هنا مربط الفرس.. يا كالديرون؟!

مساعد العصيمي

TT

من لفت نظره مؤتمر السيد كالديرون بعد مباراة الاتحاد والهلال؟ الأكيد أن هناك من توقفوا عند فقرة مثيرة في حديثه المهم ومن بينهم الزميلة النبيهة جدا منيرة القحطاني من صحيفة «الحياة» لكن ما الذي قاله المدرب الأرجنتيني.. هذا الرجل وبرؤية الخبير المدرك شدد على أن مشكلة منتخب السعودية ليست في اللاعبين بل في نواح أخرى وبدا وكأن في فمه ماء.

في البدء لن أندفع مع كالديرون في التبرئة الكاملة للاعبين أيضا أكاد اقرأ ما بين سطوره أن المنهج الإداري هو المعني بالتراجع وأحسب أن هذا مربط الفرس فهو من يتعامل مع المدربين واللاعبين وهو من يرسم البرامج ويحدد الفعاليات وهو أيضا الذي لا يستطع صبرا ويرمي بالمدربين مباشرة بل إن عاطفته عادة ما تحدد هوية الأسماء المختارة فمن لا تشمله عين الرضا فهو بعيد حتى لو كان نجم زمانه.

آلية العمل الإداري لا بد أن تتغير.. لا بد أن يعني هذا المنتخب باستقلالية عملية إدارتها فنية بحتة.. لا سلطة إدارية فيها أبدا على أقله كي ننعم بخاصية عدم التدخل وأعتقد أن هذا ما عناه المدرب الأرجنتيني وهي والحقيقة أحق أن تقال.. هي طامة الكرة السعودية وإلا فما الذي يجعل من مدرب ككالديرون قدم منتخب السعودية معه أفضل عروضه وقاده نحو كأس العالم يبعد فجأة؟! وليت الأمر انطوى على الاستعانة بقيمة فنية كبيرة جدا بل بالبائس باكيتا!.. إذن المشكلة إدارية وليست باللاعبين وما الذي يجعل منتخبا متحفزا وسط معمعة تصفيات كأس العالم الأخيرة بل صاحب وقع وترشيحات كالسعودي ينضوي تحت لواء مدرب، من دون هوية وتاريخ أتحدى أن يفكر فيه أقل منتخب في الخليج.

إذن نحن يا سيد كالديرون نتفق معك في أن المشكلة ليست في اللاعبين بل هي تنظيمية إدارية بحتة، وعليه ولأننا في خضم انطلاقة تاريخ قيادي جديد برؤية شبابية متطلعة من الأمير نواف بن فيصل من الجدير أن نستفيد من أخطاء الماضي نستفيد ولا يعيبنا أن نتخلى عن بعض ما كنا نعتقد أنه من صلاحياتنا ومن خصوصياتنا.

نعمل على الاستعانة بالمتفوق نعطيه وقته وعمله والجوانب المساندة له.. ندعمه.. ولا نتدخل في عمله وفق استقلالية كاملة.. نتدرب من خلالها على ضبط النفس ورفض التدخل.. نجرب أن نصبر سنة وسنتين.. وثلاثا.. وحتى ما بعد كأس العالم، ومن ثم ندرس النتائج.. لكن أن نجتمع مع المدرب نناقشه في أحداث كل مباراة ونطلب منه ونراجعه ونغضب ونتوتر فأحسب أننا لو أحضرنا غوس هيدنك، أو السير أليكس فيرغسون فلن يعرفا النجاح بل سيرحلان بعد السنة الأولى إن لم تكن الأشهر الأولى!.

[email protected]