علاوي وبارزاني يبحثان إعطاء دفعة لاتفاق أربيل والعوائق أمام مجلس السياسات

تقارير عن نية أعضاء في «العراقية» تشكيل جبهة برلمانية معارضة

TT

بحث الزعيم الكردي مسعود بارزاني مع رئيس القائمة العراقية إياد علاوي تطورات العملية السياسية في العراق، وفي مقدمتها مسألة تشكيل مجلس السياسات الذي اتفقت الأطراف العراقية على تأسيسه وإسناد رئاسته للأخير وفقا لاتفاق أربيل، والمشكلات والعقبات التي تواجه تشكيله.

وفي اتصال مع الدكتور فؤاد حسين رئيس ديوان رئاسة إقليم كردستان أكد لـ«الشرق الأوسط» أن «بارزاني وعلاوي تباحثا حول مجمل تطورات العملية السياسية في العراق ومن أهمها مسألة تشكيل مجلس السياسات التي تواجه اليوم عقبات وعراقيل كثيرة وهي جزء من الوثائق والاتفاقات التي وقعتها الأطراف العراقية بموجب اتفاق أربيل الذي يعد أساسا لتشكيل الحكومة العراقية الحالية، وكانت جلسة المحادثات مطولة تطرق فيها الزعيمان إلى العديد من النقاط الأساسية المتفق عليها في أربيل سابقا، وشددا على ضرورة إعطاء دفعة جديدة لذلك الاتفاق لضمان استقرار العملية السياسية».

وأضاف حسين: «لاحظت خلال الاجتماع وجود مخاوف لدى السيد علاوي فيما يتعلق ببطء تنفيذ الاتفاقات الموقعة في أربيل ووضع العراقيل أمامها، وقد عاد علاوي إلى بغداد ليستكمل مشاوراته مع رئيس الوزراء نوري المالكي بغية التوصل إلى قرار بتفعيل الاتفاقات الموقعة وحسم مسألة مجلس السياسات».

وحول ما إذا كانت هناك حاجة لزيارة بارزاني إلى بغداد لجمع الأطراف المعنية باتفاقية أربيل على طاولة واحدة من جديد، قال رئيس ديوان رئاسة الإقليم: «السيد بارزاني منشغل يوميا بمتابعة تطورات العملية السياسية في العراق، ويخصص جانبا كبيرا من نشاطه اليومي للوقوف على جميع التطورات الجارية في بغداد، وهناك مشاورات مكثفة تجري حاليا بين مختلف الأطراف للتوصل إلى نتائج مرضية للجميع، وكان نائب رئيس الجمهورية عادل عبد المهدي موجودا هنا قبل يومين، وعلاوي كان هنا ورجع إلى بغداد واستمعنا إلى وجهات نظرهم وطروحاتهم، وبالطبع ستتكثف المشاورات في بغداد في غضون هذه الأيام، وإذا تطلبت الحاجة إلى اجتماع قمة آخر فليس لدى رئيس الإقليم أي مانع، طالما أن مبادرته هي الأساس الذي أخرج العراق من مأزق تشكيل الحكومة، وبالتالي فإن اتفاق أربيل هو جزء من مبادرة بارزاني، وحتما سيكون لبارزاني دور في إعادة تفعيله بما يلبي مطالب جميع الفرقاء الموقعين على الاتفاق».

وكان نائب رئيس البرلمان العراقي عارف طيفور قد أكد في تصريحات نشرها موقع «خندان» الكردي عن مخاوفه من انتكاسة اتفاقية أربيل مشيرا إلى أن «هناك العديد من العقبات والعراقيل توضع أمام تنفيذ اتفاقية أربيل، منها رفض جميع الأسماء المطروحة أمام رئيس الوزراء لملء المناصب والحقائب الأمنية، فهو يريد أن يكون المرشح لهذه المناصب تابعا أو خاضعا له، وهناك أيضا آراء ووجهات نظر متباينة من اتفاق أربيل حتى داخل القائمة العراقية أيضا، وهذا يدفعني إلى القول بأن هناك مخاطر حقيقية وكبيرة من فشل تلك الاتفاقية، ولا أقول بأن الاتفاقية ستنهار تماما، ولكني أقول بأنها تسير نحو الانهيار إذا لم يتدارك القادة هذا الوضع، وهذا يتطلب باعتقادي تدخلا من الرئيس مسعود بارزاني الذي وجه إليه رئيس البرلمان العراقي أسامة النجيفي ورئيس القائمة العراقية إياد علاوي برسالتين لدعوته إلى بغداد في محاولة لرأب الصدع وإعطاء دفعة قوية لاتفاقية أربيل».

في غضون ذلك، يتجه عدد من نواب القائمة العراقية إلى تشكيل جبهة برلمانية معارضة داخل مجلس النواب العراقي. فقد أكد النائب عن «العراقية» قصي العبادي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن عددا من أعضاء العراقية يعملون على تفعيل جبهة معارضة نيابية داخل البرلمان، وأن عمل هذه الجبهة نابع من حاجة الشعب العراقي ومصالحه التي يجب الدفاع عنها، لا من المصالح الخاصة للكتل والأحزاب.

وبين العبادي الذي قرأ البيان الذي كتبه عدد من أعضاء العراقية خلال مؤتمر صحافي عقد في بغداد بقصر المؤتمرات أن «نواب البرلمان العراقي والحكومة العراقية وقادة الكتل السياسية مدعوون إلى الارتقاء فوق المصالح الطائفية والحزبية والشخصية والعمل على تفعيل تلك المطالب المشروعة وإنهاء ملفات تشكيل الحكومة الشراكة وملفات الوزارات الأمنية وملفات الفساد الإداري».

وأشار إلى أن «المظاهرات الأخيرة التي خرج بها مواطنون عراقيون تجسد روح الولاء الوطني الصادق وتعبر بشكل سلمي وحضاري عن مطالبها المشروعة وتنادي بروح من المسؤولية العالية، وأنها ترتقي فوق أداء بعض الساسة وتصرخ لا للطائفية لا للقتل على الهوية لا للسجون السرية لا للرشوة لا للمشاريع الوهمية لا للبطالة».