرة والحرامية برة» و«تحيا مصر» و«الشعب المصري أسقط النظام»، كما أنشد آخرون النشيد الوطني المصري وأناشيد وطنية أخرى. وسارت مواكب من السيارات على طول الكورنيش وهي تحمل الأعلام المصرية وتطلق الأبواق ابتهاجا بالتغيير الذي حدث في مصر.

وفي بغداد، قال صالح المطلق نائب رئيس الوزراء العراقي عن نهاية حكم مبارك إنه يعتقد أن هذا هو مصير أي شخص يقف ضد إرادة شعبه. وقال إنه يأمل أن يضمن الشعب المصري انتقالا سلميا وسلسا ومنظما للسلطة في هذا الوقت الحرج.

وفي لبنان، هنأ حزب الله المصريين بـ«النصر التاريخي» الذي حققوه، فيما علت أبواق السيارات وأطلقت الألعاب النارية في شوارع بيروت.

وقال الحزب في بيان «يتقدم حزب الله من الشعب المصري العظيم بأسمى آيات التهنئة والتبريك للنصر التاريخي المجيد الذي حققته ثورته الرائدة»، وأضاف أن «الموقف الواحد والثابت الذي تجلى في ثورة الشعب المصري شيبا وشبانا هو الذي جعل الدم مرة جديدة ينتصر على السيف».

أما حركة حماس، فقد اعتبرت تنحي الرئيس السابق مبارك بداية «انتصار» الثورة المصرية وأكدت وقوفها إلى جانب هذه الثورة، داعية القيادة المصرية الجديدة إلى رفع الحصار عن قطاع غزة.

وقال سامي أبو زهري، المتحدث باسم الحركة لوكالة الصحافة الفرنسية «نحن في حماس نعتبر أن تنحي الرئيس مبارك هو إعلان بداية انتصار الثورة المصرية التي نؤكد وقوفنا إلى جانبها ودعمنا كل مطالبها»، وتابع «نعتبر أن هذه النتائج هي انتصار لإرادة وتضحيات الشعب المصري وندعو الجيش المصري أن يكون ضامنا لمطالب الشعب وأن لا يسمح بالالتفاف عليه».

ودعا أبو زهري «القيادة المصرية الجديدة إلى اتخاذ قرار فوري برفع الحصار عن غزة وفتح المعبر المصري إلى الأبد وتمكين سكان القطاع من البدء بالإعمار وحرية التنقل والحصول على الاحتياجات».

بدوره اعتبر إسماعيل هنية رئيس وزراء حكومة حماس المقالة أن «مصر تكتب تاريخا جديدا للأمة وأن الحصار على غزة بدأ يترنح». فيما قال طاهر النونو المتحدث باسم هذه الحكومة في بيان صحافي، إن حكومته «تحيي الشعب المصري بكل فئاته على ثورته البيضاء وتتمنى له مرحلة جديدة من الأمن والحرية والاستقرار وعودة مصر لريادة وقيادة الأمة نحو السيادة والكرامة».

من جانبها قالت حركة الجهاد الإسلامي في بيان، إن «الجهاد تشيد بالشعب المصري وثورته وتبارك لشبابه وأبنائه انتصار مطالبهم العادلة»، وتابعت «إن ما تحقق هو حلم كل العرب والمسلمين والأحرار».

وخرج المواطنون في قطاع غزة في مسيرات عفوية وسمع دوي إطلاق الرصاص بكثافة في الهواء إضافة إلى أصوات أبواق السيارات احتفالا بتنحي مبارك. كما دعا مؤذنو المساجد المواطنين للخروج في مسيرات حاشدة «احتفالا مع الشعب المصري».

وفي تونس، عمت فرحة عارمة بعد دقائق من إعلان التنحي وعلت أبواق السيارات في العاصمة التونسية بعدما أعلن نائب الرئيس المصري عمر سليمان الخبر.

وكانت حركة الاحتجاجات في تونس قد أدت في منتصف ديسمبر (كانون الأول) إلى الإطاحة بالرئيس التونسي زين العابدين بن علي في 14 يناير (كانون الثاني) وشكلت شرارة موجة غير مسبوقة في المنطقة.

وهتف الطالب نور الدين (23 عاما) في العاصمة التونسية «إنه أمر لا يصدق، لقد سقط ديكتاتوران في أقل من شهر»، وتساءل رفيقه أحمد «من دوره الآن؟».

وفي نواكشوط، انطلقت مسيرات شعبية في معظم شوارع العاصمة الموريتانية وسط هتافات تحيي صمود المصريين وتصميمهم على تحقيق أهدافهم. وأشاد المتظاهرون بنضال شباب مصر وتضحيات «الشهداء» الذين سقطوا من أجل الحرية والكرامة والتغيير. من جانبه، أعرب حزب «الاتحاد من أجل الجمهورية» الحاكم في موريتانيا عن تحيته ودعمه «لثورة الشباب بمصر الشقيقة التي طمأنت على حيوية الضمير العربي وحتمية انتصار إرادته».

وفي وقت لاحق أمس قالت وزارة الخارجية الأردنية في بيان، إن الحكومة الأردنية تعبر عن احترامها الكبير لشعب مصر وخياراته الحرة المستقلة، وأضاف البيان أن «الحكومة الأردنية تعبر عن احترامها الكبير لشعب مصر الشقيق وخياراته الحرة المستقلة! وعن تقديرها واحترامها العميقين للقوات المسلحة المصرية العريقة ودورها الوطني الكبير».