كامب ديفيد في الاستراتيجية المصرية

TT

> تعقيبا على مقال عبد الرحمن الراشد «الموقف المصري من كامب ديفيد»، المنشور بتاريخ 16 فبراير (شباط) الحالي، أقول: إن المعاهدة المصرية - الإسرائيلية لن تصبح مشكلة من جانب مصر في المستقبل المنظور. لكنها قد تصبح كذلك من جانب إسرائيل. المشكلة على الصعيد المصري، كانت في إدارة المعاهدة على مدى 29 عاما، كما لو كانت مصلحة إسرائيلية بحتة استفادت منها إسرائيل وحدها، الأمر الذي استمرأته. ولأنها كانت تعلم ذلك، مضافا إليه مخاوفها الأمنية التقليدية، فقد فزعت فزعا شديدا من احتمالات التغيير. أبرمت مصر المعاهدة في إطار رؤية استراتيجية، تقوم على أن الصراع كفلسفة لا يقوم على الحرب وحدها. وكم من صراعات حسمت دون إطلاق رصاصة واحدة. وكانت لدى السادات فيما بدا، ثقة كبيرة في أن مصر تستطيع أن تدير الصراع سلميا لمصلحتها ومصلحة المنطقة كلها، بما فيها إسرائيل، وأن الزمن سيلعب لعبته في صورة المنطقة في المستقبل البعيد لصالح أهلها، بينما استمرار الحرب كان سيلحق بها ضررا ماحقا. وكانت مصر، لأسباب كثيرة، بحاجة عملية للمعاهدة لترتيب أوضاعها ووقف تدهور أحوال شعبها. لم تنتقل هذه الرؤية إلى إسرائيل، وتمترس العرب في الخندق القديم، ودهمتهم تطورات العالم من دون أن يفطنوا إلى أن إدارة الصراع سلما هو في مصلحتهم لو أتقنوا ذلك. جلال الدين حبيب - مصر [email protected]