الصحافة الإنجليزية تشن هجوما عنيفا على الميلان وتصفه بـ«المافيا»

غاتوزو معرض للإيقاف من 3 إلى 5 مباريات بعد نطحه غوردن

TT

بات جينارو غاتوزو، لاعب الميلان، معرضا للغياب عن الأدوار المقبلة من النسخة الحالية من منافسة الشامبيونز ليغ على خلفية أحداث مباراة ميلان - توتنهام عندما قام اللاعب بدفع مساعد مدرب الفريق الإنجليزي من عنقه، ثم وجه إليه نطحة في رأسه على إثر مشادة كلامية عنيفة نشبت بينهما على خط الملعب خلال الشوط الثاني.

ومن جهتها بدأت اللجنة التأديبية للاتحاد الأوروبي التحقيقات، حيث يتم التعامل مع موقف غاتوزو على أنه «سلوك عنيف وغير رياضي»، وهو ما يهدد بإيقافه لفترة تتراوح ما بين ثلاث إلى خمس مباريات دولية، بالإضافة إلى مباراة أخرى بعد حصوله على بطاقتين صفراوين في المباراة السابقة. وقد تصل فترة العقوبة إلى أربع مباريات في حال تقدم الميلان بطلب استئناف لتقليص العقوبة بعد صدور قرار اللجنة التأديبية يوم الاثنين المقبل.

من المتعارف عليه أن غاتوزو يتمتع بروح قتالية غير مسبوقة، فضلا عن عزيمته الاستثنائية، بيد أنه لم يقع في مثل هذه الأخطاء التي تنافي الروح الرياضية يوما. ويذكر أن التقارير التي تسلمها الويفا من حكم المباراة ستيفان لانوي لم تأتِ بجديد، خصوصا أنه لم ينجح في إنهاء المشاجرة التي امتدت إلى داخل النفق المؤدي إلى حجرة الملابس. ويبدو أن اللجنة التأديبية قد كونت خلفية كافية عن الحادثة بعد الاطلاع على الصور الفوتوغرافية، ما يعني أنها ليست في حاجة إلى مشاهدة الشريط المصور، كما طالبت اللجنة بالحصول على تقارير مكتوبة من قبل النادي دون إقامة جلسة استماع. ومن جانبه تقدم اللاعب باعتذار فوري عما بدر منه، مؤكدا أنه فقد صوابه في هذه اللحظات. كما اعتذر غاتوزو لزملائه في الميلان، في حين تقدم وكيل أعماله أندريا داميكو باعتذار رسمي عبر قناة «سكاي» التلفزيونية حيث قال: «لقد اعتذر رينو، وخص جماهير النادي بالاعتذار لما تسبب به من تشويه صورة الميلان أمام أوروبا، وكذلك لكونه قائد الفريق في هذه المباراة. لقد أثار مساعد الحكم غضب غاتوزو، ولكنه وقع في ذلك الخطأ، وكان رد فعله ناجما عن شعوره بالغضب الشديد. إنه رجل أمين، وأعتقد أن البعض قد بالغوا في التعقيب على هذه الحادثة».

جدير بالذكر أن غاتوزو كان قد أصيب بجرح عميق في الركبة بعد اصطدامه بساندرو أثناء مشاركته في الشوط الثاني من المباراة، ولكنه قرر الاستمرار دون الالتفات إلى الإصابة. وفي أعقاب المباراة خاط طبيب الميلان جرح غاتوزو بـ12 غرزة. على الجانب الآخر لم يعقب الميلان على أحداث مباراة توتنهام بأي شكل من الأشكال، ولكن يبدو أن إدارة النادي تميل إلى اعتبار سلوك اللاعب مجرد حماقة ناتجة عن الانفعال، مع وضع إساءته البالغة للنادي في الاعتبار، وكذلك الانتباه لمسيرته الحافلة مع الفريق حيث إن غاتوزو لم يتلقَّ أي بطاقات حمراء على مدار 104 مباريات دولية مع الميلان سوى مرة واحدة، بينما يصل معدل حصوله على البطاقات الصفراء إلى بطاقة كل ثلاث مباريات. ولا بد من الإشارة إلى أن غاتوزو كان قد توجه إلى مقعد بدلاء الفريق الإنجليزي لتوضيح موقفه (وهي الصورة التي تظهر اللاعب واضعا يديه على عنق ريدناب)، بيد أنه تعرض للإهانة من قبل غوردن، وكان رد فعل اللاعب واضحا أمام الجميع. وداخل حجرة الملابس حاول نيستا تهدئة غاتوزو، وكذلك بواتنغ، ولم تخلُ الصورة من فلاميني وإبراهيموفيتش الذي خلع قميص الفريق استعدادا للمشاركة في المشاجرة.

وفي سياق متصل شنت الصحافة الإنجليزية هجوما عنيفا على غاتوزو وعلى رأسها «ديلي ميل» التي ذكرت أن «عصابات مافيا الميلان جعلتنا جميعا من مشجعي توتنهام». وتحت عنوان «الميلان الهمجي» قالت صحف «التابلويد» الإنجليزية: «في يوم من الأيام كان هناك مجموعة من اللاعبين الذين فازوا بلقب أبطال أوروبا سبع مرات. وبعد أن أعجب العالم بهم وبالنجوم التي توالت على فريقهم مثل ريفيرا وفان باستن وجوليت ومالديني وكوستاكورتا وباريزي، غرق الفريق في الخزي والعار بسبب سلوكيات وسمعة لاعبيه السيئة. ولم يظهر الميلان بهذه الصورة الرديئة قط، ولكن لاعبه لم يتمكن من التحكم في نفسه».

ولم يختلف عنوان جريدة «ميرور» كثيرا حيث وصفت الميلان بـ«المتأخر عقليا»، بينما ذكرت صحيفة «الغارديان» بأن «الميلان خرج بأنف مكسور من مواجهة توتنهام، ونطحة غاتوزو لن تؤثر في تاريخ أو سمعة غوردن الكبير». وجاء عنوان جريدة «تايمز» على النحو التالي: «الآن البريمير ليغ أصبح أفضل من الدوري الإيطالي».

على صعيد آخر شدد زلاتان إبراهيموفيتش على ضرورة طي صفحة الماضي والانتباه إلى المستقبل، حيث صرح قائلا: «هذا الفريق لم يفُز بأي لقب منذ عام 2007، وهو ما دفع إدارة النادي إلى وضع مشروع جاد ومهم يتم تنفيذه حاليا. لقد ساعدتنا سياسة الإدارة على العودة إلى أفضل حالاتنا الفنية، ولكننا لم نحقق النتائج المطلوبة بعد. وأنا واثق تماما من أن الأمور ستسير بشكل جيد». وعن مباراة توتنهام قال السويدي: «لقد كانت مواجهة توتنهام صعبة للغاية هذه المرة، وستكون مباراة الإياب أكثر صعوبة. لقد عانى الفريق من السلبية والخوف في الشوط الأول من المباراة، ولا أعلم ماذا حل بنا».